• 09:35:35pm

أحدث الموضوعات

عندما تصبح الأمانة الماء الذي نشربه!!

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم: عبدالله آل بلخير

تعجبت في إحدى الأيام من أحد أعضاء هيئة التدريس (الدكاترة) عندما كنا معه في حلقة نقاش علمية، وكانت مدة حلقة النقاش ساعتين، وبعد انتهاء الساعة الأولى قال لنا الدكتور: “شباب أنا عندي اجتماع مهم جدًا بعد عشرة دقائق في القسم ومضطر أذهب لحضوره، وبعد ما انتهي نتقابل ونكمل الساعة المتبقية” وفي حقيقة الأمر أننا سبق وقرأنا ودرسنا وحضرنا حلقة نقاش بنفس الموضوع مع دكتور آخر من قبل فقلنا للدكتور خلاص نكتفي بهذه الساعة والموضع سهل بإذن الله خصوصًا أن يوم الغد عندنا اختبار نهائي ونحتاج نمشي للبيت مبكرين!
فرد علينا بإلحاح؛ ” هذا الموضوع مهم ولازم نكمل الساعة المتبقية حتى وإن كان الأسبوع الجاي (بعد ما تخلصون الاختبار)، بس تواصلو معي وأنا موجود في اليوم الي يعجبكم!”
تعجبت من أمانة هذا الدكتور وحرصه على جودة الطالب المعرفية، وهناك الكثير من أعضاء هيئة التدريس ممن يُضرب بهم المُثل العليا في الإخلاص والأمانة والحرص على مصلحة الطالب!

عندما نزرع البذرة في التربة ونداوم على سقيها بالماء ستصبح شجرة ثم تنتج ثمرة لذيذة! وعندما نزرع الأمانة في أنفسنا ونسقيها بماء الالتزام؛ حتما ستُثمر لنا يومًا من الأيام، فكما أن الماء أساس للحياة، فالأمانة أيضًا أساس للعيش بحياة رائعة محفوفة بالثقة!

عندما يكون الناس جميعًا أمناء، لن نجد من يرمي المخلفات من نافذة السيارة! لأنه أمين على نظافة مدينته! ولن نجد المتهور في قيادة السيارة! لأنه أمين على نفسه وأرواح الأبرياء! ولن نجد التأخير في إتمام معاملات المراجعين (لأسباب غير منطقية)! لأن الموظف أمين على كرسيِّه وعلى أسرته أن يجعلهم يأكلون بالحلال! ولن نجد الفساد الإداري والمالي في المؤسسات المختلفة! لأن الموظف أو المسؤول أمين على مال المؤسسة من الاختلاس والتلاعب أو المعاملات الرسمية من التأخير أو التفضيل بينها لأغراض شخصية! ولن نجد اللصوص يقتحمون البنوك والمحطات والأسواق! لأنهم يعلمون أنها مُلك للغير وأن المال الحلال مبارك وأطعم!! ولن نجد الغش في بيع العطور والملابس والسيارات وغيرها من البضائع! لأن التاجر أو العامل يعلم أن غش الناس من أقبح الصفات وأن البركة في الأمانة! (والأمثلة كثيرة في فوائد الأمانة)

من أبرز الصفات التي تتفق عليها البشرية هي صفة (الأمانة) وأن الإنسان الأمين شخص مسؤول عن نفسه وعن كل شيء يقوم به، ومن يشذ عن القاعدة بأي صورة كانت فهو منبوذ مثل (الذين يرمون النفايات في الحدائق العامة وفي الشوارع الجميلة وفي ماء البحر!!!) فإذا كانت البشرية تتفق بأن الأمانة صفة محمودة فما بالنا نحن كمسلمين وقد قال الله – سبحانه وتعالى – عن صفة الأمانة ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * *وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ﴾ [المعارج: 32 – 35]

من الرائع أننا عندما نتكلم في المجالس عن شخص ما يقول الناس “فلان أمين ما شاء الله عليه” ولكن المؤلم عندما يعتقد الناس أن الأمانة جُعلت لأناس معينين، والبقية ليسوا مطالبين بها .. بينما أن الجميع مطالب بأن يكون أمينًا!
لماذا لا يصبح كل فرد من أفراد المجتمع أمينًا في بيته، وفي عمله، وفي تجارته، وفي جوانب حياته الأخرى!

الشخص الأمين، شخص يثق الناس به، لا يبحثون ورائه، ولا يترددون عندما يقدم حلًا أو يُِبدي رأيًا؛ لأن الثقة زرعها وبناها في نفوسهم، وفي القرآن الكريم أعظم مثال، قال تعالى ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]
وكما قال الأديب عباس محمود العقاد: “كن شريفاً أمينًا، لا لأن الناس يستحقون الشرف و الأمانة، بل لانك أنت لا تستحق الضعة والخيانة” [الضعة> الانحطاط]
وفي مقولة رائعة للرئيس الثالث للولايات المتحدة توماس جفرسون تقول: “الأمانة أول فصل في كتاب الحكمة”

لنكن أمينين في أنفسنا وفي كل شيء حولنا؛ لأن الأمانة هي الصفة التي يتمناها الكثير ويعمل بها القليل ..

Twitter: @AbdullahAlBlker

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

يوسف أحمد الحسن

بقلم : فيصل بن مقبل المسند

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

التغريدات