الرياض – أصداء وطني :

لم يعد مصطلح “الشيخ” رنانًا ومهيبًا كما أراد له الأوائل السابقون، بسبب تمييعه وإطلاقه على محال الأكل والعطور والشيشة، وكل ما له صلة بالتسويق والبيع والشراء، في ظل تهاون من الجهات المعنية بالسماح في استخدامه وابتذاله.

و”الشيخ” عند العرب صفة وقار، وهو الرجل الكبير الذي أدرك الشيخوخة، وتطلق أيضًا على الأشخاص لرفعة شأنهم ومقامهم، ويطلق في السابق على الفقيه في الدين والعلم.

وفي بعض الدول يطلق مسمى مجلس الشيوخ على السلطة التشريعيَّة، وهي التي تكمّل عمل مجلس النّواب، وتضم أعيان البلد من شخصيات منتخبة أو معيّنة نظرًا لأهميتها السياسية أو القومية، وفي الخليج تطلق كصفة رئاسية، ويقال “سمو الشيخ”، بينما في المجتمع السعودي، الشيخ هو صاحب العلم أو المال، أو الجاه.

أما في لغة “التجارة” فظهرت مسميات: شيخ المندي، وشيخ المعسل، وشيخ العود، وشيخ المعارض، وشيخ الدلالين، وشيخ العطارين، وتحولت “المشيخة” إلى كلمة وضيعة مبتذلة، لم تجد أي حماية من بلديات المناطق في المملكة، حتى أصبحت السلع تزاحم مقام الشيوخ المعتبرين.

وقال “عبدالعزيز الشلوي” إنه من حق صاحب المنتج أيًا كان نوعه، التباهي بنشاطه وما يقدمه للناس من خلال إطلاقه أسماء وأوصاف تدل على الأفضل، مثل كلمة “شيخ” و”زعيم” وغيرهما، متسائلاً عن دور الجهات الرقابية التي منحته هذا الاسم رسميًا، بالنظر إلى سمو الوصف ووقاره.

فيما رأى “شاهر البيضاني” أن مصطلح “شيخ” تعني السيادة والشمولية في أي مجال، ويجب أن نأخذها من هذا المنظور، بعيدًا عن التأويلات والنوايا، وإقحام الدين في كل شيء .

وأبدى “عبدالله بن مضيان” استغرابه من التساهل في المسميات والأخطاء الإملائية التي تحملها اللوحات التي تعلو المحال، جازمًا بغياب الرقابة على اللافتات، مشيرًا إلى أن استباق بعض الأطعمة والشيشة بكلمة “شيخ” لا يتعدى كونه ابتذالاً ولا مبالاة في الصفات الاعتبارية التي كفلها الدين والأعراف.

.