• 07:08:57am

أحدث الموضوعات

رحلة في كتاب ” بين قلعتين ” عُمان والبرتغال

تعليقات : 0

أصداء الخليج
أحمد صالح حلبي

تحت عنوان ” بين قلعتين ” عٌمان والبرتغال ، أبحر بنا الكاتب الكويتي صالح تقي في رحلة توثيقية إلى مدن أسياد البحار ، ليوثق ” مشاهداته من زيارته لعٌمان والبرتغال، متغلغلاً في تفاصيل مدنها وتاريخها وبعض من عادات شعوبها ” بما يذكرنا بأدب الرحلات وهو نوع من الأدب يعمد فيه الكاتب إلى تصوير ما جرى له من مواقف وأحداث ، وما واجهه من صعاب أثناء رحلته ، ” وتُعد كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية، لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية، والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها غنية، ممتعة ومسلية “

وفي حديثه عن مسقط يأخذنا في رحلة تاريخية صوب قلاعها التي لازالت شامخة ، ويدخلنا من بوابة مسقط حيث المتحف الذي أُنشئ عام 1995م ، ومنه يتوجه بنا إلى ساحة قصر العلم ، وهو القصر الذي تم بنائه في عام 1972، بعد عامين من تولي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور البو سعيدي مقاليد السلطة ، ومنه إلى قلعة الميراني ومنها إلى سور اللواتية في منطقة مطرح والذي تجاوز عمره قرونا من الزمان ، وتتميز أبنيته بروعة تصميمها ، وإطلالة شرفاته على الطريق البحري ، ويحيط به مسجد الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومنه ينقلنا المؤلف إلى سوق العاصمة الشهير الساحر بكل تفاصيله ” سوق مطرح” والذي يعتبر من أقدم الأسواق في سلطنة عُمان ويرجع تاريخ نشأته إلى حوالي مائتي عام ، وهو من الأماكن التي أدهشت المؤلف إضافة إلى القلاع التي تميزت بها المدينة ، ومما زاد جمال الكتاب وحسن اختيار المؤلف ، توثيقه للزي العماني الذي يمثل عراقة وأصالة المجتمع العماني ، ويتميز بالأناقة والبساطة في آن واحد ، وقد انتشر في الهند وافريقيا ، كما ابرز المؤلف قلاع عٌمان ، واستشهد بما قاله أبن بطوطة عن السمك العماني حيث اعتبره من ألذ ما أكل من أسماك ووافقه الرأي .

وعن البحر والملاحة في عٌمان يقول ” عندما يسأل أهل الخبرة البحرية عن مهارة أهل عٌمان فالجواب حدّث ولا حرج، نعم وبدون أي حرج ومبالغة، وأطلق العنان لمخيّلتك وابتعد كثيراً واعبر البحار والمحيطات والقارات. العٌمانيون رواد الملاحة البحرية منذ القدم، وموانئ العالم تشهد من نيويورك إلى الصين وسنغافورة ” ويضيف عائداً بالتاريخ إلى ما قبل الميلاد مستشهداً بالسجلات المسمارية لحضارة ما بين النهرين بالقول ” السفن العٌمانية مذكورة قبل الميلاد في السجلات المسمارية لحضارة ما بين النهرين، فالسومريون يسمّونها بمجان حيث تصدّر النحاس وربطوا هذه الحضارة العريقة بالهند، فنقلوا البضائع والعلوم من وإلى موانئ عٌمان. وعن السفينة “سُلطانة” التي تعتبر من مهارات وإنجازات البحرية العمانية يؤكد على أنها أول سفينة عربية تصل إلى ميناء نيويورك في 13 أبريل 1840، وذلك في عهد السلطان سعيد بن سلطان. وهي التي أصدر البنك المركزي عملة تحمل صورتها بمناسبة العيد الوطني السادس والعشرون عام 1996 للسلطنة.

وأبهرت نزوى عاصمة عٌمان في العصور الأولى للإسلام ، والتي عرفت بنشاطها الفكري وأطلق عليها “بيضة الإسلام” ، بمناظرها الخلابة وقلعتها الشهيرة المؤلف فقال لمرافقه العماني ” إننا في الكويت نفتقد الجبال ومنظرها الجميل ” ، فرد عليه مرافقه قائلا ” لو كان بالإمكان لأعطيناك جبلاً ” ، وفعلاً لو كان بالإمكان لفعلها، فأهل عٌمان مشهورون بالطيبة والكرم.

خلاصة القول إن المؤلف صالح تقي الذي اعترف بالتقصير بحق عٌمان التي وصفها ببلد التسامح والأمان ومقصد لكل السياح ، نجح في سرد رحلته بأسلوب أدبي جيد ، معتمدا على مجموعة من الصور التي دعمت أقواله ونقلت جزءا من جمال سلطنة عٌمان وطيبة أهلها .
وختم المؤلف كتابه بالقول : ” إن أهل عٌمان والبرتغال يعتبران بالفعل من أسياد البحار سواء بصنع السفن أو الملاحة، فكلاهما مخرت سفته عباب المحيطات وكانوا همزة وصل تجارية لا يزال صدى نجاحها يٌسمع بين أمواج البحر”

للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    التغريدات