كاتبة وروائية … تأثرت بالعديد من الكتاب والأدباء …. عشقت الصحافة لها قلماًمميزاً وقلباً حاضراً ، فأهلا وسهلاً بالأم والجدة والكاتبة المبدعة التي لها طموحات تصل الى سقف السماء … لها فلسفتها الخاصة في الحياة …. فلنتطلع على مافي به قلمك من ابداع متميز … إنّها الأستاذة الفاضلة نبيلة محجوب … والتى منحتنا جزء وقتها للحوار معها ولنضعها بين يديكم :
تعليقات : 1
أصداء الخليج
حوار الدكتور / عمرو خالد حافظ
1- الاستاذة ” نبيلة محجوب ” أنت غنية عن التعريف لكن هل لنا بنبذة بأسطر ؟
حقا أملك غناَ معرفيا بالذات وليس الغنى المعرفي بمعنى الشهرة، لأني امرأة خبأت أجمل سنوات العمر في كهف الأمومة والأسرة مسترشدة بقبس المعرفة وقراءة الأدب والفلسفة والفكر في إحدى زوايا كهفي الاختيارى، لم أكن أدرك أن تلك العزلة هي صهوة الجواد التي امتطيتها وأنا أغادر الكهف أشارك في غزوات الحراك الثقافي ثم أعود أنغمس أكثر وأكثر في ضوء القراءة، ومسؤوليات الأسرة .
2- حدثينا قليلاً عنك وعن بدايتك مع الكتابة؟
أنا مكية الأصل والمنشأ والهوى، في ذلك المجتمع الذي لم تكن خياراته مشرعة أبوابها أمام فتاة صغيرة لتمارس صنوف اللهو أو تقتنص طائر المرح، لم تجد أمامها غير الكتاب خيارا ليس إجباريا بل اختياريا ويوفر قدرا من الحماية من المشاركة في أعمال المنزل، ربما لذلك كنت أخبيء الرواية أو ديوان نزار قباني الذي استعيره من إحدى الزميلات اللاتي تمضين الصيف في القاهرة أو بيروت بينما نقضي كل الصيفيات في مدينة الطائف، وأدعي أن لدي أختبار لأنهمك في القراءة، تلك بداية تفتح الوعي وتعشق الكلمة، لأبدأ في كتابة خواطر على شكل أبيات شعرية، وفي مرحلة متقدمة أصبحت مدمنة قراءة الصحف والمجلات، ربما لذلك كانت أول مشاركة منشورة لي مقالة في إحدى الصحف بعنوان المسؤولية وانا في الصف الأول الثانوي، كانت تلك البداية والنهاية لحلم تشكل وانبثق ثم اختبأ سنوات لكنه بفضل الله ظل كامنا لم يجهض حتى حان موعد خروجه فانبثق بقوة وتوهج.
3- ما أغرب طقوسك أثناء الكتابة؟
في البداية، كان الخوف يعيقني عن الاقدام على الإمساك بالقلم، فأغرق بين الكتب، أقرأ وأقرأ حتى الثمالة، وعندما أمسك بالقلم تنهمر الكلمات كالمطر، لكن بعد ذلك ربما زال هاجس الخوف قليلا فأصبحت أكثر إقداما وأوثق خطوة، أي لا توجد لدي طقوس بل أستغرق في الكتابة حتى لا أشعر بالمكان والزمان خصوصا عندما أكتب الرواية.
4 – ما قيودك عند تناول أي فكرة بالكتابة؟
ليست لدي قيود بالنسبة للأفكار التي تطرح في المقالة الأسبوعية، لكن تكبلني قيود الانتماء الأبوي والأسري وقيود أخرى مصدرها عقلي تعيق إبداعي وانطلاقي.
5- هل تفضل الكتابة باللهجة العربية الفصحى فقط أم يمكنك ذات مرة كتابة رواية باللهجة العامية؟
رغم أني أميل إلى الكتابة باللغة الفصحى إلا أني انصعت مجبرة لكتابة الحوار باللهجة العامية الحجازية في رواياتي، لأني أعتز باللهجة الحجازية وأخشى عليها من الإهمال والاندثار بعد أن لمست اهمالا لها أو عدم اعتزاز بها، ربما لذلك أورد في مقالاتي بعض الأمثال العامية الحجازية، وفي روايتي الأخيرة حاولت قدر الإمكان تجنب الكتابة العامية في الحوار، استجابة لرأي بعض النقاد المصريين الذين وضحوا لي بأن نجيب محفوظ لم يكتب باللهجة العامية حتى الحوار، مع البون الشاسع بيني وبين أديب نوبل، لكني أشعر بأن اللهجة الحجازية جميلة وثرية، لا أعرف كم هي نسبة نجاح محاولاتي، وهل انحيازي إلى اللهجة الحجازية انتصر أم انصياعي لرأي النقاد؟
6- ما هو دورك ككاتب وإنسان في ما يجرى حولك في الحياة؟
أتصور أن الكاتب يندمج في الانسان والعكس صحيح في مواجهة مايحدث حولنا، لا أستطيع الانفصال عن انسانيتي وأنا أكتب ولا عن فكري وأنا أتعامل مع الأحداث ربما هذا يصيبني بقدر من الإحباط أو الألم النفسي أحيانا عندما أعجز عن التعبير وتجسيد موقفي الإنساني في مواجهة الأحداث الجارية.
7 – ما هي مشاريعك المستقبلية؟
قبل شهرين تقريبا أنجزت روايتي الأخيرة، أشعر بعدها بالفراغ يبتلعني كمحيط مظلم رغم انشغالاتي ومسؤولياتي، عندما أرسلت الرواية لدار النشر كأني غادرت حياة اجتماعية وأسرية ثرية بالاشباع النفسي بالنسبة لي، كأني غادرت أسرتي وأصدقائي أو كأنهم رحلوا وتركوني وحيدة في صحراء قاحلة، كنت أندمج معهم ملتحمة بحياتهم، ربما أحتاج لبعض الوقت للتحرر من ارتباطي أكثر من خمس سنوات بالحياة معهم، عشرة عمر كما يقولون، لكن بعد اجتياز هذه المرحلة سأبدأ في انجاز مشروعين أنختهما إلى حائط النسيان، عندما تفرغت لكتابة الرواية والحياة مع مجتمعها بكل زخمه.
8- أتود أن تبوح بشيء أخر لمتابعيك؟
أجل، الكتابة الإبداعية متعة لا تدانيها متعة أخرى سوى القراءة، لكني أشعر أن الزمن يهزمني والعمر يتقدم بي مسرعا فليس أمامي متسعا من الوقت لأبطئ السير ربما لهذا أركض في كل اتجاه! هذا بوحي لأحبتي.
9- انت مسئولة في النادي الأدبي الثقافي ، ماذا يقدم النادي؟
لست مسؤولة في النادي بمعنى أني لست ضمن مجلس إدارته، لكني مسؤولة عن الصالون الثقافي النسائي الذي هو أحد فعاليات النادي الأدبي الثقافي وتحت مظلته ويحظى بدعمه، أما ماذا يقدم النادي، فهو يقدم الكثير من الفعاليات المتخصصة، مثل منتدى عبقر، والحلقة النقدية التي توقفت وبدأ مكانها إيوان الفلسفة، كذلك هناك رواق السرد، والفنون البصرية، وأنشطة أخرى يقيمها النادي.
10- هل انت راضية عنما يقدمه النادي؟
المثقف ينطبق عليه المثل القائل” لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب” أي انه لا يرضى ولو أتاه الرضى زاحفا، لأنه لا يفتأ يحلم بالأجمل دائما.
11- لكِ كتابات عديدة في المجال الأدبي ما هي الأقرب لك ؟
ربما رواية بين مطارين هي الأقرب إلى قلبي كذلك الحوارات العديدة التي أجريتها لأنها تعطيني مساحة من الحرية للبوح مفتوحة.
12- الاستاذة ” نبيلة محجوب ” كيف تصفين لنا كل من العبارات والأسماء الآتية ؟؟
– الإنسان،
الذي يتلمس حاجة أخيه الانسان
– السفر
متعة الاكتشاف
– الحب
عبارة قرأتها منذ فترة طويلة لكنها لازالت حية تنبض في الذاكرة رغم أنها أصبحت أي الذاكرة مقبرة المعلومات والمقولات إلا أن بعضها لديه قدرة على الحياة، العبارة تقول : ” ليس الحب أن نحلق في بعضنا بعضا بل الحب أن نحلق في نفس الاتجاه”
خلق الله الكون بالحب، وكل شيء جميل في هذا الكون زينه الحب، فالحب نعمة توازي نعمة الحياه.
الكراهية
أعوذ بالله مرض يستشري في بعض النفوس حتى يفنيها
الموسيقى
غذاء الروح رغم أنه التعريف الكلاسيكي إلا أنه صحيح 100% 100 من وجهة نظري
-القصة
لم أجرب كتابتها
-الشباب
ألا ليت الشباب يعود يوما، لكني حقا أشعر أني لا زلت في مرحلة الشباب
-كتاباتك –
ثروتي
نبيلة محجوب
أم، جدة، امرأة طموحها سقفه السماء لأبنائها لمجتمعها لوطنها، لذلك تعمل بحماس، لا تزال تحلم وتحلق في أحلامها كمراهقة
– الشيخوخة
مرحلة قادمة لا محالة مهما حاولنا تجاهلها أو إخفاءها
– الخيانة –
أسوأ ما يواجهه الانسان خصوصا إذا جاءت من الحبيب أو الصديق أو القريب وهي بوابة القطيعة وفقدان الثقة.
الإخلاص
صفة أصبحت ضمن المستحيلات الكثيرة في عصرنا الحالي.
-التذمر
عدم الرضا والصبر
– اللامبالاة
إحدى إشكاليات الأجيال أو الإهمال في التربية
– الرأي والرأي الأخر
كلاهما يحتمل الخطأ والصواب
– الإنسانية
القدرة على التفاعل مع الآخر ومد يد العون لمن يحتاج حتى مجرد لمسة دافئة تسكن الوجع.
13- ماذا تعني لك النرجسية والغرور وهل أنت نرجسية ومغرورة؟
النرجسية والغرور صعود إلى الهاوية، اللهم اجعلني صغيرا في عيني كبيرا في أعين الناس
14- من وجهة نظر الاستاذة ” نبيلة محجوب ” هل ترى أنّ الشّخص بإمكانه أن يصبح كاتباً وأديباً في فترة أسبوعين فقط؟
الكتابة والأدب موهبة في الأساس تنمى بالقراءة والاطلاع، ثم الممارسة والقدرة على البوح، أي تصبح كتابا مفتوحا بين يدي القارئ، وهذا لا يتم إلا على المدى الطويل، التقي بشباب وشابات يملكون الموهبة ويبحثون عن أسهل وأسرع طريقة تجعلهم كتابا وعندما أسألهم ماذا تقرأون، تأتي إجابتهم صادمة ” لا نحب القراءة ” يتوجهون إلى الدورات المتخصصة التي تعلم معايير كتابة المقال أو القصة أو الرواية وهي كلها مهارات لكنها لا تصنع كاتبا لا يقرأ أو لا يمتلك موهبة الكتابة الموهبة تعني القدرة على صناعة الأفكار وامتلاك الحس النقدي والجرأة على البوح ومخاطبة الآخرين بما يعتمل في العقول والمشاعر.
15- في ظل النّجاحات التي تميّزت بها ” الاستاذة” نبيلة محجوب ” وهذا أمر مشهود لها في السّاحة الأدبية العربيّة – ماذا تختار في حياتها لو رجعت عقداً من الزّمن ؟ هل تختار طريقاً آخر غير طريقك الحالي؟
أتصور أني لم أحقق النجاحات التي أتطلع إليها في مجال الكتابة الإبداعية، ومهما حقق الانسان من نجاحات يقيسها بمستوى طموحه وتطلعاته يجدها دائما في مستوى أقل وهذا محرض على بذل المزيد من الجهد لكن الكمال لله وحده سبحانه وتعالى، أما بالنسبة لاختيار طريق آخر فلا، سأعيد السير في ذات الطريق لكن ربما لن أقع في الحفر وأجتاز المطبات التي عرقلت سيري إذا سرت فيه مرة أخرى، سأتعلم القفز بين الحفر كالبهلوان وتجنب الارتطام بالعوائق بكل اقتدار.
16- الأدب العربي بشكل عام؟ كيف تراه اليوم الاستاذة ” نبيلة محجوب ” ؟
لا علاقة لي بالأدب العربي القديم، إلا من خلال دراستي للنصوص في مرحلة الدراسة، لكن الأدب العربي الحديث الذي بدأ منذ ثلاثينيات القرن العشرين أجل، لا زلت أراه تراثنا اللغوي الجميل الذي أثرى تجاربنا الأدبية، المنفلوطي، طه حسين، العقاد، جبران خليل جبران، وغيرهم من الأدباء.
17- هل ترى ” محجوب ” أنها موفقة بين الأدب والثقافة من جهة وحياتها الشّخصية من جهة أخرى ؟ ومن هي الأوفر حظّاً لديها والأكثر أهميّة ؟؟
التوفيق بيد الله لكني أحاول أن أوازن بين حياتي وأسرتي وأهلي وصديقاتي، وبين ارتباطاتي الثقافية والكتابة الأدبية، لكن دائما ينجح الجميع في استقطابي وأخسر الوقت والتركيز اللذين يحتاجهما الابداع الأدبي، لذلك لدي مشاريع لم تنته ولدي الكثير الذي لم أجد له الوقت ليكتب.
18- ماذا تعني لك كلمة ( الصحافة ) ؟
مسؤولية الكلمة، المصداقية، والبحث عن الحقيقة
19- لماذا يطلق على الصحافة صاحبة الجلالة في رأيك؟
هي أيضا مهنة البحث عن المتاعب، وسلطة رابعة، ربما لأن سلطتها وقدرتها على مخاطبة الجميع وتحملها المتاعب وكشفها الفساد والمسكوت عنه، صبر الصحفيين الحقيقيين وقدرتهم على مخاطبة عقول مختلف الفئات والطبقات مكنهم من الجلوس على عرش صاحبة الجلالة.
20- كيف دخلت عالم الصحافة؟
كلمة صدفة ربما لا تعبر عن الحقيقة التي تمثلت شغفا وحلما ظل يطوح بي شوقا لولوج هذا العالم، لكن عندما جاءت اللحظة المناسبة وجدتني كاتبة في جريدة المدينة في صفحة أقلام، لعدة أشهر فقط، ثم كاتبة في صفحة الرأي بتزكية مهمه من أستاذ الصحافة رئيس تحرير جريدة المدينة في ذلك الوقت الأستاذ أسامة السباعي، لا زلت أحفظ كلماته التي أرسلها أخي الحبيب عبر الفاكس خلسة ليفرح قلبي أفرحه الله بخط الأستاذ أسامة السباعي:” نبيلة محجوب صاروخ أدبي يشق عباب الفكر أرجو حجز مساحة لها في صفحة الرأي” كانت مرسلة إلى المشرف على صفحة الرأي في ذلك الوقت السيد علوي بالفقية رحمة الله عليه.
21- الصعوبات التي واجهتك في بداياتك؟
لم أواجه صعوبات أبدا لكن الكتابة كشفت لي عن الجراح والآلام والفساد والعنف من خلال رسائل القراء التي أصبحت تهطل على بريدي بغزارة تحمل كل هذا.
22- هل تعتقدي أن الصحافة تندرج تحت الهواية أو الموهبة؟
لا أعتقد أن العمل الصحفي هواية لكنه موهبة مدعمة بالدراسة والتخصص، أما الكتابة الصحفية فهي أيضا موهبة مدعمة بالقراءة والانخراط في الحياة الاجتماعية والتعرف على الناس، أفكارهم آلامهم أحزانهم.
23– من هو مثلك الأعلى في الصحافة والأدب؟
في كل مرحلة من عمري تأثرت ببعض الأسماء سواء في الصحافة أو الأدب؛ مصطفى أمين، أنيس منصور، عبدالله جفري، بالنسبة للأدب أعتقد أن معظم جيلي قرأ جبران، احسان عبد القدوس، وتعلق بنزار قباني، وعشق غادة السمان.
24- مارأيك في الأعلام بصفة عامة ؟
لم أعد متابعة جيدة كما كنت، لذلك لا أستطيع اصدار حكم، ولكن توجد إشكالية انخفاض مستوى القراءة لانتشار وسائل التواصل وتلهي الناس بها حد الإدمان، وهي – للأسف – ليس لها مردودا ثقافيا يثري الوعي بل تسلب الوقت والطاقة وتعطل قدرات المرء، وانعكاسها سلبيا أيضا على الاعلام المقروء والمرئي والمسموع فلم تعد الأسرة تتحلق حول التلفزيون، ولم تعد الصحيفة عادة صباحية مع فنجان القهوة، ولم يعد الراديو موجودا في ثقافة الأسرة.
25- هل تعتبري الاعلام رسالة أم هدف ؟
رسالة سامية وهدف نبيل أتمنى أن يعود كما كان مهبط الوعي!