الرياض – أصداء وطني :
بعد محاولات يائسة لخلق فتنة طائفية، والإخلال بالأمن، وإشاعة الفوضى، من خلال استهداف وتفجير سلسلة من المساجد في الأحساء والقطيف ونجران وعسير والدمام خلال العامَيْن الماضيَيْن، وضرب اللحمة الوطنية، ها هو الإرهاب يفشل مجدداً بفضل من الله، ثم يقظة رجال اﻷمن البواسل الذين تصدوا للعملية الإرهابية التي كادت تطول مسجد الرضا في محافظة الأحساء، بالتعاون مع المواطنين، الذين أثبتوا وحدتهم وتضامنهم، وتجلت إرادتهم بشكل واضح في الإصرار على وحدة النسيج الوطني، وحماية المجتمع من كل أشكال التصدعات، التي تزيده صلابة وقوة وإصرارًا على المضي في طريق الاستقرار والتنمية والعزة.
ويحاول التنظيم الإرهابي “داعش” بهذه الأعمال والمخططات والمؤامرات التي تحاك لإثارة الفوضى، والإخلال بأمن السعودية، تحقيق طموح إيران في التوسع الفارسي وإعادة إحياء الإمبراطورية الإيرانية، من خلال الحروب الطائفية التي يحاولون إشعالها في البلاد.
استهداف حسينية الدالوه بالأحساء
بداية عمليات استهداف المساجد وأماكن العبادة خلال العامين الماضيين كانت في حسينية المصطفى ببلدة الدالوه بمحافظة الأحساء في 4 نوفمبر 2014م، عندما بادر ثلاثة أشخاص ملثمين بإطلاق النار من أسلحة رشاشة ومسدسات شخصية باتجاه مواطنين خرجوا من الحسينية، وذلك بعد ترجلهم من سيارة توقفت بالقرب من الموقع؛ ما نتج منه مقتل (7) أشخاص وإصابة (9) آخرين؛ تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
فيما وقعت مواجهات بين قوات الأمن السعودية وعدد من المطلوبين في محافظتي شقراء والقصيم، أدت إلى مقتل أحد المطلوبين، واستشهاد أحد العناصر الأمنية التابعة لقوات الطوارئ الخاصة، وذلك عقب عملية مداهمة، تمت لخلية إرهابية في إحدى الاستراحات في محافظة القصيم. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية قيامهم بالقبض على ستة أشخاص على علاقة بالحادثة الإرهابية التي تمت في محافظة الأحساء.
استهداف مسجد الإمام علي في بلدة القديح
في 22 مايو 2015 شهد مسجد الإمام على بن أبى طالب في بلدة القديح بمحافظة القطيف حادث تفجير أثناء أداء صلاة الجمعة؛ إذ قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف، كان يخفيه تحت ملابسه؛ ما نتج منه مقتله، واستشهاد 22 شخصاً، وإصابة نحو 100 من المصلين. وأعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن التفجير الانتحاري.
محاولة لاستهداف المصلين بمسجد الحسين بالدمام
في 29 مايو 2015 أحبط رجال الأمن بالتعاون مع المواطنين محاولة تفجير، كانت تستهدف المصلين بمسجد “الإمام الحسين” بمدينة الدمام، بعدما اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص، كان يرتدي زياً نسائياً، أثناء توجهه للمسجد. ونتج عن ذلك استشهاد 4 أشخاص، بعد أن حاولوا منعه؛ إذ قام بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن إليه للتثبت من هويته. وتسبب الانفجار في اشتعال النيران في عدد من السيارات. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن التفجير.
استهداف مسجد قوة الطوارئ بعسير
في 6 أغسطس 2015 شهد مسجد قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير تفجيراً من قِبل انتحاري أثناء أداء صلاة الظهر جماعة في مسجد مقر القوة؛ ما نتج منه استشهاد 15 شخصاً، بينهم 12 رجل أمن، وإصابة 33 آخرين. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري. فيما أعلنت وزارة الداخلية أن منفذ الهجوم يدعى يوسف بن سليمان عبدالله السليمان (سعودي الجنسية) من مواليد 1415هـ.
استهداف مسجد الحيدرية بسيهات
في 16 أكتوبر 2015م استهدف إرهابي المارة بجوار مسجد الحيدرية بمدينة سيهات بمحافظة القطيف، وشرع بإطلاق النار عشوائياً على المارة في محيط المسجد؛ فبادرت دورية أمن في الموقع بالتعامل معه بما يقتضيه الموقف، وتبادل إطلاق النار معه؛ ما أدى إلى مقتله. وقد نتج من قيامه بإطلاق النار استشهاد 5 مواطنين من المارة، بينهم امرأة. وقد تبنى تنظيم “داعش” الهجوم، ونشر صورة منفذ العملية، مشيراً إلى أنه يُدعى “شجاع الدوسري”.
استهداف مسجد المشهد بنجران
في 26 أكتوبر 2015 م، وفي مسجد المشهد بمنطقة نجران، بعد انتهاء المصلين من أداء صلاة المغرب، وعند شروعهم في الخروج من المسجد، أقدم شخص، يرتدي حزاماً ناسفاً، على الدخول إلى المسجد وتفجير نفسه بينهم؛ ما نتج منه استشهاد شخصين. وقد أعلن تنظيم داعش تبينه عملية التفجير، فيما أعلنت وزارة الداخلية منفذ حادثة التفجير، ويدعى سعد سعيد سعد الحارثي، من مواليد 10/ 11/ 1402هـ.
محاولة استهداف المصلين بمسجد الرضا بالأحساء
في 29 يناير 2016م ذكر المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية أنه تم الحيلولة دون تمكُّن شخصين انتحاريين من الدخول إلى مسجد الرضا بحي محاسن بمحافظة الأحساء أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة؛ إذ تمكن رجال الأمن من رصدهما أثناء توجههما إلى المسجد. وعند مباشرة رجال الأمن في اعتراضهما بادر أحدهما بتفجير نفسه بمدخل المسجد، فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر، وإصابته والقبض عليه، وضُبط بحوزته حزام ناسف. وأضاف بأنه قد نتج من التفجير الانتحاري استشهاد 4 وإصابة 18 شخصاً، بينهم رجلا أمن.
وجاء استهداف مسجد الرضا في محافظة الأحساء بعد تنفيذ حكم القصاص بحق 47 إرهابياً ومحرضاً؛ إذ أُدينوا بـ”استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسعيهم لضرب الاقتصاد الوطني، والأضرار بمكانة السعودية وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة، واعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية”.
.