متابعات – المدينة المنورة :
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة عن إنشاء شركة نماء المنورة وتشكيل مجلس الاستثمار بالمنطقة، جاء ذلك خلال تدشينه مساء أمس الأول لمنتدى المدينة المنورة الاستثماري 1435ه بحضور نخبة من المسؤولين والمستثمرين.
ورحب الأمير فيصل بالحضور وشكرهم على المشاركة بالمنتدى الذي يسعى إلى طرح واستقطاب المزيد من الاستثمارات الواعدة في مختلف القطاعات الصناعية والسياحية والتطويرية بما يساهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي في المنطقة.
وقال “ترسيخا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتنمية الاقتصادية فإننا نعلن لكم عن إنشاء (شركة نماء المنورة) والتي ستقوم بإطلاق حزمة من البرامج التي تعزز دور المنشآت المتوسطة والصغيرة التي تشكل 90% من الشركات المسجلة بالمنطقة، وتم تكليف هذه الشركة بإعداد برنامج شامل لمبادرة (صنع بالمدينة المنورة) بالتعاون مع الشركاء المعنيين لتعزيز قيمة المنتجات المصنوعة في هذه البقعة المباركة بما يعزز جودة المنتج الوطني والقدرة على المنافسة العالمية، ونتطلع لمعرفة ما تنتهي إليه ورش العمل التي خصصت لهذا الموضوع”.
وأفاد الأمير فيصل بأنه تم تكليف أمين منطقة المدينة المنورة بسرعة استكمال الإجراءات المطلوبة لإنشاء (شركة نماء المنورة) كشركة مستقلة مملوكة للدولة من خلال إحدى شركات الأمانة، وقامت إمارة المنطقة بتكليف أحد الخبراء المختصين ليعمل على تفعيل هذا المشروع الواعد لأبناء وبنات المنطقة خلال مدة زمنية لا تتجاوز نهاية العام الحالي.
كما أعلن أمير المنطقة أثناء كلمته عن تشكيل مجلس الاستثمار بمنطقة المدينة المنورة المعني بمناقشة كل ما يتعلق بالفرص الاستثمارية ومراجعة مناخ وبيئة الاستثمار بالمنطقة واقتراح الإجراءات المناسبة لتذليل أي عقبات أمام رجال الأعمال والمستثمرين بشكل عام.
وأشار الأمير فيصل إلى الجهود المستمرة والدؤوبة التي تبذلها الدولة لتعزيز شراكة القطاع الخاص بوصفة محركا أساسيا للاقتصاد الوطني وبالتالي ضرورة أن تتضافر جهود القطاع العام والخاص للاستفادة المثلى من البيئة الاستثمارية الجاذبة التي تحققت بالمملكة بشكل عام والمدينة المنورة على وجه الخصوص.
وأضاف سموه أن المرحلة التنموية الراهنة التي تمر بها المنطقة، هي امتداد للنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في شتى المجالات، إضافة إلى النمو في أعمال القطاع الخاص والملاحظ من خلال تنوع الاستثمارات وتعدد الأنشطة والتي نأمل في تعظيم الفائدة المرجوة منها بخلق المزيد من فرص العمل المطلوبة للمواطنين سيما أن المدينة المنورة من أهم مناطق جذب الاستثمارات بالمملكة بالنظر لما تتمتع به من ميزات نسبية في شتى المجلات. وأضاف “سعينا مع المختصين من أهالي الخبرة والمحبين لهذه البقعة الطاهرة لوضع برامج تسهم في تفعيل طاقات الشباب والشابات بالمدينة المنورة لتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الخاصة لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم للاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة”. من جانبه وجه رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود شكره لأمير منطقة المدينة المنورة على ما يبذله من جهود مخلصة لتطوير المنطقة في جميع المجالات، وما تجده الهيئة الملكية للجبيل وينبع من دعم ومؤازرة من لدن سموه.
وأضاف “إنه ليسعدنا في الهيئة الملكية للجبيل وينبع المشاركة في منتدى المدينة الاستثماري لهذا العام وتأتي مشاركتنا استمراراً لحرص الهيئة الملكية الدائم على تفعيل دور الاقتصاد في منطقة المدينة المنورة ولما يسهم به هذا المنتدى من تسريع وتنويع لعجلة الاقتصاد في المنطقة”، مشيرا إلى إدراج المنطقة الواقعة جنوب مدينة ينبع الصناعية البالغة مساحتها 420 كم2 ضمن منطقة التوسع الصناعي المستقبلي لمدينة ينبع الصناعية لتصبح المساحة الإجمالية للمدينة 606 كلم2 مما يجعلها أكبر مدينة صناعية على ساحل البحر الأحمر، ولا شك أن ذلك سينعكس إيجابياً على منطقة المدينة المنورة بشكل خاص وعلى المملكة بشكل عام.
إلى ذلك ألقى المهندس صالح الرشيد المدير العام للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية كلمة وزير التجارة والصناعة والتي أكد خلالها أن المدينة المنورة تعد المدينة الأسرع نموا في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى المزايا الاقتصادية التي تتمتع بها منطقة المدينة المنورة، لافتا إلى أبرز المشروعات التنموية القائمة مثل توسعة المسجد النبوي الشريف وقطار الحرمين ومشروع توسعة المطار والمدينة الصناعية ومدينة المعرفة. وأشار إلى التسهيلات التي تقدمها الوزارة لتوفير البيئة المناسبة للاستثمارات الصناعية في المدينة المنورة من خلال المدينة الصناعية، وكذلك السعي إلى توفير 40 مدينة صناعية في كافة المناطق، ومن خلال إطلاق العديد من المبادرات لدعم المناخ الاستثماري بتوفير البيئة الصناعية الخصبة لجعل المملكة محور للصناعات المتقدمة في الشرق الأوسط. من جهته دعا رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور محمد الخطراوي المستثمرين للاستفادة من العدد الكبير من فرص الاستثمار الواعدة في المنطقة التي تزخر بالعديد من المقومات الجاذبة للاستثمار، واضعا إمكانات غرفة المدينة المنورة لخدمة المسثمرين وتسهيل تنفيذ مشاريعهم والإرشاد إلى الفرص الاستثمارية، مبديا شكره لأمير المنطقة لدعمة الكبير والمساندة المستمرة لقطاع الأعمال في المنطقة.
وفي كلمته أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف بن أحمد العثمان أن المدينة المنورة تتمتع بإمكانات ومزايا كبيرة فهي أحد أهم مناطق المملكة وثاني أقدس مدينة لدى 1.6 مليار مسلم ولها في قلوبهم مكانة خاصة، ويقوم بزيارتها الملايين من الزوار، كما أنها منطقة غنية بالمقومات السياحية الكبيرة، وموقع متوسط وعلى طرق هامة، وتحوي خامات طبيعية وتعدينية واعدة وكثير منها غير مكتشف مثل الذهب والفضة والنحاس، وتساهم المنطقة بحوالي 18% من حجم الصادرات غير النفطية للسعودية، وتقوم بإنتاج حوالي 16% من إجمالي منتجات التكرير النفطية بالمملكة، كما أنها تملك سوقا فريدا لا يقف عند الحدود الجغرافية، فهي تجذب حوالي 5 مليون زائر في السنة.
وقال العثمان إنه رغم هذه الإمكانيات الفريدة التي تتمتع بها المنطقة، إلا أن حجم اقتصادها لا يمثل سوى 4% من حجم اقتصاد المملكة حسب بيانات الهيئة لعام 1431ه الموافق 2010، ومنه يتضح حجم الفجوة الاقتصادية والاستثمارية التي تعيشها المنطقة حالياً، وعليه وبما أن الاستثمار هو المحرك الأساسي للاقتصاد وهو الذي يقود التنمية فإن الهيئة ترى ضرورة زيادة الاستثمارات النوعية في المنطقة لتسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والرفع من تنافسية المنطقة.
وقال في ختام كلمته إننا في الهيئة نعتبر أنفسنا شريكا استراتيجيا للمنطقة ويسرنا في هذا المقام أن نضع خبرتنا وإمكانياتنا لدعم مثل هذه الشراكة.
وفي ختام حفل الافتتاح كرم أمير المنطقة الجهات المشاركة في الملتقى والرعاة والمنظمين.
الجدير بالذكر أنه تم خلال الحفل إعلان أسماء أعضاء مجلس الاستثمار بالمنطقة الذي يترأسه صاحب السمو الملكي أمير المنطقة وعضوية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل، وسلمان بن عبدالرحمن السديري، ويوسف بن عبدالستار الميمني، وعبدالكريم بن أسعد أبو النصر، ومحسن باروم، والمهندس قيس إبراهيم جليدان، والمهندس سمير بن علي ماجد قباني، والمهندس صالح بن عيد الحصيني، والدكتور محمد فرج الخطراوي.