عشق البحر … درس في الأكاديمية البحرية في بريطانيا … وأستمر طموحه وعمل في جميع التخصصات البحرية ليصل الى ( ربان بحري دولي ) لدية خبرة مميزة في المجال البحري فقد منحنا جزء من وقته لنُبحر في سفينته إنه المستشار محمد عبود بابيضان
تعليقات : 0
أصداء الخليج
حوار : د/ عمرو خالد حافظ
عشق البحر … درس في الأكاديمية البحرية في بريطانيا … وأستمر طموحه وعمل في جميع التخصصات البحرية ليصل الى ( ربان بحري دولي ) لدية خبرة مميزة في المجال البحري فقد منحنا جزء من وقته لنُبحر في سفينته إنه المستشار محمد عبود بابيضان ، فهو شخصية مميزة دمث الأخلاق ليكون لنا حوار معه لصحيفة (أصداء وطني )
١- ممكن تعرف القاريء عن شخصيتك ؟
– محمد عبود بابيضان حالياً مستشار بحري ربان ، المتخصص فى شئون النقل البحرى بعد خبرة دامت (١٠ ) سنوات من الدراسات الأكاديمية والعمل على ظهر السفن التجارية ومزاولة الملاحة البحرية في أعالي البحار حصلت على درجة ( ربان بحرى الدولية ) وبعد أن مارست العديد من الأعمال الميدانية والإدارية والقانونية في مجال الأعمال البحرية فى الشركات البحرية السعودية وفى القطاع الخاص .
٢- لماذا إخترت المجال البحري؟
– في الواقع لقد تم اختياري لبعثة دراسية إلى بريطانيا من قبل شركة الزيت العربية ( رأس الخفجي)، لدراسة الملاحة البحرية في كلية الدراسات البحرية في جامعة ساوث هامتون في جنوب انجلترا.
٣- هل وجدت صعوبات خلال فترة الدراسة؟
– من الطبيعي أن يتعرض أي طالب يدرس في الخارج في البداية لصعوبة التكيف مع مجتمع غريب عليه من حيث العادات والتقاليد عامة اضافة الى ان نظام الدراسة شبه عسكري من حيث الإنضباط والدقة والإلتزام إضافة إلى فترات التدريب على ظهر السفن ومواجهة ظروف الطقس البارد في أوروبا خاصة فصل الشتاء.
٤- بعد التخرج من الكلية البحرية كيف كان شعورك؟
– كان شعورى غريب و مزيج بين السعادة والحزن . أما سعادتي فكانت لأني أنهيت مرحلة دراسية وتدريبية بنجاح وفي مجال تخصص نادر وحصلت على شهادة دولية من أعرق الكليات الأوروبيه . اما شعورى بالحزن ايضا لانى عشقت البحر والعمل فيه رغم ما يحويه من تحديات وأخطار وصعوبات وانتظار المجهول اضافة الى عدم الاستقرار
٥- ممكن إعطاء القاريء معلومات عن تدرج المجال البحري؟
– للأسف الكثير لايعرف عن تدرج الدراسات البحرية التجارية وكيفية الحصول على شهادة ربان لأعالي البحار أو رتبة كبير مهندسين، فالذي أنهيته في الكلية البحرية في بريطانيا يعادل البكالوريوس في الكليات الجامعية في التخصصات الأخرى كالهندسة أو القانون وخلافه. ولكن في المجال البحرى عليك إكمال الدراسات والتدريب والإستمرار فيه حتى تحصل على شهادة ضابط بحري مرحلة أولى ثم كبير ضباط ثم أخيراً ربان أعالي البحار. وتستغرق المدة للحصول على رتبة ربان أعالي البحار 10 سنوات وقد تزيد هذه المدة أحياناً.ويرجع طول البرنامج الدراسي والتدريبي في البحر لأهمية هذا العمل وأن يكون الشخص الذي يتولى هذه المسئولية جدير بها ولديه الخبرة الكافية للتصرف في الأمور بعلم وحكمة؛ فربان السفينة مسئول عن جزيرة عائمة على ظهر البحر أو المحيط وعليها طاقم من أفراد السفينه من ضباط ومهندسين وبحاره كذلك عليها كمية كبيرة من البضائع سواء كانت كميه من الحاويات أو شحنة بترول اوأسلحه او غير ذلك من المواد الخطره واى تصرف غير محسوب من ربان السفينة يعرض الطاقم والبضائع والمياه الأقليمية والدولية للخطر ويتسبب في حدوث الكوارث البحرية كما يعلم الجميع . وليس كل الضباط البحريين يستطيعون الوصول إلى المراحل الأخيرة من التأهيل والتدريب الى مراحله الاخيره فكثير كانوا يغادرون هذا المجال في أحد مراحله المختلفة.وهذا ليس قاصر على نوعيه معينه من الناس او جنسيه محدده بل هى ظاهره بشريه فى كل الاجناس .
٦- كيف مارست تخصصك بعد حصولك على شهادة ربان لأعالي البحار وبعيداً عن الرحلات البحرية على ظهر السفن؟
– عملت كمشرف على الإدارية البحرية في شركة الزيت العربية ( رأس الخفجي) والتي أصبحت الآن تابعة لشركة آرامكو السعودية. ثم إلتحقت بالشركة الوطنية السعودية للنقل البحرية في بداية إنشائها وكنت في المركز الرئيسي للشركة بالرياض حيث تم تكليفي بالإشراف على بناء 4 سفن عملاقة من نوع الرورو المتعددة الأغراض التي تعاقدت عليها الشركة في حوض مالمو لبناء السفن في السويد؛ وكانت هذه السفن حديث أوروبا كلها بل العالم ؛ وكان ذلك في عام 1982م عندما كان الصحفيون الأوربيون يأتون إلى مالمو لأخذ صور لهذه السفن وتغطية هذا الحدث .و كانت السفينة ” سعودي أبها” ااول سفينه تم استلامها كما تم الإحتفال بوصولها ميناء جدة الإسلامي في رحلتها الأولى .
وقد توليت عدة مهام بعد ذلك في الشركة منها مسئولية الإدارة الفنية للإسطول في الرياض ثم المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط من مكتب الشركة في جدة.
٧- شاركت في مؤتمرات بحرية داخلية وخارجية ، ماهو المؤتمر الذي تعتبره الأفضل؟
– المشاركة في المؤتمرات أعتبره عامل أساسي في متابعة مستجدات التخصص لأي مجال وكذلك الإطلاع على المستجدات والابحاث والقوانين الدوليه الصادره وخاصه فيما يتعلق بالسلامه الدوليه ومناقشة القضايا والمستجدات في الصناعة. وأعتبر أن جميع المنتديات هي مهمة وتضيف الشيء الكثير للخبرة وكذلك التفاعل مع المختصين في مجال النقل البحري في الداخل والخارج. ولقد تشرفت بالمشاركة بأوراق عمل في المنتدى البحري السعودي الأول والثاني الذي عقد في جدة وكانت له أصداء طيبة في المجتمع البحري السعودي والخليجي والدولي.
٨- أنت نائب رئيس لجنة النقل البحري منذ أكثر من 10 سنوت؛ ماهو دور اللجنة في تطوير القطاع؟
– يسعدني أولاً في هذا المقام أن أتوجه بالشكر لجميع المسئولين في الغرفة التجارية الصناعية بجدة على مختلف مواقعهم على جهودهم وتوفير الإمكانيات اللازمة ليكونوا حلقة وصل بين اللجنة وأصحاب القرار وسعيهم للمتابعة والتوصل إلى حلول لبعض التحديات التي كنا نعاني منها في هذا المجال. لاشك أن أمام النقل البحري مازال الكثير والكثير من التحديات التي نسعى مع سعادة رئيس اللجنة وأخواني الأعضاء إلى تذليلها وأعتقد أن المشكلة الحقيقية في عدم التوصل أحياناً إلى حلول هو صعوبة فهم طبيعة العمل البحري من غير المتخصين في هذا المجال لهذا كان التواصل والإجتماعات المباشرة مع المسئولين عن هذا القطاع هو أفضل وسيلة للتوصل إلى حلول سريعة ومباشرة. وقد برهن الإجتماع الذي عقد أخيراً في الغرفة مع معالي رئيس هيئة النقل ونائبه مباشرة مع رئيس لجنة النقل البحري والأعضاء الى تفاهم كبير على تبني آلية جديدة لطرح المعوقات التي يتعرض لها القطاع وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال فترة وجيزة وإيجاد خطوط اتصالات مباشرة مع المسئولين.
٩- هل لديك عمل مكتب يختص بالأعمال البحرية؟
– نعم لدينا مكتب استشارات بحرية ويختص بمساعدة المستثمرين في هذا المجال لشرح الفرص الإستثمارية المتوفرة في هذا البلد وتجنب الوقوع في مشاريع بحرية فاشلة كما كان يحدث سابقاً لعدم توفر الخبرة في هذا المجال. كما نقوم بوضع التقارير الفنية في الحوادث البحرية والقضايا البحرية والإستفادة من البيئة البحرية والفرص المتاحة على شواطيء البحر الأحمر والخليج العربي من حدود المملكة العربية السعودية.
١٠- كيف ترى مستوى الخدمات البحرية في المملكة؟
– الخدمات البحرية هي أقل بكثير من المستوى المتوقع فهناك فرص كبيرة جداً لتوسيع خدمات النقل البحري ومجالات عديدة لفتح أبواب العمل وفرص توظيف الشباب السعودي بالآلاف من خلال فتح مجال الخدمات البحرية في موانيء البحر الأحمر خاصة. وأذكر على سبيل المثال السماح بسفن الركاب العملاقة بالرسو ونزول السياح إلى المدن والتسوق وكذلك الاستثمار الاجنبى فى هذا المجال مما يعتبر رافدا اقتصاديا هاما وزيادة الدخل الوطني بما يحقق رؤية 2030.
١١- هل ترى أن الشركات البحرية كافية لتغطية كل احتياجات القطاع؟
– سؤال جميل ومنطقي جداً . حقيقة أننا بحاجة إلى عدد أكثر من الشركات الملاحية السعودية التي يجب أن تعمل في مجال النقل البحري. فلدينا شركة واحدة مساهمة كبيرة هي شركة ( بحري) وقد تركز نشاطها بعد الإندماج مع شركة ” فيلا ” التابعة لشركة أرامكو إلى شركة متخصصة في نقل البترول الخام والبتروكيمياويات. ولكن حجم البلاد الإقتصادي والكثافة السكانية وحركة الصادرات والواردات تشجع على القيام بعدد من الشركات الملاحية والتي لها جدوى اقتصادية موجبة. فنحن بحاجة إلى قيام شركة متخصصة في نقل الحاويات حيث لا توجد هناك شركة سعودية في هذا المجال بعد خروج شركة “بحري”. وبحاجة إلى شركة بحرية مخصصة في نقل المواشي وأخرى متخصصة في النقل الساحلي بين الموانيء السعودية خاصة بعد إقتصار النقل الساحلي على سفن العلم السعودي وبحاجة أيضاً إلى شركة متخصصة لتقديم الخدمات البحرية كتموين الوقود للسفن العابرة بين الشرق والغرب واستغلال موقع بعض الموانيء على البحر الأحمر لتأدية هذه الخدمة بشكل عملي واحترافي. وهناك أيضاً العديد من المجالات البحرية والفرص التي يمكن الإستفادة منها وتعزيز مكانتنا البحرية في المنطقة ، أن صدور النظام البحري التجاري الجديد بقرار رقم ١٩٧ وتاريخ ٤ / ٤ / ١٤٤٠ هجري يوضح على الإهتمام الكبير بالقطاع البحري وتفعيله من قبل كافة الجهات المعنية بالدولة ، ان هذا النظام بمواده التي جاءت في ماده ٣٩١ وما تحويه من تفصيل لجميع التعاريف والمعاملات والإجراءات التي تنظم العمل البحري في المياه الإقليمية السعودية وفي الموانئ وعلي امتداد السواحل السعودية في شرق المملكة وغربها . ولا يشجع هذا النظام القطاع الخاص من الانخراط و مزاولة الأعمال البحريه فحسب فهو كذلك يشجع الاستثمار الأجنبي من دخول السوق البحري السعودي شرط تطبيق المحتوي المحلي الذي نص عليه القانون التجاري . وعيه فأنا متفائل جدا من ازدهار أنشطة النقل البحري في المملكة بعد هذه الخطوه المباركة ، ويأخذ هذا المجال دوره الفعال والحيوي في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مداخيل كبيره تمشيا مع خطة ٢٠٣٠ م .
١٢- كيف ترى إهتمام الإعلام بالنقل البحري؟
– يلعب الإعلام دور كبير في إبراز الأنشطة المختفة وتسليط الضوء عليها. ولكن للأسف لم يتم التركيز على فرص الإستثمار في النقل البحري والأنشطة البحرية المتعددة من قبل الإعلام السعودي بمختلف أدواته المرئي والمقروء. ونجد أنه في بعض الدول هناك إعلاميين متخصصين في النقل البحري وتغطية نشاطاته المختلفة, وهناك أيضاً مجلات ونشرات ومنتديات بحرية يتولى الإعلام تسليط الضوء عليها.ولكن ألاحظ ان هناك اهتمام كبيرحاليا من قبل المسئولين فى الدوله وبتوجيه من مقام المجلس الاقتصادى الاعلىفى الدوله على الاستفاده من انشطة النقل البحرى المتعدده سواء على سواحل البحر الاحمر او السواحل الشرقيه من حدود المملكه على الخليج العربى .في نهاية هذا اللقاء أود ان اشير الى ان هناك توجيه ربانى من الله سبحانه وتعالى للاستفاده من البحر و مايوجد به من ثروات ظاهره وباطنه حيث قال سبحانة وتعالى ( الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بامره و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون ).