وزير العمل يفتتح المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية
تعليقات : 0
أصداء الخليج
الرياض – أصداء وطني :
افتتح وزير العمل، الدكتور مفرج بن سعد الحقباني، “المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الجرائم المعلوماتية”، الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممثلة بكلية علوم الحاسب والمعلومات، خلال الفترة 28ـ30/ 1/ 1437هـ.
وأوضح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، د. فوزان بن عبدالرحمن الفوزان، أن العصر الذي نعيشه هو عصر المعلومات بما تحقق من تطوُّر كبير في أساليب تدوين وتخزين واستجلاب المعلومات، صاحبه تطور آخر في مجال الاتصال ووسائل التواصل بجميع أشكالها؛ ما سهل مرور المعلومات وتناقلها. ومع أن هذه الطفرة العلمية خدمت البشرية إلا أنها أصبحت مهددة بالعبث وبالجريمة المنظمة، التي تنتهك خصوصية الأفراد وشبكات المعلومات للشركات والبنوك والمؤسسات الحكومية في المجالين العسكري والسياسي.
وبيّن “د. الفوزان” أن ارتفاع مستوى الجرائم المعلوماتية يأتي نتيجة للاتساع الملحوظ الذي شهده العالم لاستخدام تقنية المعلومات في المجتمع، والازدياد الكبير لدورها في تسيير شؤونه. والجريمة الإلكترونية معقدة، وتتم باستخدام الحاسب أو الهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت، وهدفها اختراق الشبكات أو تخريبها، أو التحريف، أو التزوير، أو السرقة والاختلاس، أو القرصنة وسرقة حقوق الملكية الفكرية، أو استخدام المعلومة أو الصور والتسجيلات لغرض الإساءة لشخص أو مجموعة أو نظام.
وتابع: من هنا تأتي أهمية تنظيم الجامعة لهذا المؤتمر؛ لما تشكله الجرائم المعلوماتية من خطر يهدد أمن المجتمع وأمن مؤسساته، وهاجس يشغل العلماء وصناع القرار ورجال القانون لوضع حد لهذه الجريمة، وسَنّ القوانين والتشريعات الرادعة، وتشجيع البحوث والدراسات التي تعالج هذه القضية من جوانبها المختلفة.
وأضاف “د.الفوزان” بأن المؤتمر يهدف إلى الرفع من مستوى مكافحة الجرائم المعلوماتية، وإلى زيادة الوعي المجتمعي بالجرائم المعلوماتية، وزيادة الحس الأمني الإلكتروني لأفراد المجتمع، والتوعية بإجراءات وآليات مكافحة هذا النوع من الجرائم، وإلى تعزيز الشراكة والتعاون داخلياً وخارجياً في هذا المجال.
وأوضح د. الفوزان أن المؤتمر يتناول موضوع الجرائم المعلوماتية من محاور عدة، منها ما يتصل بالقوانين والتشريعات، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بإثباتها، وأساليب التحقيقات ووسائل اكتشاف الجريمة المعلوماتية وغيرها.
ويتم تناول هذه المحاور في عدد من الأبحاث وأوراق العمل وحلقات النقاش، ويناقشها عدد من الخبراء والمهنيين من الأوساط الأكاديمية والصناعية، وكذلك المسؤولون من ذوي الخبرة في المسائل المتعلقة بالجريمة المعلوماتية والأدلة الجنائية الرقمية من جميع أنحاء العالم. مقدماً شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما يقدمونه من دعم وتشجيع للتعليم بعامة، وللجامعات على وجه الخصوص، سائلاً الله أن يبارك بجهودهم وفي أعمارهم.
من جانبه، عبَّر وزير العمل الدكتور مفرج بن سعد الحقباني عن اعتزازه، بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بافتتاح هذا المؤتمر، مرِّحباً بالضيوف الكرام في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية، ومتمنياً لهم طيب الإقامة في رياض الخير والمحبة والسلام.
وعبّر الوزير عن سعادته باهتمام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بهذا الجانب المهم من أمن المعلومات، وقيامها بتنظيم هذا المؤتمر العلمي، الذي يتناول بصورة متكاملة المواضيع المتعلقة بمكافحة الجرائم المعلوماتية، بما فيها الجوانب التقنية البحتة للجرائم المعلوماتية والجوانب التشريعية المتصلة بهذه الجرائم.
وأشار الوزير إلى أن الاهتمام بمكافحة الجرائم المعلوماتية يتزايد لانتشار هذه الجرائم، ولما تمثله من اعتداء صارخ على القيم الأخلاقية والاجتماعية، وانتهاك لخصوصية الأفراد وشبكات المعلومات الخاصة والعامة.
وأضاف بأن معالجة هذا الموضوع الحساس من خلال هذا المؤتمر يؤكد اهتمام الدولة وجامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية بالتصدي لهذه المشكلة التي تهدد أمن المجتمع ومؤسساته، ووضع الحلول التقنية والعلمية لها، وسَن القوانين والتشريعات الرادعة، متمنياً أن يخرج المؤتمر بتوصيات وحلول عملية، ويسهم في نشر الوعي العلمي والأمني بخطورة هذه الجرائم وطرق مكافحتها، وأن يكون منطلقاً لتعاون مثمر بنَّاء بين الجهات الأكاديمية والقضائية والاقتصادية لبناء سياج من الأمان والثقة بأمن المعلومات.
وقدّم شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على ما يقدمونه من دعم لا محدود للتعليم، وتشجيع المبادرات العلمية والاجتماعية التي تعود على وطننا بالأمن والأمان والرخاء.
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عيسى بن عبدالله العيسى أن المؤتمر يسلط الضوء على ضرورة التوعية بخطورة الجرائم المعلوماتية على أمن الفرد والمجتمع، ويُعنى باستعراض عقوبات الجرائم المعلوماتية التي تنص عليها الأنظمة، ويقدم دراسات وحلولاً حديثة للمساهمة في مكافحة هذا النوع من الجرائم.
كما سيتم خلال المؤتمر عرض مجموعة متنوعة من وجهات النظر المعاصرة حول مجمل القضايا ذات العلاقة، كما سيتناول المؤتمرون من الأوساط الأكاديمية والصناعية، والمسؤولون ذوو الخبرة، مختلف المسائل المتعلقة بالجرائم المعلوماتية والأدلة الجنائية الرقمية من جميع أنحاء العالم.
وبيّن الدكتور “العيسى” أن برنامج المؤتمر يتضمن فعاليات عدة، منها استعراض أوراق بحثية، وورش عمل، وملصقات علمية، ومحاضرات مستضافة، ومعرض مصاحب، يُعرض فيه أحدث المنتجات التقنية البرمجية والمادية في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية من قِبل الجهات الحكومية والخاصة. كما يعرض أيضاً أحدث التعاملات والخدمات الإلكترونية الآمنة، والندوات والبرامج التنفيذية والتوعوية في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية.
وفي ختام هذا الحفل تم تكريم الفائزين في مسابقة الأسرار الحاسوبية (Capture-The-Flag)، التي تعتبر من أشهر المسابقات التطبيقية في مجال كشف الثغرات الأمنية، والحماية من الهجمات الإلكترونية، وكذلك افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر.