المدينة المنورة – أصداء وطني :
أشادت مسؤولات وأكاديميات من أنحاء العالم العربي، بالدور الريادي الذي لعبته جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، على مدار عشر سنوات؛ مشيرات إلى دورها البارز في التدريب العملي للأجيال، والارتقاء بلغتها، والارتواء من ينابيع البلاغة النبوية العذبة؛ قادها لأن تتحوّل إلى معيارٍ عالمي وميدانٍ تربوي وسجالٍ علمي للمُوهوبين والمُبدعين في حفظ الآثار النبوية والسنة المحمدية؛ ما أسهم في تربية النشء على قيم الإسلام ودعم مسيرة النهوض بالأمة التي مزقتها الصراعات والحروب، مؤكدات أن الجائزة أصبحت حصناً يصدُّ الهجمات المشبوهة.
أكّدت عميدة الدراسات الجامعية لشطر الطالبات بجامعة طيبة الدكتورة إيناس محمد طه، أن مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي تأتي لتجسّد العناية التي يوليها قادتنا بالحديث النبوي، ودعم إعداد وتنشئة جيل الناشئة والشباب على حب سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – واستغلال طاقاتهم في المنافسة الشريفة والتسابق لحفظ الحديث وتطبيق أحكام الشريعة السمحة؛ حيث عوّدتنا أمانة الجائزة على التميُّز في الإعداد والتنظيم والاختيار الموفق للمشرفين والمشرفات وتوزيع اللجان بمختلف مناطق المملكة حتى أمست الجائزة حديث المجتمع المثقف الواعي، وأصبح حفل الختام تتويجاً رائعاً لما بذل من جهود.. وجزى الله القائمين عليها أحسن الجزاء وجعلها عملاً صالحاً ممتداً للأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله.
وقالت أستاذة الدراسات القرآنية بجامعة الملك فيصل الدكتورة هدى بنت دليجان الدليجان: “حققت جائزة نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة معياراً عالمياً للمنافسة الكريمة في السنوات القصيرة المتتالية من عمر الجائزة، واستشهدت بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم: “نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغه كما سمعه؛ فرُبَّ مبلغ أوعى من سامع”، مشيرة إلى أن السلف الصالح كانوا يتسابقون في حفظ الحديث النبوي طلباً للجمال والجلال والعلم والفهم والبيان ولا يعد المرء إماماً حتى يتقن حفظ الحديث النبوي سنداً ومتناً, فضربوا أروع الأمثلة في معرفة الرجال وعلم الرواية وعلم الجرح والتعديل وإنشاء علوم جديدة تضبط الرواية عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، فتنافس العلماء المحدثون في علوم حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ونشرها في الآفاق.
ونوّهت “الدليجان” بالجهود الكبيرة المبذولة في حفظ الحديث النبوي والتربية على أصوله وعلومه والتنافس يتناسب مع ازدهار الحضارة الإسلامية وعلومها وفنونها؛ لأنه الركيزة الأساسية لفهم القرآن الكريم والدليل التطبيقي للشرع الإلهي الكريم، مضيفة أنه مع النهضة العلمية الحديثة التي تزدهر بها بلادنا الحبيبة كان للحديث النبوي وعلومه نصيبٌ كبيرٌ من العناية والرعاية بانطلاق المسابقة الكبرى في حفظ الحديث النبوي ورعاية البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية وكان للأمير نايف – رحمه الله – وما عُرف عنه من حب العلم وأهله وتشجيعه ودعوته المنهجية الأصيلة للثبات على الكتاب والسنة وأهمية العمل بهما والسير على نهجهما في كل صغيرة وكبيرة في الحياة، دور، فأصبحت جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز معياراً عالمياً وميداناً تربوياً وسجالاً علمياً للموهوبين والمبدعين في حفظ الآثار النبوية والسنة المحمدية يسطر بمداد من نور وأجور عند رب العالمين.
وبينّت: “ولذلك كان تواصل الدورة العاشرة ومشاركة الطالبات في حفظ الحديث النبوي، وهي مشاركة مناسبة للفتاة المسلمة التي حفظ لها هذا الدين الكرامة والجمال والجلال فكانت مكلفة ومؤهلة في جميع الأركان الدينية، وما عُرف عن النساء المسلمات الأوائل كأمثال أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – وغيرها من النساء الأنصاريات والمهاجرات اللاتي كُن خير مثال للرواية الدقيقة والثابتة لحديث النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى قال إمام المحدثين الإمام الذهبي – رحمه الله – “لم ينقل عن امرأة حديثاً مكذوباً قط)”.
وتابعت: “قوافل الفتيات الطيبات أقبلن ليتنافسن في الوحي المطهر والحديث المزهر والكلام المعطر، وهاهم الباحثون والباحثات يقدن المطايا بحثاً وعلماً وتصنيفاً في المجالات العلمية والمناقشات التحريرية المناسبة للدراسات الإسلامية المعاصرة، فدعواتنا تسبق تهانينا بهذا الجهد الكريم وهذه النظرة في نصرة حديث محمد – صلى الله عليه وسلم -وبيانه، وكشف روعته وأثره إلى يوم الدين، والشكر المعطر لكل مَن اجتهد من الطلاب والطالبات والمشرفين والمشرفات والمحكمين في فروع المسابقة العالمية الوقورة وجعل ذلك في موازين الأمير الهمام – رحمه الله – وأجزل المثوبة لأبنائه البررة على خدمة هذا الدين ونصرة حديث حبيب رب العالمين – صلى الله عليه وسلم”.
وقالت عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة بسمة أحمد جستنية: “نعم هذا ما يتركه الإنسان، وما أجمل حسن العمل وطيب الأثر، هذا ما تمثله جائزة الأمير نايف – رحمه الله – العالمية للسنة النبوية، ما أعذب هذا الامتداد للعمل بعد رحيل الإنسان. وقد استكمل ثلاثة الوصل والامتداد، صدقة جارية؛ فالجائزة مثلت وتمثل صدقة جارية ممتدة بما تحققه من نفع لغراس هذه الأمة ويمتد الأثر, وعلم ينتفع به على صعيدَي السنة النبوية والدراسات الإسلامية، يكمل عقدها ولد صالح يدعو له، فهاهم أبناؤه – رحمه الله – يكملون مسيرة والدهم بدوام العمل، والحرص على استمراره، ثم أبناء الجائزة ودعاؤهم له ممتد عطاء ونعمة وحصاداً، أسأل الله أن يبارك ويجزي القائمين على هذه الجائزة والعمل خير الجزاء”.
وأشارت أستاذة الحديث المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة نورة فهد العيد، بقولها: “نحن اليوم نسعد بهذه المسابقة التي بإذن الله ستحقّق ربط الناشئة بالسنة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وستسهم في إعداد جيل ناشئ على حب سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – وتنمي روح المنافسة الشريفة بينهم وتشغل أوقاتهم بما يفيدهم دينياً وأخلاقياً والنهل من المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي في ظل ظروف تعصف بعالمنا الإسلامي، سائلة – جلّت قدرته – أن يجزي مؤسِّس الجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – خير الجزاء لما قدّمه للإسلام والمسلمين وخدمة سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم.
وتشاركها أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي، بقولها: “جائزة الأمير نايف – رحمه الله – بكل فروعها نشّطت الحركة الثقافية لدى الفئات المستهدفة فيها كافة, وأعلت الهمم في طلب السنة حفظاً وشرحاً وتأليفاً, فالاهتمام بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – من أهم واجبات المسؤولين والمربين في هذا العصر, لما يوجه إليها من التهم وما تتعرّض له من حملات التشويه والتشكيك, فجزى الله القائمين عليها خيراً ورحم راعيها ومؤسّسها الأمير نايف بن عبدالعزيز”.
وأوضحت أستاذ مساعد بكلية أصول الدين جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر الدكتورة رقية بو سنان، أنه لم يعد خافياً على أحد أن المملكة العربية السعودية لها دورٌ ريادي في إقامة الفعاليات والنشاطات التي تخدم الإسلام والأمة الإسلامية، وهي اليوم وفي مناسبة تليق بمكانتها تدعو إلى مسابقة دولية لتحفيظ الحديث الشريف وتكريم الحفظة باعتبار السنة النبوية ثاني الوحيين، ولأننا نعيش حملات واسعة مسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من طرف جهات مشبوهة تحاول النيل من السيرة النبوية وتشويهها، فإني أشيد بهذه المسابقة التي ستكون – بعون الله تعالى – دعماً لتربية النشء على قيم الإسلام ودعماً لمسيرة النهوض بالأمة التي مزقتها الصراعات والحروب؛ مبينة أن الرجوع للحديث النبوي والالتزام بأقوال خير البرية شرف لهذه الأمة ولأبنائها، سائلة الله التوفيق للقائمين على المسابقة.
وأكّدت أستاذ مشارك بجامعة طيبة الدكتورة نجاح أحمد الظهار، بقولها: ليس هناك عملٌ أشرف من نشر العلوم الشرعية، وترسيخها في نفوس النشء، هذا النشء الذي أخذت تتقاذفه ريح التغريب وتعصف بفكره، تريد النيل من عقيدته، وتسلخه عن موروثه، لكن هناك أناساً اصطفاهم الله – سبحانه وتعالى – لحماية الدين والعقيدة، فسخرهم للعمل الدءوب على نصرتها، وجعلهم يجندون أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم لنشر التوحيد والسنة، وما جائزة الأمير نايف – رحمه الله – إلاَّ مثالاً يُحتذى في التربية الإيمانية لجيلٍ مستهدف، إذ نرى كل عام تلك الاحتفالية المباركة التي يُكرَّم فيها المتسابقون والمتسابقات من أبنائنا الذين نذروا أنفسهم لحفظ الأحاديث النبوية الشريفة من مصادرها الصحيحة، بارك الله فيهم وجعلهم مصابيح يُستضاء بها.
وأبانت “الظهار”، أنَّ جائزة الأمير نايف هي قذى في عيون أولئك الذين يسعون ليلهم ونهارهم لتشكيك الناس في السنة النبوية المطهرة، وعدم عدها مصدراً من مصادر التشريع، فجاء الرد العملي على تلك الافتراءات بتشجيع الشباب على حفظ الأحاديث النبوية الشريفة وفهمها، بل تعد هذه المسابقة تدريباً عملياً للجيل على الارتقاء بلغته عن طريق الارتواء من ينابيع البلاغة النبوية العذبة، لقد توصلت جائزة الأمير نايف إلى الهدف الرئيس والأسمى من تعلم اللغة العربية، فالسنة النبوية هي أعلى مصدر بشري للبلاغة، ورحم الله صاحب هذه الجائزة وجعلها في موازين حسناته، والدعاء موصول لكل القائمين عليها بأن يبارك الله فيهم ويرفع من قدرهم.
وأشارت أستاذ مساعد دراسات إسلامية فقه وأصوله بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة بدرية محمد البهكلي، إلى أن الوقوف على مصلحة العباد ببصيرة ورؤية ثاقبة تستشرف المستقبل البعيد وما يعقبه من صلاح وفلاح في الدارين, فتلك نعمة عظيمة يمتن الله بها على مَن اصطفى من عباده لخدمة هذا الدين وإعلاء رايته، فالعلم الشرعي تعلماً وتعليماً من أعظم العبادات, كما ذكر الإمام النووي – رحمه الله -، وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على فضل تعلُّم السُّنَّة وقراءة الأحاديث وتدارسها وما يكون لمَن أخذ بذلك من الأجور العظيمة, وأن ذلك من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، فكيف بمَن سخره الله – سبحانه – ليكون عوناً على تحقيق ذلك, ففي الحديث “من دعا إلى هدي كان له من الأجر مثل من تبعه”, والنفع المتعدّي وراثة الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأكّدت مديرة إدارة التوجيه والإرشاد النسائي بالمسجد النبوي الدكتورة بركة بنت مضيف الطلحي، أن نشر السنة وتعليمها للصغار أصلٌ راسخٌ من أصول التربية الإسلامية، وأول سبل ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة، وكان من أولويات اهتمامات السلف، فعن سمرة بن جندب – رضي الله عنه – قال: ” لَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – غُلاَماً فَكُنْتُ أَحْفَظُ عَنْهُ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ أَنَّ هَا هُنَا رِجَالاً هُمْ أَسَنُّ مِنِّي”. رواه البخاري. وقال الشافعي: “حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين، ويستوي في تعليم السنة الذكور والإناث، قال الزبيدي: “كان للإمام مالك ابنة تحفظ علمه، يعني الموطأ، وكانت تقف خلف الباب، فإذا أخطأ التلميذ، نقرت الباب”.
وأضافت “الطلحي”: “هذا ما نهجه الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدّم لخدمة السنة النبوية، عندما أنشأ جائزة عالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، ومن أنشطتها؛ تشجيع الجيل لحفظ الأحاديث النبوية، التي من ثمارها ما يجنى في دورتها العاشرة لهذا العام 1436هـ في رحاب طيبة الطيبة”، سائلة الله أن يثقل بها موازين حسنات راعيها، ويبارك في جهود القائمين عليها، وأن يجزل الثواب للآباء والمربين والمشاركين.
وأوضحت مديرة الشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم بالمملكة الأردنية الهاشمية مريم السيد، أن المسابقة حقّقت في موضوعاتها التميُّز، وأسهمتْ بشكل قوي في خدمة السنة النبوية والسعي في نشرها واستخراج الهدايات والتعاليم والمعاني العظيمة والمفاهيم العالية من خلالها. كما طُرح وعُولج من خلالها كثيرٌ من الموضوعات معالجة علمية شرعية يستفيد منها طلبة العلم والباحثون، بل عامة الناس في حياتهم العلمية والعملية.
واستطردت: “كان للجائزة عديدٌ من الآثار التربوية والتعليمية في نفوس الناشئة، من خلال السعي الدائم للعناية بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حفظاً وتعلماً وتطبيقاً في حياتهم؛ لتعزّز ارتباطهم بدينهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم -، فأصبحت بذلك هذه المسابقة نموذجاً للبذل والعطاء وغرس القيم الذي يأتي امتداداً للعناية الكريمة من القيادة الرشيدة وما توليه من اهتمام في هذا الوطن المعطاء بمصدري التشريع كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم”، سائلة الله – عزّ وجلّ – أن يبقي الجائزة نهراً متدفقاً بالحسنات لصاحبها الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وأبنائه من بعده الذين لم يألوا جهداً في مواصلة العناية والرعاية لها.
واعتبرت رائدة اللجنة الاجتماعية بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات المشرفة على قسم الأعمال التطوعية بجامعة الملك عبدالعزيز إبتهال السقاف، أن تنمية الشباب بطابع يتماشى مع الاتجاهات العالمية والمحلية المعاصرة, لمواجهة مشكلاتهم وقضاياهم, وإيجاد الحلول الإبداعية لها بلغة مشتركة بين الكبار والشباب أنفسهم كان هَم الجائزة، لافتةً إلى أن هذه الحلول تقوم جزئياً على آراء الشباب أنفسهم, ويأتي دور مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في هذه التنمية؛ حيث إن دراسة آليات غرس القيم الأخلاقية ونقلها للأجيال الصاعدة, تتطلب اتباع السنن النبوية وتطبيقها عملياً منذ الصغر؛ حيث كان – صلى الله عليه وسلم – الأسوة الحسنة, وهو أمرٌ يسمّى التعليم بالقدوة.