القبائل تتصدى للحوثي وتقتل 20 في حجور اليمنية لليوم الرابع على التوالى
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أحمد الجزار
دعت قبائل حجور اليمنية، الجمعة، أبناء حجة للتصدي بحزم للتصعيد الحوثي ومخطط الحملة الهجومية على كُشر الواقعة شمال شرق المحافظة، وذلك بعد توسع رقعة الموجهات، ومقتل 21 مسلحا من الطرفين وإصابة العشرات.
وذكر مصدر محلي لبعض القنوات العربية أن مواجهات عنيفة مستمرة منذ ٤ أيام بين قبائل حجور بمحافظة حجة ومليشيا الحوثي التي كلفت المدعو “أبوالقاسم المقدمي” قياديا ميدانيا للسيطرة على مرتفعات بلدة “العبيسة” في مديرية كُشر شمال اليمن.
وقال المصدر إن أكثر من 20 مسلحا حوثيا قتلوا وأصيب العشرات، بعد تصدي القبائل لهجوم واسع النطاق للمليشيا التي تقهقرت فور تلبية القبائل نداء قبيلتي”الدريني” و”النماشية” اللتين اتخذت المليشيا من صراعهما القبلي ذريعة لحملتها الإرهابية.
قصف حوثي للمدنيين
وأسفرت المواجهات عن مقتل أحد رجال القبائل وأصيب آخرون، فيما أُفشل هجوم حوثي آخر وقت صلاة الجمعة، وتراجع عناصر المليشيا باتجاه محافظة عمران على وقع قطع خطوط إمدادها من قبل القبائل المجاورة لبلدة العبيسة.
وأعلن العديد من القبائل المجاورة للبلدة على وقع اشتداد المواجهات، مساندة قبائل حجور، وبدأت بالتدافع من مختلف مديرية كُشر التي تضم أهم المرتفعات الجبلية الخلفية لمعقل الحوثيين، مطالبة تحالف دعم الشريعة بتقديم الدعم لهم.
وحول طبيعة المعارك الدائرة وحملة المليشيا هناك، قال أحد أبرز شيوخ حجور في اتصال هاتفي لمراسل”العين الإخبارية”: إن “ظاهرها قبلية وباطنها حوثية”، مضيفا أن” هدف مليشيا الحوثي بات واضحا للانتقام من قبائل حجور بعد فشلهم في ذلك، خلال حروب متتالية تعود إلى 2004 وحتى حرب 2012″.
وأردف، وهو في قلب المواجهات قائلا: “نتعرض الآن لأعنف قصف حوثي، ونؤكد أن قبائل حجور لا تملك الصواريخ والمدرعات والأسلحة الثقيلة، وأن الانقلابيين يهاجموننا ظلما، ورجالنا يتصدون لهم بإمكانيات بسيطة”.
ودعا الشيخ القبلي مسؤولي حجور وعقلاءها لمزيد من التلاحم في الميدان أمام الحملة الحوثية الغاشمة، مناشدا العالم التدخل لرفع الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي على “كُشر” ووقف القصف التي تتعرض له قرى “العبيسة”.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي انقلبت منذ شهر على صلح قبلي أبرم مع حجور قبل عامين من انقلابها على مؤسسات الدولة، مؤكدا أن اليومين المقبلين ستعلن فيهما القبائل موقفا أكثر حزما لوسائل الإعلام، ما لم توقف المليشيا هجومها الإرهابي.
القبائل تحذر من مخطط مليشيا الحوثي
في السياق ذاته، نقل الشيخ فهد دهشوش، شيخ مشائخ حجة ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام، بيانا لقبيلة “بني الدريني” إحدى قبائل حجور، ويكشف مخطط مليشيا الحوثي العسكرية التي تصورها للرأي العام أنها حرب قبلية.
وقال البيان: “باسم العقلاء، نعلن أن الحرب الدائرة في “العبيسة” ليست قبلية، وإنما حرب حوثية حشدت لها مليشياتها من حاشد وعمران وحجة ومستبأ والشرف”.
وحذر من مخطط الحوثيين ومساعيهم للسيطرة على عزلة “العبسة” ومديرية”كُشر” وصولا لإخضاع كافة”قبائل حجور”.
نزوح بسبب المواجهات
وتسبب اتساع رقعة المواجهات في موجة نزوح إنسانية كبيرة ورعب وهلع بين السكان، فيما يهدد شح وجود المراكز الصحية والطبية حياة الجرحى المدنيين.
ويملك مسلحو قبائل حجور، لا سيما تلك القاطنة بـ”كُشر”، تمرسا وخبرة طويلة لوقف هجمات الحوثيين وإفشالها، يعود جذورها إلى الحرب الأولى من حروب صعدة الست، وقد انفردت بالبقاء شمال اليمن، عصية غير خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وتطل مرتفعاتها الممتدة بين كشر وقارة ووشحة، على مديريات السهل الساحلي الغربي في مستبأ وحرض وحيران التي سيطر الجيش اليمني على أجزاء كبيرة منها، وتسعى المليشيا لاستباق وصول الجيش والتحصن في جبالها وضمان تأمين خط إمدادها الرئيسي الواصل بين “حرض” وكُشر” وحتى “عمران” وحرف سفيان صعدة، حيث معقلهم الأم.