الرياض – وطني :

يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن   عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- يوم الأربعاء المقبل حفل افتتاح المهرجان الوطني التاسع والعشرين للتراث والثقافة “بالجنادرية”، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني سنوياً، ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير الأربعين والحفل الخطابي والفني، وأكد عبدالمحسن التويجري نائب وزير الحرس الوطني أن الاحتساب في الدعوة دون إذن مسبق ممنوعة، ولن نسمح بها في مهرجان الجنادرية الـ(29) الذي سيكون مختلفًا عما كان في السابق بإضافة بعض الفعاليات، لافتاً إلى أن استمرار المهرجان على طوال السنة بحيث يكون وجهة سياحية غير مجد وفقًا لدراسات وأبحاث بينت عدم الفائدة من استمرار أكثر من الفترة التي تمنح له كل سنة.

وأوضح التويجري خلال المؤتمر الصحفي التعريفي أمس بمناسبة قرب انطلاق المهرجان الوطني للتراث والثقافة، في مقر وزارة الحرس الوطني بالرياض أنهم قدموا كل الخدمات والأماكن المتعددة في أرجاء المهرجان لموظفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين سيباشرون أعمالهم في المهرجان كما هي العادة بالنسبة في أرض الميدان في الأسواق والأماكن الخارجية.

 وقال: هناك مكتب مستقل لاستقبال الملاحظات والاقتراحات لضيوف البرنامج أيًّا كانت، وسيتم عرضها على المسؤولين في الوقت المناسب من أجل تعديل ذلك خلال المهرجانات القادمة .

وأضاف: كل المناطق المشاركة في المهرجان نظرنا لهم بنظرة واحدة دون تمييز أو تفضيل؛ لأن المهرجان وجد لخدمة جميع مدن ومناطق المملكة على حد سواء دون تفرقة من خلال منحهم كل الأماكن التي يريدونها بالمساحات المعمول به سابقاً حول كل منطقة.

وبين التويجري أن الواجبات الوطنية والمسؤولية الاجتماعية هي من تحدد المشاركة في المهرجان في الفعاليات المصاحبة، لأن المكافآت المالية تعتبر رمزية فقط ولا تؤخذ بعين الاعتبار، لأن ما يقدم أكبر وأسمى من الأموال التي تعطى لهم .

وأكد أن فعاليات الجنادرية موجودة في كافة أرجاء المملكة من المناطق من خلال الجامعات والأندية الأدبية والقاعات الرسمية التي تحتضن الفعاليات التي فرضنا انتشارها من أجل إتاحة الفرص لكل المواطنين والمقيمين للحضور والاستفادة من المهرجان، مشيرًا إلى أن هناك لجانا متخصصة تقيم حضور المهرجان من المشاركين من مختلف الدول العربية باختيار دقيق وعميق، لأن سمعة المهرجان وعدد المتابعين له مسؤولية كبيرة أمامنا، ونجاح المشاركين هو امتداد للمهرجان.

وأضاف التويجري أن تحويل مسؤولية المهرجان للهيئة السعودية للسياحة أمر يختص بالمقام السامي الذي يملك القرار في هذا الأمر، مبينًا أن الميزانية لن يتم الإفصاح عنها، لأنه لا يوجد أي مصلحة من ذلك .

وقال: هناك فئة من الناس أخذت طريقا ومنحى غير سوي بتحريم المهرجان الذي يقدم الفكر والتراث العريق للمملكة العربية السعودية، وأضاف: أتمنى من هؤلاء الأشخاص الهداية والرجوع للصواب وحضور المهرجان لتغيير الفكرة والصورة غير السليمة، مبيناً أن المملكة تعبر عن وجهة نظرها المعتدلة الممتدة للدول العربية المجاورة التي نهتم بها في مختلف شؤونها اجتماعياً وسياسياً وثقافياً.

وأكد أن مهرجان الجنادرية نافذة على تراثنا العريق وحضارتنا الإسلامية الخالدة، وجسر للتواصل مع الثقافات والحضارات العالمية من خلال الرسالة الواضحة التي تنطلق منها المهرجان والتي لم تأتِ من فراغ .

 وقال: المهرجان يحمل في طياته رسالة ومضامين عميقة من تراثنا وثقافتنا وأصالتنا، وما لدينا من كنوز تاريخية ومكتسبات حضارية، كما أنه حلقة وصل وتواصل مع الأفكار والثقافات التي تشاركنا الرؤية الإنسانية ومساعي نشر الوئام والسلام على كوكب الأرض.

وأضاف: مسيرة مهرجان الجنادرية متصاعدة بصورة طردية فيها الكثير من الجمالية في كل شيء منذ انطلاقها وحتى الآن، من خلال تقديم العطاءات الفكرية الغنية التي أثرت الساحة الثقافية التي قدمت الدلالات الواضحة والدامغة على أصالة الوطن وقدرة إنسانه على العطاء والتفوق والإبداع.

وأشار التويجري الى أن مسيرة المهرجان ستتواصل في دورته الجديدة التي ستنطلق في الـ12 من الشهر الحالي 1435هـ، وتتجدد فضاءات النقاشات والأفكار والرؤى سواء عبر البرنامج الثقافي بتنوعاته وملامسته للهموم الفكرية المعاصرة أو من خلال البرنامج التراثي باستحضار للماضي المجيد، وربطه بالحاضر المزدهر، وإبراز تاريخ الوطن ومنجزاته للأجيال.

ورحب التويجري بدولة الإمارات العربية المتحدة التي حلت ضيفة للمهرجان في هذا العام، والتي تقدم إضافة كبيرة للمهرجان ونوعية باعتبارها دولة عريقة في تراثها عملاقة بقيادتها وشعبها ومنجزاتها .

من جهته أعرب سعيد الكعبي ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة في المهرجان عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في المهرجان الأبرز والأقوى والأعرق في الخليج والوطن العربي، مثمناً اختيار المملكة لهم في الإمارات في المشاركة في المهرجان.

 وقال: سيكون جناح الإمارات زاخرًا بالفعاليات والأنشطة المتنوعة المختلفة من خلال فريق عمل عد من قبل بتجنيد العديد من الكوادر الإماراتية من الشباب الذين سيعكسون في المهرجان الجانب الذي يخص دولة الإمارات، من خلال عرض العديد من البرامج التي تخص الشأن التراثي القديم والحاضر لدولة الإمارات. واستعرض الكعبي أبرز الفعاليات التي ستقدم في جناح الإمارات والتي تتضمن سرد الأنشطة التراثية البحرية واليدوية من خلال المشغولات والأكلات الإماراتية القديمة التي يحرص عليها العديد من رواد دولة الإمارات.