حثت طبيبة سعودية متخصصة في أمراض النساء والولادة وحاصلة على زمالة البورد السعودي النساء الحوامل على أهمية المتابعة الصحية والتثقيفية بالإضافة إلى الرعاية الطبية في المراكز المتخصصة والقادرة على تقديم كل ما من شأنه خدمة الأم وجنينها فلذة الكبد، وذلك للتأكد من أنهن في أحسن حالة يمكن أن يكن عليها صحياً هن وجنينهن قبل وأثناء وبعد الولادة، وبذلك تتمكن الطبيبة المختصة من معالجة بعض الحالات المرضية المصاحبة للحمل، وبإذن الله تعالى تمنع حدوث أية مضاعفات، وتجعلها تحت السيطرة.
وأوضحت الدكتورة ريما بنت صالح الحمادي رئيسة الشؤون الطبية في مجموعة مستشفيات الحمادي أنه ينصح علمياً بزيارة الطبيبة قبل حدوث الحمل، وإذا لم يكن ذلك فبأقرب فرصة، ومن ثم تكون الزيارة في الشهور الأولى عادة كل شهر، وفي بداية الشهر السابع تكون كل أسبوعين، وفي التاسع تكون كل أسبوع مرة واحدة، وطبعاً ممكن أن يختلف ذلك حسب حالة المريضة الصحية، معتبرة الزيارة الأولى بأنها الأطول، حيث تؤخذ المعلومات الكاملة التفصيلية والحالة الصحية للحامل استفساراً وفحصاً.
وأضافت طبيبة أمراض النساء والولادة أن في هذه الزيارة الأولى تجرى للمريضة الحامل عدة فحوصات أولاً: فحص عام للجسم وبشكل خاص للبطن ويؤخذ قياس الوزن، والطول، والضغط، أما التحاليل فهي لفحص وضعية الأم، وقياس نسبة الهيموجلوبين (الخضاب) في الدم، ومعرفة ما إذا كان هناك فقر دم، وعلاجه، أو التهابات معينة ممكن أن تضر بالجنبين مثل المقوسات TOXOPLASMOSIS أو التهابات الكبد أو الحصبة الألمانية أو غيرها، وبالنسبة لفحص البول يكون لاكتشاف أي مواد بروتينية أو سكر أو أي أمراض.
وأبانت زميلة البورد السعودي في أمراض النساء والولادة أن المريضة الحامل يجري لها خلال فترة الحمل تصوير بالأشعة الصوتية مرتين على الأقل حسب الحالة ، الأولى في الشهر الرابع الخامس، والثانية في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وذلك لمعرفة وتحديد عمر الجنين، ومتابعة نموه في الأشهر الأخيرة.
وأكدت الدكتورة ريما الحمادي أن من الأهمية الإجابة على استفسارات الحامل أثناء تواجدها في العيادة، كما يجب أن تقدم لها النصائح، ومنها نوعية الأكل الذي يجب أن تتناوله، والتي لا تعني زيادة في كمية الأكل، بل تنويع الأكل، وجعله يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة (الحليب، الخضروات، والفواكه وخصوصاً التمر)، وإعطائها الحديد وحمض الفوليك، والفيتامينات حسب الحاجة.
وأشارت إلى أن المراجعات التي يجب على الحامل أن تقوم بها يجب أن تتم بمواعيد محددة تراعي حالة الحامل والضرورة الصحية، وذلك لمعرفة ما إذا كانت تشتكي من أي عرض أو أي طارىء جديد عليها، مؤكدة على أنه من الضروري أخذ وزن الحامل، وقياس ضغطها، وفحص بولها، وفحص البطن، وقياس ارتفاع الرحم، بعد الشهر الرابع، وسماع نبض الجنين في العيادة.
وشددت طبيبة أمراض النساء والولادة على أهمية متابعة حالة المرأة الحامل بشكل مستمر حسب عمر الجنبين وفترة الحمل، فبهذه المتابعة يتم التعرف على نسبة الزيادة في الوزن لدى الحامل، وما إذا كانت ضمن المعدل الطبيعي، وقياس ارتفاع الرحم وتقدير نمو الجنين داخله، والإكتشاف المبكر لأي مرض طرأ أثناء الحمل، أو وجود تطورات معينة في مرض موجود أصلاً وعلاجه ومتابعته.