• 02:41:46pm

أحدث الموضوعات

الجميعة: التعقيم لا يُغني عن غسل اليدين والسعودية مضرب مثل عالمي في إدارة الأزمة

تعليقات : 0

أصداء الخليج
حوار: محمد الرويشد

 

ليس البشر فقط من يتطور مع الزمن، لكن حتى الفيروسات تتطور وتزيد قوة مع الزمن رغم أنها كائنات جامدة، لذلك وجب أن نعرف كيف لكائن جامد أن يتطور، وما هو تاريخه، وكيف لنا مواجهته والقضاء أو التقليل منه ومحاربته، أيضا كيف واجهت الدولة العظمى هذا الوباء.

لذلك أجرت صحيفة أصداء الخليج حوارها مع الدكتور محمد بوسعد الجميعة طبيب وباحث دكتوراه في تخصص الوبائيات و الصحة العامة بجامعة بيتسبيرغ بأمريكا.

فدعونا ننتقل إلى حوار الدكتورمحمد:

  • ما هو فيروس كورونا و ما هو تاريخه؟

فيروس كورونا هو عبارة عن فصيلة كبيرة من الفيروسات تم اكتشافها في منتصف 1960 م وتتسبب في حدوث المرض لدى الإنسان و عند الحيوانات في بعض الأوقات.

هذه الفيروسات تتراوح في شدتها  بالأعراض الشائعة (كأعراض الزكام و نزلات البرد) إلى الأعراض الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي و قد تتسبب في فشله وحدوث الوفاة لا قدر الله.

و على مر السنوات الماضية كان هنالك عدة تفشيات للمرض كالذي حصل قبل مُدّه و كان يسمى   بالسارس و ميرسا(MERS-CoV , SARS-CoV)

أما ما تم اكتشافه مؤخرا في عام 2019 فسببه هو فيروس جديد من نفس عائلة كورونا يسمى بـCOVID-19.

  • كيف لهذا الفيروس أن يتطور؟

الفيروسات عموماً في حالة تطور مستمر، فمثلاً النوع الحالي (كورونا)، هي المرة الأولى التي يتم اكتشافه بين البشر، و لكن له احتمالات انه قد يكون نوع جديد طُوِّر من نفسه مؤخراً أو قد يكون انتقل للبشر من كائنات أخرى.

  • تحدث البعض أن الفيروس الموجود لدينا مختلف عن الموجود بالصين، ما مدى صحة هذا الكلام؟

كما ذكرت هو نوع جديد من نفس عائلة فيروسات الكورونا، و تم انتشاره بين البشر ابتداء من مكان نشأته في وهان- الصين إلى أن وصل إلى دول العالم الأخرى فهو نفس الفيروس، و لكن قد يطرأ على ذات الفيروس بعض الطفرات البسيطة التي تغير شيء بسيط من خصائصه (أنواع فرعية) ولكنهم يشتركون جميعاً في الخصائص العامة، و بحسب ماقال العلماء فلا يُعتقد أن هذه التغيرات تزيد من قوة فتك الفيروس وخطورته.

  • تحدث البعض بأن درجة حرارة 23 تقضي على الفيروس عندما يكون على السطح، هل هذا صحيح؟

بشكل عام هناك بعض التفشيات المرضية التي ترتبط بأوقات أو فصول معينة من السنة بحيث تبلغ ذروتها أثناء الصيف مثلاً أو الشتاء، بالنسبة لفيروس كورونا، فقد تحدث المختصون بالمركز الأمريكي للتحكم والوقاية من الأمراض (CDC) بناء على دراسة حديثة أن بقاء الفيروس في حالة نشطة على الأسطح قد يتراوح من ساعات إلى أيام اعتماداً على نوع السطح.

بالنسبة لدرجات الحرارة و تأثيرها على الفيروس أعتقد أن هناك الكثير لنعرفه عن هذا النوع الجديد خصوصا أن هذا يعتبر أول موسم صيف منذ حصول تفشي وباء كورونا.

  • دعنا ننتقل قليلاً إلى أمريكا فبحكم تواجدك فيها كيف ترى ردود الأفعال بالشارع وكيف ترى قوة إنتشار الفيروس؟

وضع الفيروس في انتشار مستمر لدرجة أن عدد الحالات تجاوز الصين و في ظني أن ذلك يعتمد على أمرين: الأول هي السياسات الوقائية التي تتفاوت من ولاية لأخرى (قد تتغير بناءً على قرارات حاكم الولاية)، و الأمر الآخر هو وعي المجتمع و مدى جديتهم في تطبيق الإجراءات الاحترازية.

من الأشياء المهم ذكرها أن بعض الناس هنا تسودهم حالة من الهلع و التفكير بالذات (نفسي نفسي) بشكل واضح مما يؤثر حتى على سلوكهم الشرائي و الاستهلاكي للسلع.

الفترة القادمة ستكون مفصلية بالنسبة للمجتمع الأمريكي، ونسأل الله أن يكون وعي المجتمع كافياً بضرورة التزامهم بالإجراءات الوقائية، وأن يكون هنالك تيسير لحصول الحالات المصابة للرعاية الصحية المطلوبة حتى لا ينتقل الفيروس بدوره إلى الناس المخالطين للمرضى.

  • اذا ما رأيك في تحركات حكومة المملكة في مكافحة الفيروس؟

بصراحة أجد أن تعاطي المملكة مع هذا الوباء شيء رائع جداً  و يفوق التوقعات سواءً على الصعيد العلمي أو الإنساني و التعامل مع الحالات الإنسانية التي كانت متواجدة في الخارج، مما جعلنا حديث الألسن و مضرب المثل للدور الفعال الذي يمكن أن تقوم به وزارة الصحة من جهة والحكومة ودعمها لمختلف القطاعات من جهة أخرى وهذا شيء يدعو للفخر.

أيضاً هناك صور رائعة جدا للتكاتف المجتمعي الحكومي في سبيل احتواء هذه الأزمة، وهذه من الأمور التي تتميز به مجتمعاتنا ونحمد الله عليها.

  • بعد الحجر الصحي ما هي الخطوات الاضافية للوقاية من الفيروس؟

الخطوات أعتقد أنها واضحة من ناحية التوجيهات التي تصدرها الجهات الصحية و الحكومية في مختلف الأماكن، و قد يكون فيها بعض التفاوت، لذلك من الأفضل الرجوع للتوجيهات و البقاء على اطلاع و علم بها.

  • تحدث الكثير عن رفع المناعة للوقاية من الفيروس، هل رفع المناعة في هذا الوقت يساعد على محاربته، وكيف يكون ذلك؟

مناعة الجسم عبارة عن شيء تراكمي يتأثر بنمط حياة الإنسان ابتداء من التغذية الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة مثل الفيتامينات و المعادن، و وصولاً إلى النشاط البدني.

الشيء المطلوب منا معرفته أنه ليس هناك وصفة سحرية للوقاية من كورونا و لكن الحرص على التغذية الصحية و تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات (بالأخص فيتامين سي و دال) والابتعاد عن العادات الغير صحية مثلا التدخين وما في حكمه يعزز صحة الجسم وبإذن الله يقلل من فرص الإصابة بالأمراض.

 كذلك من المهم تبيين أن كل ما ذكر لا يقلل بالطبع من أهمية تطبيق الإجراءات الوقائية مثل:

1- ممارسة التباعد الاجتماعي أو المكاني و عدم مخالطة الناس.

2- لحرص على نظافة اليدين بالمعقمات أو الماء و الصابون.

3- الالتزام بساعات حظر التجول و ملازمة المنزل.

  • ما هي مستجدات اللقاح هل وصل الأمريكان إلى لقاح فعّال فعلاً كما صرح الرئيس ترامب واذا تأخر اللقاح هل ممكن أن يستمر الفيروس طويلا؟

هناك عدد من التجارب البحثية التي يتم فيها تطوير لبعض اللقاحات ولكن لم يتم اعتماد أي منها إلى الآن.

 لابد أن ندرك أن هذه العملية ليست بالشيء اليسير لأن عملية تطوير أي لقاح أو علاج تمر بمراحل متعددة قد تصل من بضعة أشهر إلى سنة، وذلك حتى يتم التأكد من فاعلية هذا اللقاح و سلامة استخدامه للبشر.

إذا تم هذا الأمر فبإذن الله يكون عامل مساعد كبير لإعطاء المجتمعات مناعة مكتسبة ضد هذا الفيروس والحد من انتشاره.

  • زاد الطلب على المعقمات فاصبح البعض يستخدمه بشكل مكثف، فهل المعقم يغني عن غسل اليدين؟

يوصي مركز ال CDC غسل اليدين بالماء و الصابون كلما أمكن ذلك، لأنه يعمل على القضاء على عدد أكبر من الجراثيم مقارنة بمعقمات اليدين “إذا تم غسل اليدين بالطريقة الصحيحة”.

 ولكن إذا لم يتوفر الماء والصابون ، فإن استخدام معقم لليدين يحتوي على تركيز  60٪ من الكحول على الأقل يمكن أن يساعد على القضاء على قدر ممتاز من الجراثيم في و بالتالي تجنب الإصابة بالمرض ونقل الجراثيم للآخرين.

في الوقت الحالي الذي يعتبر فيه ممارسة الإجراءات الوقائية مؤكداً أكثر من ذي قبل أجد أن المعقمات قد تكون سهلة الحمل خصوصاً مع أحجامها الصغيرة التي تتيح لنا حملها في مختلف الأماكن، لذلك استخدامها بشكل صحيح شيء ننصح الناس به، و لكن إذا توفر لنا الماء و الصابون فمن الأفضل استخدامهما لغسل اليدين بالطريقة الصحيحة.

  • في ختام حوارنا هذا نصيحة أخيرة تقدمها لنا؟

إن كان هناك من كلمة أخيرة فهي أن الجميع مطلوب منه أن يعلم بأن له دوراً أساسياً في الحد من انتشار هذا الوباء و بأننا جميعاً في مركب واحد فلنحرص على أن تصل السفينة سالمة لبر الأمان ولا نكون سبباً في تعطيل الجهود التي تقوم بها مختلف الجهات الحكومية مشكورة.

كذلك البقاء على اطلاع على مستجدات الأوامر و السياسات الوقائية و الحرص على تطبيقها، فذلك بإذن الله يزيد من فاعليتها و يسهل عمل إخواننا و أخواتنا العاملين في الميدان.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط comments are disable

بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

م. زكي الجوهر

بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

بقلم / شهد مسند الهاجري

بقلم/ اشتياق عبدالله

يوسف أحمد الحسن

يوسف أحمد الحسن

يوسف الذكرالله

بقلم | فهد الطائفي

التغريدات