60 إعلاميًا يستنكرون نشر صحيفة إلكترونية أحسائية لمحادثات خاصة بقروبهم على “الواتساب”
تعليقات : 0
أصداء الخليج
الأحساء – أصداء وطني :
استنكر أكثر من 60 إعلاميًا من محافظة الأحساء، بعض الممارسات والإسقاطات غير المهنية التي تخالف العرف الصحفي وأخلاقيات المهنة التي قامت بها صحيفة أحسائية من خلال نشرها محادثات ومناقشات خاصة بين عدد من الإعلاميين في “قروب الإعلاميين” الخاص بهم على “واتساب”.
وأوضح إعلاميو الأحساء، في بيانهم الذي أصدروه اليوم الجمعة، أن القروب الخاص يتحدثون فيه بأمور إعلامية وثقافية واجتماعية بشكل غير رسمي وطرح العديد من القضايا ومناقشتها بينهم بمشاركة العديد من المتحدثين الرسميين للجهات الحكومية وهو الأمر الذي قد يتم من خلاله مناقشة عدة مواضيع بشكل يومي وليست للنشر كما يحدث في العديد من المجالس، إلا أن الصحيفة قامت بتصوير المحادثة واستقطاع بعض العبارات التي وردت في النقاش بصورة غير مهنية ولاترتقي للعمل الصحفي.
وأضاف المشاركون في البيان أنه تم اختيار ما يتناسب مع ماتود الصحيفة طرحه، مبدين استغرابهم هذا التصرف وتصوير محادثة و السماح بنشرها من قبل المسؤولين في الصحيفة، وأن هذا التصرف يعتبر سابقة خطيرة في المجال الإعلامي المحلي، وخاصة أن الصحيفة ذكرت أنها حصلت عليه بطريقتها الخاصة، مما يعد تجسسًا واقتحامًا لخصوصية المجموعة دون حصولها على إذن المتحدثين بالنشر، ومن غير إدراك لما قد يترتب على ذلك من ملاحقة قانونيه جراء تضرّر بعض أفراد المجموعة من نشر محادثات منسوبة إليهم تم تحويرها بطريقة لا تعكس الواقع.
واستغرب الإعلاميون في الوقت ذاته قيام الصحيفة بطرح الأمر بطريقة غير مهنية، مبينين أنه يفترض من منسوبي الصحيفة أن يكونوا أكثر مهنية وفكر إعلامي يرتقي والأحداث الإعلامية في الساحة وليس البعد عن هموم المواطن والأخبار المهمة والتفرغ للتجسس على مجموعات الواتساب لصنع مواد غير صحيحة ومحورة، معتبرين هذه الحادثة تضر بسمعة الصحيفة ومنسوبيها؛ ما قد ينتج عنه مقاطعة بعض الإعلاميين لمتابعتها والتعاون معها، وانسحاب بعض كتاب الرأي من كتابة مقالاتهم فيها.
وأكدوا أن ما حدث يخالف الأعراف المهنية الصحفية وأخلاقيات مهنة الصحافة التي تتطلب التفريق بين الأحاديث الخاصة والعامة، وأيضًا المهنية الصحيفة التي تتطلب النقل الصحيح وعدم اقتطاع أجزاء معينة من المحادثة التي تخدم أهداف معينة، كما أن العمل المهني يتطلّب الحرص على صحة ومعرفة وجهة نظر من قام وتحدث في الموضوع، وذلك من خلال التواصل معه من قبل الصحيفة قبل النشر؛ للإيضاح ولكن –للأسف- لم يتم ذلك بل تم استقطاع المحادثة ونشر مضمون مختلف كليًا.
وأعرب الإعلاميون عن أسفهم لما آل إليه الأمر، حيث تواصل عدد منهم قبل إصدار البيان بإدارة الصحيفة الأحسائية بجميع مستوياتهم لحثهم للتراجع والالتزام بأخلاقيات المهنة، إلا إن محاولاتهم باءت بالفشل لإصرار إدارة الصحيفة والمكابرة في عدم الاعتراف باستقطاع المحادثة من كامل النقاش، وهو ما اعتبروه استمرارًا في خرق المهنية، الأمر الذي اضطرهم إلى إصدار بيان لتوضيح الحقائق واستنكار التصرف غير المسؤول من أحد منسوبي القروب والصحيفة والذي يسيء إلى مهنة الإعلام والمحافظة الأحساء بشكل خاص، وإخلاءً لمسؤولياتهم وإبراء لذممهم.
ولفت الإعلاميون أن موقفهم هذا ينبع من مسؤوليتهم الإعلامية حتى لا يتم تعميم هذه الحادثة على مهنة الصحافة بالمنطقة لما لها من انعكاسات سلبية قد تؤثر في سمعتهم وتطعن في مهنيتهم، حيث يؤكدون أن ما حدث هو حالة فردية وممارسة تخص هذه الصحيفة وحدها ولا تشمل كل الإعلاميين الذين يرفضون نشر الأحاديث الخاصة والدردشات، ويؤكدون على التزامهم بالأعراف المهنية ومنها ما يدور في أحاديث المجالس والدردشات ما لم يحصلوا على إذن من أصحابها كما هو متعارف.
يذكر أن نقاشًا دار في “قروب الإعلاميين” على الواتساب حول تأخر إحدى الإدارات بالرد ضمن مواضيع كثيرة يتم مناقشتها بشكل يومي، ومن ثم جرى نقاشًا لا يعدو كونه أحاديث مجالس والتي تعرف بأنها تحتوي على الجّد والهزل وأحيانًا يتم الاستطراد، وكما جرى العرف أن المجالس أمانات فإنه لم يدر بخلد أحد أن يتم استغلال النقاش ويتم تحويره إعلاميًا.
تجدر الإشارة إلى أن الخبر الذي نشر في الصحيفة الإلكترونية احتوى على عدة مغالطات مهنية وأخلاقية، حيث تم نشر جزء من المحادثة ولم تذكر الحقائق كما هي بل إنها تجاوزت ذلك بأن تدعي ما لم يحدث فذكرت مانصه “من جهتهم استغرب العديد من أفراد المجموعة…الخ” بينما في حقيقة الأمر أن هذا لم يحدث إطلاقًا بل إن النقاش بين شخصين أحدهما صحفي ينتمي للصحيفة المذكورة فعممت موضوعها وكأن العديد يتفقون على مانشر.
يذكر أن البيان الذي أصدره “قروب الإعلاميين بالأحساء”، والذي يضم أكثر من ٦٠ عضوًا يمثلون جميع الصحف المحلية والإلكترونية وممثلي علاقات عامة من العديد من الجهات الحكومية وكتاب رأي؛ قد أقروا بالإجماع على محتوى البيان وأكدوا رفضهم نشر الأحاديث الخاصة والدردشات، مشدّدين على التزامهم بالأعراف المهنية ومنها مايدور في أحاديث المجالس والدردشات مالم يحصلوا على إذن من أصحابها كما هو متعارف.