إنجاز غير مسبوق
لم يكتفِ “الراجحي” بكونه السعودي الأول الذي يسجِّل إنجازًا جديدًا في رياضة السيارات السعودية بفوزه بأعلى فئة في الراليات الباها، بل تغلب أيضًا على إصابته عندما تعرَّض برفقة ملاحه الإيرلندي مايكل أور لإصابات بليغة في باها الشرقية.
وتبيَّن بعد إجراء فحص طبي كامل حينذاك أن البطل السعودي يعاني شرخًا طوليًّا غير متحرك في الجزء الداخلي من النتوء المفصلي للفقرة العنقية C7، فيما عانى “أور” كسرًا غير متحرك في القوس الأمامي من الفقرة العنقية الأولى C1؛ ما استلزم بقاءهما طريحَيْ الفراش والعلاجات التأهيلية نحو شهرين؛ للتعافي من الكسور، واستعادة لياقتَيْهما للعودة خلف مقود السيارة؛ الأمر الذي أجبر الثنائي على تخطي جولة الأردن التي تلت الجولة السعودية.
لم يستسلم “الراجحي” للظروف المعاكسة، والحادث الذي لم يكن في الحسبان، وأتم تأهيله على أفضل وجه، ولم يترك اليأس يبلغ منه مبلغًا بعد أن فقد الصدارة بسبب الجولات التي لم يتمها؛ وعاد قويًّا كما عُرف عنه متحليًا بالإصرار والعزيمة على العودة إلى الصدارة المفقودة، والظفر باللقب الأول الغالي. وبالرغم من شدة المنافسة وصعوبتها، ولاسيما الجولات الأوروبية الأخيرة، إلا أن “الراجحي” كان عند الموعد، واستطاع استعادة الصدارة، والفوز بالمنافسة.
وبالأمس تُوِّجت جهود سفير رياضة المحركات السعودية بتسلُّمه لقب كأس العالم للراليات “الكروس كانتري باها” في حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي للسيارات “FIA” في العاصمة الفرنسية باريس.
خبرات كبيرة
ويمتلك رجل ورائد الأعمال السعودي كمًّا هائلاً من الخبرات في رياضة المحركات والراليات؛ إذ شارك لأول مرة في عام 2007 لاكتساب الخبرات في الراليات، قبل أن يتحول لعالم راليات “الكروس كانتري”. وأثبت “الراجحي” نفسه في تاريخ كأس العالم للراليات “الكروس كانتري” منذ ظهوره الأول عام 2014؛ ليكون الاسم البارز والمرتبط في عالم راليات “الكروس كانتري”، والرقم الصعب في تلك المنافسات العالمية.
ونافس البطل العالمي بسيارة تويوتا هايلوكس في مختلف تضاريس العالم، وفاز على متنها فوق الثلوج، ووسط الغابات، وفي الصحاري الشاسعة والكثبان الرملية؛ ليتمكن أخيرًا من الظفر باللقب التاريخي الأول له وللسعودية في “الكروس كانتري الباها”.