• 08:45:00pm

أحدث الموضوعات

فوضى الأولويات

تعليقات : 0

أصداء الخليج
محمد الملاحي :

كثيراً ما نتسائل حينما نقرأ أو نسمع عن إنجازات غير مسبوقة لأناسٍ ، واجهوا بكل اقتدار صعوبات اعترضت طريقهم ، كيف أمكنهم تحقيق ذلك ؟ ماهو السر يا ترى ؟ 

أليس لدى الجميع أربعٌ وعشرون ساعة في اليوم ؟ مالذي جعلهم يستغلون تلك الساعات المعدودات ويحققون نجاحات قد تستغرق منَّا أضعاف ذلك الوقت لنحقق ما وصلوا إليه ؟ 

أسئلة لا منتهية تتزاحم في أذهان كثيرٍ منَّا لترسم بعد تجمعها معالم إحباط ينعكس سلباً على حماسنا وهمتنا وبالتالي على إنجازنا في حياتنا

وقبل أن أجيب على مجمل هذه التساؤلات سأروي لكم قصةً لتوضح النقطة التي أريد الوصول إليها .

جاء أحد المدربين مرةً في دورةٍ تدريبية بوعاءٍ فارغ ، ثم وضع فيه أحجاراً كبيرة حتى امتلأ ، ثم سأل من حوله : هل امتلأ الوعاء ؟ 

قالوا : نعم 

ثم أخذ حصى صغيرةً ثم أدخلها كلها ، فقال لهم : امتلأ ؟ 

قالوا : نعم 

ثم جاء برملٍ فصبه في الوعاء حتى استوعبه ، قال لهم سائلاً : هل امتلأ ؟ 

قالوا : نعم 

ثم جاء بماءٍ فصبه حتى امتلأ كلياً ، ثم قال لمن حوله : وهكذا هي حياتنا هي حياتنا إذا ملأناها بالأشياء الكبيرة والأولويات بقي فيها متسع لتأخذ أشياء كبيرة ، وإذا ملأناها مبكراً بالأشياء الصغيرة امتلأت فلا مكان فيها بعد ذلك للأشياء الكبيرة ، وتبقى أولوياتنا الكبرى لا مكان لها في أوقاتنا بعد ذلك وهذه القصة فيها درسٌ وعبرةٌ حريٌّ بِنَا أن نتعلمه ونطبقه في حياتنا !

فمن خلال المثال الذي ذكره المدرب فإنَّ السر والفارق بين الإنجاز من عدمه يكمن في قدرتنا على ترتيب الأولويات بطريقة فعَّالةٍ وذكيةٍ في الوقت نفسه . فكلنا لدينا نفس العدد من الساعات في اليوم وهو الذي يُمَثِّلُ الإناء في القصة السابقة . ولكن الفرق يكون بماهية ملء أوقاتنا أولاً وبأيها نبدأ ، فإذا بدأنا بالأمور المهمة والكبيرة والتي تؤدي إلى الإنجاز و الوصول لمبتغانا فإننا بالتالي سنستطيع وبكل بساطة أن نملأ ساعات حياتنا بإنجازات أكثر . يكمن الخلل في الكثير منَّا هو أننا نملأ أوقاتنا الثمينة بالأمور الأقل أهمية أو حتى الثانوية وينتهي يومنا و لم نحقق أي شيء يذكر سوى التحسر على يومٍ من أيام حياتنا فاتَ دون أي فائدة ، كغيره من الأيام الكثيرة التي مضت بنفس الطريقة ، فينتج عن ذلك أننا نبرح مكاننا ونضيع فرصاً كثيرةً كان بالإمكان أن نستغلها لنتقدم خطوات . تكمن صعوبة سباقنا مع الزمان في أنه لا توجد جولة أخرى . وتكمن الخطورة فيه أيضاً أن النتيجة نهائية. فلنملأ أوقاتنا بما يسرنا أن نراه عند انتهاء السباق

إننا بحاجة ماسة إلى ترتيب الفوضى العارمة التي نعيشها في أولوياتنا ، فإذا ما أعدنا ترتيب أولوياتنا بطريقة أفضل وأكثر فعالية سنجد أننا في نهاية المطاف نكون قد أنجزنا أموراً ستذهلنا نتائجها ، وسنسطر بما حققناه أسمائنا بحروفٍ من ذهب في التاريخ

فلنبدأ من هذه اللحظة بملىء أوعيتنا بجواهر أحلامنا بدلاً من ملئها برمال الوهم !

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

يوسف أحمد الحسن

بقلم : فيصل بن مقبل المسند

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

التغريدات