الرياض – وطني :
رغم هدوء لغته إزاء الحديث عن الاستفزازات القطرية المستمرة لبلاده، إلا أن رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، الذي اختتم أمس زيارة إلى السعودية، أكد عدم قبول المساس بمصر، خاصة أن شكل الخلاف الواقع بين البلدين حاليا بدأ يخرج عما اعتادت عليه الخلافات العربية العربية، مشددا على أنه وعلى الرغم من ذلك تبقى على الأخ الأكبر مسؤولية التساهل. وأكد الببلاوي، على عدم وجود رغبة مصرية في أن يتسع شكل الخلاف مع دولة قطر، إذ إنها إحدى دول المجموعة العربية. لكنه أبدى أسفه قائلا “نرى أن هناك بعض الممارسات أقل ما يقال فيها أنها “غير صديقة” وفيها قدر كبير من عدم الإنصاف. ونحن لا نقبل هذا ونرفض أن تقوم دولة بمثل ذلك تجاه دولة شقيقة أخرى”.
ووصف رئيس الوزراء المصري الإساءات التي لحقت بلاده من قطر، بأنها لا تتفق مع الجوار والانتماء القومي. وقال مستدركا “لكن ذلك لا يعني أنه ليس علينا مسؤولية في حماية الوطن العربي. كما أن هناك مسؤولية على الأخ الأكبر بما في ذلك التساهل عن تلك التجاوزات غير المقبولة وأحيانا “بالغة في حالة عدم اللياقة”. نحن لا نريد أن يتسع هذا الأمر، ونأمل من الجميع أن يسود صوت العقل والحكم السليم”.
وفي ملف مطالبة القاهرة لقطر بتسليم بعض المطلوبين، علق الببلاوي على ذلك بقوله “تسليم المتهمين هذا مطلب تطلبه الحكومة المصرية من أي دولة مهما كانت طبيعة العلاقة. أي شخص يرتكب أعمالا فيها مساس بالمجتمع المصري فمن حق الدولة أن تطلب ترحيله كي يقدم للمحاكمة”.
واختتم الببلاوي، زيارة أمس إلى السعودية استمرت يومين، عقد فيها عدة لقاءات مع المسؤولين السعوديين. وقال للصحفيين في الرياض أمس، إنه نقل خلال لقائه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز تشوق شعبه لزيارة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لمصر قريبا، وعدَّ زيارته إلى السعودية أنها تأتي استكمالا لحلقات الاتصال المستمر بين الشعبين، مشدِّدا على أن الموقف السعودي والخليجي مع بلاده في الآونة الأخيرة كان له أكبر الأثر على ما تعيشه مصر الآن من استقرار على الصعيد السياسي والاقتصادي، والنفسي.
ووصف الببلاوي، التوافق السعودي المصري بأنه “رمانة ميزان” المنطقة العربية، وأضاف قائلا “هذان البلدان إذا توافقا ونجحا، ستكون الأمة العربية بخير”.
وعن التعديل الوزاري الوشيك في حكومته، قال رئيس الوزراء المصري، إن الحاجة ستدعو إليه متى ما اتضحت الرؤية بالنسبة لترشح نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب الرئاسة، لكون أن ذلك الترشح سيزيد عدد المناصب الشاغرة إلى 3، مستبعدا أن تدخل على الحكومة أي تغييرات واسعة لأن مهمتها منحصرة بقيادة المرحلة الانتقالية.
وعلى صعيد التبادل التجاري بين الرياض والقاهرة، أبدى الببلاوي أمله في أن يتضاعف حجم التبادل بين البلدين خلال سنة أو اثنتين، مؤكدا دعم بلاده لمشروع الربط البري بين السعودية ومصر، لافتا إلى أن وزير النقل طرح خلال هذه الزيارة مشروعا يتعلق بإنشاء نفق في شمال قناة السويس يربط مصر بآسيا ويسهل العبور باتجاه السعودية كذلك.
وبعث رئيس الوزراء المصري من السعودية برسائل اطمئنان حول انحسار تأثير قوى العنف والفوضى في الشارع المصري، مؤكدا أن الأمور تزداد استقرارا وثقة، وأن قوى العنف تزداد ضعفا، لا من ناحية تأثيرها المدمر فحسب، بل حتى على مستوى التأييد الشعبي لها.