ولي العهد يصل باريس لمواجهة تطورات المنطقة المتسارعة.. “الإليزيه” يفتح ذراعيه لدحر الإرهاب
تعليقات : 0
أصداء الخليج
متابعات – أصداء وطني :
وصل ولي العهد السعودي وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز إلى الجمهورية الفرنسية، اليوم الخميس، في واحدة من الزيارات التي يُنظر لها باهتمام بالغ بسبب التطورات المتسارعة في المنطقة؛ حيث يُتوقع أن تتصدر مناقشات ملفات الزيارة: دحر الإرهاب، وتعزيز السلام في الشرق الأوسط.
أهمية بالغة
ووصف السفير الفرنسي لدى الرياض برتران بزانسنون، هذه الزيارة بأنها تكتسب أهمية بالغة جداً، وتأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين؛ مضيفاً: “نكنّ أقصى درجات الاحترام والتقدير للأمير محمد بن نايف، وهو شخصية مهمة جداً؛ سواء أكان ذلك في السعودية أو المنطقة أو على الساحة الدولية؛ خصوصاً أنه اقتفى أثر والده العظيم في مكافحة الإرهاب، وتعتبر السعودية التي تنعم بالاستقرار حالة استثنائية في هذه المنطقة”.
ملفات شائكة
هذه الزيارة التي من المنتظر -بحسب توقعات المتابعين- أن تتطرق إلى جوانب عديدة؛ في مقدمتها: (الوضع في سوريا والعراق ولبنان، والشأن اليمني، وسبل تطوير تعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب)، وكذلك من المتوقع أن ينتج عنها توقيع وتعزيز عدد من الاتفاقيات بين البلدين في أبرز المجالات.
“الإليزيه” والتشاور
وأعلن قصر الإليزيه فيما يخص هذه الزيارة، أن الرئيس فرانسوا هولاند يستقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ لمناقشة ما وُصف بـ”رغبة الطرفين في مزيد من التشاور والتنسيق بشأن كل المسائل”، كما أن باريس ستستقبل ولي العهد “كولي عهد لبلد صديق تربطه بفرنسا شراكة استراتيجية وبصفته أيضاً وزيراً للداخلية شريكاً في محاربة الإرهاب”.
تطلعات فرنسية
هذا فيما أكد تقرير لـ”الشرق الأوسط”؛ وفقاً لمصادر فرنسية، أن باريس تعوّل كثيراً على السعودية؛ لمساعدتها على إطلاق مبادرتها باعتبار أن الرياض هي صاحبة المبادرة العربية التي تَبَنّتها قمة بيروت العربية في عام 2002، وبالنظر لوزنها السياسي وقدرتها على التأثير، ولهذه الأسباب مجتمعة؛ فإن التعاون مع الرياض يبدو بالنسبة لباريس حيوياً؛ من أجل مساعدة المسؤولين الفرنسيين على توفير الدعم الكافي للترويج للمبادرة، ودفعها إلى الأمام؛ في ظل الرفض الإسرائيلي والفتور الأمريكي واللامبالاة الأوروبية”.
تَقارب بشأن سوريا
وعلى خط المشاورات ينظر للموقف الفرنسي على أنه “شديد التقارب” مع الموقف السعودي نحو النظام السوري، وأنه لا دور له في مستقبل سوريا، وكذلك القلق الشديد من البلدين نحو الوجود الروسي في الساحة السورية.
علاقات متميزة
وفيما يخص العلاقات “السعودية- الفرنسية”؛ تشكل هذه الزيارة إضافة مهمة في تاريخها؛ حيث تعتبر العلاقات بين البلدين متميزة جداً وزيارات المسؤولين من البلدين على أعلى مستوى لم تتوقف تقريباً، ومنها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة، مروراً بزيارات ولي ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وصولاً للزيارات الأخيرة للمسؤولين الفرنسيين على أعلى مستوى للسعودية خلال الشهور القليلة الماضية.
السلاح واليمن
وتعد فرنسا من أكبر المزوّدين للسعودية في مجال السلاح والقدرات العسكرية، كما أن المواقف السياسية لفرنسا أقرب كثيراً في العديد من أهم الملفات مع وجهة النظر السعودية التي حظيت أيضاً بدعم الموقف السعودي في دعم الشرعية في اليمن.
المفاعل النووي
كما أن التعاون في بناء المفاعلات النووية يُعتبر من أبرز ما عُقد بين البلدين من اتفاقيات تتضمن إنشاء وتشغيل عدد من المفاعلات النووية للأغراض السلمية، وكذلك ما أثمرت عنه الاتفاقيات الأخيرة مثل شراء 50 طائرة إيرباص للخطوط الجوية العربية السعودية.
شريك اقتصادي
ويقول السفير الفرنسي في الرياض “بزانستون” للقول لصحيفة “الاقتصادية”: “الدولتان تربطهما علاقة وثيقة ومتينة وصداقة ثنائية”، وبخصوص التبادل التجاري: “المملكة تُعَد أول مصدّر للنفط إلى فرنسا؛ بينما فرنسا تعتبر المستثمر الثالث في المملكة مع استثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز 15 مليار دولار، ومنتدى الأعمال الثاني بين البلدين تَكَلل بنجاح باهر بالنسبة لباريس والرياض؛ بفضل المشاركة الاستثنائية لـ1500 رجل أعمال فرنسي وسعودي، وأتاح تعزيز العلاقات التجارية المتميزة؛ من خلال تطوير شراكات صناعية في قطاعات استراتيجية وابتكار”.
130 ألف طالب
وتتميز العلاقات، أيضاً، بالجوانب التعليمية والثقافية؛ حيث يحظى التعليم في فرنسا بسمعة ممتازة في السعودية؛ فهناك آلاف الطلاب ضمن برامج الابتعاث الذي موّل ويموّل قرابة مائة وثلاثين ألف طالب إلى الخارج.
تدريب الأطباء
أما في مجال الصحة؛ فقد أتاح برنامج التدريب للأطباء المتخصصين، بناء على اتفاق حكومي وُقع في عام 2011، استقبال بضع مئات من الأطباء منذ عام 2006، ويجري اختيار خمسين طبيباً كل عام؛ ليتابعوا برنامج تدريب لغوي لمدة سنة، قبل انضمامهم إلى المراكز الطبية الجامعية الفرنسية، ويمثل الأطباء السعوديون زهاء ثلث هؤلاء الأطباء.
تهديدات مشتركة
هذه الزيارة يُنتظر من خلالها تعزيز مسار العلاقات؛ خصوصاً أن البلدين الصديقين لديهما مشاكل مشتركة مثل الإرهاب وجوانب ذات اهتمام متبادل مثل الوضع في الشرق الأوسط وقضايا السلام؛ وهو ما يُتوقع له أن يتم تقديم خطوات أكبر فيه؛ من خلال هذه الزيارة على مسارات وضع الاتفاق الغربي مع إيران حول الملف النووي، وسبل مكافحة الإرهاب، والوضع في الشرق الأوسط، ومستجدات الموقف الروسي؛ خصوصاً أن السياسة السعودية تَمَكّنت من نقل حراكها إلى موقف لاعب دولي مؤثر في مرحلة تستدعي حراكاً أكبر لمواجهة ما يهدد السلام العالمي.
وكان الديوان الملكي قد أعلن -في وقت سابق اليوم- أن ولي العهد سيلتقي بالمسؤولين الفرنسيين؛ لبحث العلاقات وأوجه التعاون الثنائي، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.