❇️ منذ أن أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – رؤيته الثاقبة قبل سنواتٍ وتحديداً في قمة الرياض عام 2016 لتفعيل وتعزيز العمل الخليجي المشترك فأصبحت النتائج واقعاً ملموساً رغم ما تعيشه المنطقة والعالم من تقلباتٍ ، غير أنّ البصيرة النافذة للقيادة الرشيدة ، قد تجلَّت في إنبهار العالم خلاف ما كان معهوداً في عقودٍ مضت عن القممٍ السابقةٍ . وقد برز ذلك بشكلٍ لافتٍ في قمة العلا مطلع يناير لهذا العام 2021 والتي كان من أهم ما كان من ثمارها التئام الشمل ورأب الخلافات البينية لكي تنطلق المسيرة المواكبة لتلك الرؤية الملكية بخطىً محسوبةٍ نحو تحقيق تطلعات أبناء الخليج حكاماً ومحكومين .
❇️ وخير دليلٍ لما تمخض من غاياتٍ بالغة الأهمية لجولة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الخليجية ، وذاك لعمري هو الحرص في أسمى معانيه وفي أبهى صوره عندما يسبق العمل المراد له النجاح الإخلاص وإيجاد الأرضية الصلبة والتخطيط السليم ، وبالفعل فقد نجحت القمة الثانية والأربعين التي اختتمت أعمالها مؤخراً في عاصمة القرار الخليجي والعربي ( رياض المجد ) .
❇️ ولعل من نافلة القول أن المتابع الفطن يدرك بأن تطابق وجهات النظر لقادة دول مجلس التعاون واتفاقهم بأن تكون مضامين رؤية الملك سلمان حفظه الله خارطة طريقٍ باعتبارها السبيل الأمثل لتكون المحصلة كياناً خليجياً قويَّا يختلف عن النظرة التي سادت على مدى أكثر من أربعين عاماً مضت منذ قيام هذا المجلس والذي أرى كمواطنٍ خليجيٍ بأنه حان الوقت ليكون بحول الله اتحاداً راسخ البناء بعدما تجاوز مصطلح التعاون الى أن يصبح وحدةٍ متكاملةٍ في شتى المجالات .
❇️ وانطلاقاً من إيمان قادة المنظومة الخليجية بأن إيران رغم صلفها ورغم تدخلاتها المكشوفة وما يصاحب ذلك من غضِّ الطرف من الدول الكبرى بإطلاق يدها في المنطقة فكعادة دول الخليج لا تخلو بيانات قممهم من الحكمة ومناشدة ايران كدولةٍ شريكة في المنطقة بأن تحترم حق الجوار ، وأن تكفَّ عن تدخلاتها وعن فرض وصايتها واصطفافها الجائر مع التنظيمات المتمردة على أوطانها في الإقليم كحزب الله في لبنان وعصابة الحوثي في اليمن .
❇️ كما أنَّ من مبعث اعتزازنا بنجاح هذه القمة المنبثقة عن رؤية خادم الحرمين الشريفين والتي بدأت تؤتي أُكُلها – وهو حقٌ مشروعٌ – هو أن يكون لدول الخليج الحق بالمشاركة في الحوار بين إيران والغرب بشأن ملفها النووي ، فمن غير المقبول تجاهل دولٍ شريكةٍ في المنطقة بينما معلومٌ أن البرنامج الإيراني له انعكاساتٌ على أمن واستقرار المنطقة ولا يمكن تجاهلها ، في الوقت الذي يتم إشراك دولٍ لا تربطها بإيران أي مخاوفٍ من برنامجها النووي إلاَّ إذا كان إشراكها هو لتحقيق مصالحٌ غير معلنة فمن باب أولى أن لا يبقى الوجل قائماً لدى دول الخليج خاصةً والعرب عامةً من هذا التجاهل ، ولعل هذه النقطة تحديداً من أبرز وأهم النتائج للقمة الخليجية لكي نسمع العالم بأننا رقمٌ صعبٌ لا يمكن تجاهله .