سلط تقرير جديد لموقع “تركي بيرج” الضوء على اختطاف الصحافة التركية من قبل نظام رجب طيب أردوغان، الذي حول دولته إلى أكبر سجن للصحفيين في العالم حاليًا.
وأشار الموقع التركي إلى أن 300 صحفي يقبعون الآن في السجون التركية كجزء من حملة طيب أردوغان على المعارضة في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة ضده، وهي حملة تركت آلاف الصحفيين الآخرين دون عمل بعد إغلاق السلطات للصحف والقنوات التليفزيونية التي كانوا يعملون فيها.
ونوه الموقع إلى أن مهمة احتكار الإعلام التركي والاستحواذ عليه من قبل أردوغان بدأت قبل فترة طويلة من الحملة القمعية الأخيرة؛ إذ كان أردوغان في بداية الأمر يستحوذ على المنصات الإعلامية المعارضة سواء بنفسه أو من خلال رجال أعمال موالين له، لكنه الآن أصبح هو وحده المُهيمن الأكبر.
وحسب أحدث أرقام توزيع للصحف، يتضح أن هناك صحيفة واحدة فقط لا تخضع لسيطرة أردوغان أو أصدقائه بين أكثر 10 صحف توزيعًا في تركيا، مشيرا إلى أن صحيفة جمهوريت، والتي كانت إحدى أبرز الصحف المستقلة، غرقت في خلافاتها الداخلية، وبالكاد تمكنت من البقاء بين أكثر 20 صحيفة انتشارًا.
وأعدّ “تركي بيرج” هذا التقرير لتقديم نظرة عن الطريقة التي أحكم بها إردوغان قبضته على الصحافة المطبوعة في تركيا.
وفيما يلي الصحف التركية الأكثر انتشارا :
صباح، وهي جريدة ورقية تأسست في 22 أبريل 1985.. وفي عام 2007، اتهمت وكالة تابعة للدولة مُلاكها السابقين بالتزوير واستحوذت على الصحيفة.. بعد ذلك، بيعت إلى “ساليك هولدنج”، وكان مديرها التنفيذي في ذلك الوقت زوج ابنة أردوغان بيرات البيرق.. جريدة صباح اليوم هي المنصة الموالية للحكومة الأكثر تأثيرًا، ويستحوذ مستشارو الرئيس على أعمدة الرأي فيها.
حرييت، وهي جريدة يومية تأسست في العام 1948، ولديها مكاتب إقليمية في اسطنبول وأنقرة وأنطاليا وإزمير وأضنة، ويعمل لديها 600 مراسل في تركيا وخارجها.. في العام 2009، وبعد أن نشرت الصحيفة فضيحة فساد، وقّعت الحكومة التركية غرامة قدرها 2.5 مليار دولار على مُلاكها. بعد ذلك، وبالتحديد في مارس 2018، بيعت إلى رجل أعمال موالي للحكومة، وهو أردوغان ديميرون.
سوزجو (معارضة)، صحيفة يومية تسير على نهج “الكمالية” وتُعارض حكومة حزب العدالة والتنمية. تأسست عام 2007، وتعود أصولها إلى جريدة أخرى باسم “جوزكو” أسستها مجموعة “جوجان جروب” في العام 1996، وتغيّر اسمها إلى الاسم الحالي في عام 2007. سوزجو هي الجريدة الوحيدة المعارضة بين أكثر 10 صحف توزيعًا، ولا يُسيطر عليها أردوغان.. قُبض على الكثير من مُراسليها كجزء من الحملة التي شُنّت عقب محاولة الانقلاب، وأصدرت السلطات القضائية مذكرات توقيف بحق مالكها براق أكباي، ويعيش في المنفى حاليًا.
بوسطة، صحيفة “تابلويد” تستهدف جمهورًا أوسع؛ حيث تمتلئ معظم صفحاتها بأخبار ترفيهية وشائعات بعناوين مثيرة، ولا تختص بالسياسة أو الاقتصاد، وأسست مجموعة دوجان جروي الصحيفة في العام 1995، وباعتها لرجل الأعمال الموالي للحكومة أردوغان ديميرون في مارس 2018.
مليت، صحيفة يومية كانت تضم يومًا إعلاميين أتراك بارزين مثل بيامي صفا وبرهان فلك وعبدي إيبكجي وجتين ألتان، وكان يُنظر إليها باعتبارها أكثر جدية ومصداقية مقارنة بمنافستها حرييت ، وفي العام 2012 باعتها مجموعة دوجان هولدنج إلى المجموعة الموالية للحكومة “ديميرورين جروب”، ومنذ ذلك الحين فُصل الكثير من صحفييها وتحولت إلى داعم عتيد للسياسات الحكومية.
يني شفق، تأسست في العام 1994 واستحوذت عليها الشركة الموالية للحكومة “البياك هولدنج” منذ العام 1997، ودومًا ما اتُهمت الجريدة باستخدام خطاب عدائي يستهدف الأقليات والجماعات المعارضة، وفي العام 2013 اعترف مُحرروها بأنهم لفقوا بعض أجزاء لقاء أُجري مع نعوم تشومسكي، وهو ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيّر المحررون النقد الذي شنّه تشومسكي على سياسة أردوغان الخارجية إلى تأكيد بأن تركيا “وقفت مع الشعب السوري المقهور”.