• 04:16:06am

أحدث الموضوعات

( مجرد آراء لا أحكام ) 

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم / محمد الملاحي 

لكلٍ منَّا حلمٌ أو هدفٌ نسعى لتحقيقه ، وهذا أمرٌ مشروعٌ . ولكن لو نظرنا إلى حال الكثير لوجدنا غير ذلك . فكم من أحلامٍ لا تزال دفينةً بين جنبيْ الكثير من الناس على هذه الكرة الأرضية

وكم من أهداف لا تزال حتى هذه اللحظة مجرد أحبار على ورق !

وإذا ما دقَّقْنا النظر في ذلك لوجدنا أنَّ هنالك أسباباً كثيرة ، ولكنْ من أهم تلك الأسباب ، من وجهة نظر شخصية ، هو إما الخوف من آراء الآخرين ، أو العيش وفق تطلعات الآخرين ، أو محاولة إرضاء الآخرين بأي طريقة ولو كان ذلك على حساب أهدافنا ، أو أخذ آراء الآخرين على محمل الجد والنظر إليها على أنها أحكام قطعية غير قابلة للنقاش . وجميع الأسباب المذكورة آنفاً لها أثرٌ سلبي علينا ، فهي بمثابة مقبرة ندفن فيها أحلامنا وطموحنا وأهدافنا ، وفِي النهاية لن نرضي الآخرين مهما فعلنا .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هو المخرج من هذا المأزق يا ترى ؟ 

وللإجابة على هذا التساؤل علينا أن نضع في الإعتبار بعض الحقائق في هذه الحياة  : 

أولاً : إرضاء الناس أمرٌ محال ، ومحاولة عمل ذلك إهدار للجهد والوقت . فمهما فعلنا ومهما قدمنا لن نصل إلى هذا الأمر ، فكم من شخصٍ أضاع عمره راكضاً وراء سراب إرضاء من حوله .

ثانيا : أحكام الآخرين فينا ليست قطعية ، و ليست حكماً علينا ، وإنما هي وجهات نظر خاصة بهم . ومتى ما فهمنا هذه الحقيقة تحررنا من الكثير الأحكام التي يطلقها الآخرون علينا

ثالثاً : لن يسلم أحدٌ في هذه الحياة من النقد ، بل وفِي بعض الأحيان من الأذى ، وخير مثالٍ لنا ما حصل مع خير البشر ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . فمع أنه أتى لهداية قومه إلا أنهم وصفوه بأنه شاعرٌ وكاهنٌ ومجنون ، بل وصل الأمر بهم إلى أنهم حاربوه وأخرجوه من مكة

رابعاً : لا ترفع سقف توقعاتك من الآخرين ، فكم من شخصٍ امتلأ قلبه بالحزن بسبب إنكار الجميل ، وكم من شخصٍ أصابه الغم لأنه إحسانه قوبلَ بالإساءة ، ولهؤلاء أقول انتظر العوض من الله و لا تنتظر شيئاً من أحد ، فإنَّ ذلك ، بكل تأكيد ، سيبعث في القلب الراحة و الطمأنينة

خامساً : كل شخصٍ مسؤول مسؤولية تامة عن حياته وأهدافه ، وليس عن حياة الآخرين أو أهدافهم . فمهمة الشخص الأساسية تحقيق ما يصبو إليه وأن تكون له في رحلة حياته بصمةٌ إيجابية .

سادساً : في هذه الحياة أناسٌ تحبنا وفِي المقابل أناسٌ تكرهنا ، وهذه حقيقة لابدَّ أن نستوعبها ، بل إنَّ بعض الناس قد يكنون لنا الكره والبغضاء بدون سبب حقيقي . فلنُسْعِدْ أولئك الذين يحبوننا ويتمنون لنا الخير ولنتجاهل أولئك الذي امتلأت قلوبهم بالكره والبغضاء ، فالتجاهل هو أفضل حل . ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه : ( وأعرض عن الجاهلين ).

إنَّ استيعابنا للحقائق المذكورة آنفاً سيساعدنا على نوجه جهودنا المبذولة لإرضاء من حولنا إلى تحقيق أهدافنا ، وقضاء أوقاتَ أكثر مع من نحبهم ،  و عدم الإلتفات إلى ما يُقَالُ عنَّا لأننا على يقين بأنَّها وجهات نظر ليس إلَّا ، والأهم من ذلك أنَّنَا سنتحرر من داء إرضاء من حولنا وبالتالي سنعيش حياتنا بالطريقة التي نريدها لا كما يريدها الآخرون

ما أجمل أن نطلق العنان لأنفسنا لنسعى لتحقيق ما نصبو إليه متحررين من القيود لنجعل من هذا العالم مكاناً أفضل للعيش ، ولننهي رحلة حياتنا وقد رأينا أحلامنا ماثلةً أمامنا وواقعاً نعيشه لا مجرد أمانٍ مرسومةً في خيالنا فإذا ما غادرنا هذه الحياة ذهبتْ معنا إلى الأبد

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

قصة كتبها : سيف الوايل

د.سعود بن صالح المصيبيح

يوسف الذكرالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

لواء . محمد مرعي العمري

بقلم | هدى حسن القحطاني

يوسف أحمد الحسن

التغريدات