اختتمت أمس الأحد فعاليات الدورة السابعة من منتدى الفجيرة الرمضاني بجلسة حوارية مميزة بعنوان: “تربية الأبناء مسؤولية وأمانة”، نظمتها جمعية البدية للثقافة والفنون بالتعاون مع مؤسسة الرُّخ للنشر، وذلك في مجلس البدية المجتمعي بالفجيرة، بمشاركة المستشارة التربوية مريم علي مخلوف، والمستشارة الأسرية آمنة الظنحاني، والاختصاصية النفسية نورة محمد النقبي وأدارتها الدكتورة وفاء أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرخ.
وناقشت الجلسة أربعة محاور متعلقة بثنائية المسؤولية والأمانة في تربية الأبناء، حيث تناول المحور الأول “السنع الإماراتي ودور الوالدين فيه وأهميته في تعزيز الهوية الوطنية”، كما تطرق المحور الثاني لـ “أضرار السوشيال ميديا على الأبناء وكيفية الوقاية والعلاج من إدمان الانترنت”، فيما أضاء المحور الثالث على “وقاية الأبناء من المخدرات”، في حين تناول المحور الرابع “مشكلات التعليم الجديد للطلاب”.
وأكدت المستشارة التربوية مريم علي مخلوف على أهمية السنع الإماراتي في تنشئة الأبناء كونه القاعدة الذهبية لأبنائنا والأرث الذي توارثناه من أخلاقنا الحميدة التى تربينا عليها عبر الأجيال وغرسها فينا أجدادنا وآبائنا”. وأشارت إلى أن أهمية دور الأم في التنشئة السليمة للأبناء، ذلك أن الأم عماد التربية ووجودها الفعلي والمؤثر، وليس الصوري، في غاية الأهمية لتربية الأبناء”، مضيفةً “إن توغل أبنائنا في عالم الأجهزة اللوحية وإدمانه، يؤثر على سلوكهم وعلى انتاجهم الدراسي، كما أن حماية أبنائنا من آفة المخدرات يأتي بنشر الوعي بمضارها في صفوف الناشئة في البيت والمدرسة”.
من جهتها، أوضحت المستشارة التربوية آمنة الظنحاني أن الرقابة الهادفة صمام الأمان لحماية الأبناء على المستوى الكمي والكيفي، فعلى المستوى الكمي إذا كان الطفل يستعمل الانترنت طوال الأسبوع ولعدد ساعات طويلة يومياً، فإنه يجب تحديد ساعات محددة في أيام معلومة ليبحر الطفل في هذا العالم، وأما كيفاً فيجب على الوالدين وخاصة الأم أن تكون على دراية بطبيعة الألعاب والروابط التى يستعملها طفلها، بالإضافة إلى تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة مهارية متنوعة وفسح المجال لاحتكاكه مع محيطه الأسري والمدرسي، وأن نجلس مع أطفالنا ونعلمهم الحوار الهادف والصدق والتبليغ عن أي شخص تبدر منه إساءة بحقهم على المواقع الرقمية”.
وقالت الاختصاصية النفسية نورة النقبي “كلما نجحنا في ترسيخ السنع في أبنائنا بمسؤولية عالية، كلما عززنا الهوية الوطنية في أبنائنا وجعلناهم واجهة براقة لوطن يقدس الأخلاق ويحتفي بها”، مشيرةً أن التربية السليمة لأبنائنا تحتم علينا التفطن للأضرار السوشيال ميديا على الأبناء وخاصة كيفية الوقاية والعلاج من إدمان الانترنت، مضيفة “الكثير من الأطفال يعانون أرقا ملحوظاً، فعلى الآباء أن ينتبهوا لمدة بقاء أطفالهم على الأجهزة اللوحية والهواتف النقالة، فهذه الأجهزة الرقمية تؤثر على هرمون النوم، كما أن إدمان هذه الأجهزة يصيب العديد منهم بالتشتت وقلة التركيز وقد يصل إلى مرحلة الإكتئاب والقلق”.
فيما أوضحت الدكتورة وفاء أحمد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرخ، أن تربية الأبناء أمانة كبيرة تقع على عاتق الوالدين بالدرجة الأولى والأم بوجه خاص لأنها عماد الأسرة، فالأبوين هما أول شخصين يراهما ويحتك بهما الطفل منذ أن يفتح عينيه على هذه الدنيا والذي ينظر للوجود من خلالهما، وهو ما يجعل من مسؤوليتهما تجاه هذا الطفل ليست سهلة ولا أبالغ بالقول بأنها أصعب ما يواجه الآباء خصوصاً في عصرنا هذا، حيث تنتشر عصر المؤثرات الخارجية والسوشيال ميديا بأضرارها”.
وقال خالد الظنحاني رئيس منتدى الفجيرة الرمضاني، في تصريح له بمناسبة ختام المنتدى: “بعد عامين من الانقطاع بسبب وباء كورونا، حقق المنتدى نجاحات كبيرة في دورته الحالية والدورات الست الماضية، وهو ثمرة لدعم واهتمام القيادة الرشيدة لتعزيز الفكر الإبداعي والمعرفة الإنسانية والقيم المجتمعية وغرس مفاهيمها لدى الأجيال المختلفة”.
وأضاف الظنحاني: “أصبح منتدى الفجيرة الرمضاني أحد أهم المناسبات المجتمعية في الإمارات عموماً والفجيرة خصوصاً التي يترقبها الجميع خلال شهر رمضان المبارك، وهذا ما ترجمته المشاركة الكبيرة والتفاعل اللافت من قبل أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والأهلية”، معرباً عن شكره لفريق العمل والمشاركين والداعمين للمنتدى منذ انطلاقته الأولى”.