عيد بأي حال عدت يا عيد..بما مضى أم بأمر فيك تجديد!
بالرغم من أن قائل هذه الابيات الشاعر الكبير احمد بن الحسن او ابو الطيب المتنبي لم يعش يوماً بين الغابات الأسمنتية التي نسكنها الان إلا أن الجميع يعي أن مشاعر وبهجة تلك الفرحة تلاشت بسبب متغيرات العصر الحديث رغم أن الأصل في تلك المناسبة إدخال الفرح والسرور إلى نفوس الصغار والكبار.
وعندما تعود بنا الذاكرة إلى الخمس عقود الماضية نلتمس حميمية المشاعر الجياشة وفرحة الناس بدخول تلك المناسبة حيث تمتد الاحتفالات بعيد الفطر المبارك أربعة أيام في مظهر انساني يدل على الترابط الأسري والاجتماعي والألفة والمحبة والتسامح والسلام والأخوة التي تربط أفراد المجتمع آنذاك و كانت الناس تتقبل بعضها البعض بصدر رحب وتتجاوز عن الأخطاء وتفتح صفحات جديدة من الود والمحبة بل كانت مشاهد الفرحة ترتسم على محيا الجميع بدون ضغينه أو حقد وكان اغلب الناس حتى في المدن الكبرى لا ينامون الا بعد صلاة العيد حرصاً على ممارسة الفرح ومشاركة الآخرين بهجة العيد كون تلك المشاعر الجياشة لم ولن تتكرر في السنة الا مرتين.
والان بكل اسف غابت في الكثير من الأحيان ممارسة الأطفال هواية جميع العيدية والحصول على الحلويات والهدايا من منازل الأهل والأصدقاء والجيران بدون قصد منا.لكن يتبقى الشيء القليل من ملامح تلك الفرحة التي سرقت بفعل ( السرعة ) والتكنولوجيا وتقنيات رسائل الواتس اب بل غابت من الكبار مسؤولية إعادة وثاق الترابط والألفة والمحبة بين أبناء الحي الواحد وتحول الإنسان بكل برود إلى مجرد آلة تتفاعل مع تطورات التقنية واستخداماتها المتعددة أكثر من السير في مواكب الفرح والعطاء الإنساني رغم ندرته وتلاشيه.
لقد غابت ( الفرحة ) في لحظات ايام العيد حتى تحولت الفرحة إلى شبه مأتم دون اهتمام حقيقي بقدسية تلك الأيام حتى أصبحت ممارسة الفرح أشبه ما تكون مليئة بالاحباط واليأس والقلق ..وفي بعض الأحيان الرتابه والملل.