دبلوماسي قطري يعترف: تأثرنا بشدة جراء المقاطعة العربية
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أحمد الجزار
عندما أعلنت دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) قطع العلاقات مع قطر بسبب دعمها وتمويلها للجماعات الإرهابية وعلاقتها بإيران راعي الإرهاب الأول في العالم، نفى “نظام الحمدين” مرارا أن يكون قد طاله أي ضرر جراء المقاطعة العربية.أصداء_وطني: أحمد الجزار
الاعتراف جاء متأخرا بعد أكثر من عام ونصف من المقاطعة، حيث أكد السفير القطري في موسكو فهد بن محمد العطية خلال مقابلة أجراها مع وكالة “انترفاكس” الروسية، تكبد الدوحة خسائر كبيرة جراء المقاطعة من قبل جيرانها العرب، خاصة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، رغم ادعاء الحكومة القطرية سابقا عدم تأثرها بالمقاطعة.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران من عام 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
وقال العطية خلال اللقاء إنهم ما زالوا يعانون من ضرر كبير نتيجة المقاطعة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الطيران، حيث تم إغلاق المجال الجوي أمامهم مما اضطر شركات الطيران القطرية لاتباع مسارات أطول، فضلا عن تعطل كثير من الرحلات جراء هذا، مشيرا إلى أن المقاطعة العربية للدوحة تكبدها ثمنا باهظا.
ويتصدَّر توجه بنوك قطرية للاقتراض، بهدف توفير السيولة، المشهد الاقتصادي في قطر، وأظهر تقرير رسمي حديث صادر عن وزارة التنمية والتخطيط القطرية، تراجع فائض تجارة قطر 14.8 % في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كانت قطر، بعد إعلان المقاطعة، نفت عدة مرات دعمها وتمويلها للمجموعات الإرهابية بل تحدثت عن جهودها لمكافحة الإرهاب، في محاولة لكسب ود واشنطن بعدما أصبحت بمفردها وتعاني العزلة في المنطقة.
لكن الوقائع تكذب “نظام الحمدين” فلم يمض من العام الجديد 2019 سوى بضعة أيام حتى توالت حلقات مسلسل فضائح وجرائم النظام القطري وسقطات “نظام الحمدين”، الأمر الذي ينبئ بأن هذا العام سيكون عام محاسبة قطر على دعمها للإرهاب وجرائمها حول العالم.
فخلال خمسة أيام فقط من 2019 واجه “نظام الحمدين” الحاكم في قطر عدة ضربات على مختلف المستويات؛ مذكرة ليبية لاعتقال عدد من عملاء قطر على رأسهم رجلها الأول عبدالحكيم بلحاج، توجيه اتهامات لقناة “الجزيرة” القطرية بالدعاية للجماعات المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، والكونجرس يبحث إصدار قانون يُقيد أنشطتها، محاكمة مصرفيين بريطانيين بارزين في قضية احتيال “باركليز” مع قطر.
كما بدت جلية ملامح تعثر قطر في تنظيم مونديال ٢٠٢٢ فيما دعا الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إلى إشراك دول خليجية في تنظيم المونديال، وأطلقت مؤسسة “إنسان فيلم” الدولية أول أفلامها الوثائقية حول قضية إرهاب قطر الإلكتروني لتكشف مخطط الدوحة في اختراق 1200 بريد إلكتروني لشخصيات عامة حول العالم.
ومؤخرا أفردت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن تلقي الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي أموالا من “مؤسسة قطر الدولية” مقابل كتابة مقالات بالصحيفة.
وتحدثت عدة تقارير أجنبية عن كيفية استفادة قطر من حياة الصحفي الراحل، وكيف استغلت في انتهازية سياسية بغيضة موتَه لتسييس القضية في محاولة للنيل من المملكة العربية السعودية وقيادتها، وهو ما فشلت فيه لتتضح الحقائق حول الدور القطري التخريبي في المنطقة واستغلال بوقها الإعلامي المسمى “الجزيرة” لترويج الأكاذيب.
ومنذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر لتمويلها ودعمها للجماعات المتطرفة، وعزلة تنظيم الحمدين الحاكم تتزايد يوماً بعد الآخر، في الوقت الذي يسجل فيه محيطها الخليجي أعلى معدلات النمو الاقتصادي والانفتاح على العالم.