عندما ذهبت الى وجبة العشاء مع زملائي نظرت الى زميلي فشعرت بأنه ضجرا فاحترمت حزنه ثم حين يهدأ اربت على كتفه، حدثته حديث القلب للقلب، ونسيت المنطق قليلا فالنفس لحظة انكسارها تحتاج احتواء، وسألته ماذا بك يا رفيقي؟ أجاب بأن والدتي أصابها سرطان الثدي الخبيث، فدائما تتصبر عندما تأخذ الكيماوي، تجهش بالبكاء من شدة الألم وبدون صوت وهي تحت اللحاف الأبيض.. ولن تريني دمعاتها الغالية لكيلا أتحسر، فوقفت بجانبها دائما والمواساة لن تفيد بالغرض ولن تشفي ألم الفاجعة، فقلت له الحياة هي الأم فيجب عليك الوقوف معها في كل مراحل المرض ول تنسى الدعاء.. الدعاء فبعد ذلك فكرت كثيرا بأن اضع بصمة لجميع المحاربين بهذا المرض، فحرصت بأن أنبت اسمي في خدمة المجتمع فعملت عدة مبادرات كي أصل الى هدفي وهو حرص المجتمع بالكشف المبكر، وبعد ذلك زاد اهتمامي بالمرض فالتقيت بالمحاربة الأستاذة رقية صالح من خلال مقابلة خاصة، ألهمتني لحرصها بعمل الكشف المبكر بفحص الماموغرام بشكل سنوي لمدة 5 سنوات مستمرة والسنة الخامسة تبين ظهور الورم، حاربت هذا المرض حتى آخر رمق ول استسلمت له كانت مؤمنة وموقنة ان كل اللي حدث خيره مهما طالت السنين بهذا المرض. أعجبني حرصها لخدمة المجتمع وكان الخبيث يوجد بها ولم تتوقف في خدمة شعبها حتى كتبت تجاربها وكيفية التعايش بهذا المرض من خلال عمل كتاب بمسمى هدايا الرحمن لمريضة السرطان.
المصابين بمرض سرطان الثدي هم الفئة التي اصطفاها الله بالبتلاء ويجب علينا جميعا رعايتهم والإحسان إليهم فرعاية المحاربين ليست واجبا على الحكومة، بل هي واجب على كل فرد من أفراد المجتمع فكثير منا ل يدرك حقوق المصابين، بل أن العديد من الأشخاص ل يعلمون عن وجود جمعيات خاصة ومبادرين يخدمون المصابين بمرض سرطان الثدي .
تحت مسمى دعم المصابين بمرض سرطان الثدي ولأن ديننا الحنيف أوصى بهم وحكومتنا الرشيدة سخرت جهودها لراحتهم فمن واجبي كمسلم ولله الحمد كنت أحد المبادرين والقائمين بخدمة المصابين والمتعافين على مستوى العالم .