” (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم)
آيه نسمعها كثيرًا عن السخرية، ما سبب السخرية المنتشرة في المجتمع؟ نحنُ نعيشُ في مجتمع يمجد من يتنابزون بالألقاب ويسخرون من بعضهم البعض قد نظُنّه أمراً من باب التسلية والدعابة بين المزح والعبارات الطائشة السخرية على شكلِ شخصٍ أو ما يملكة من عملٍ أو سيارة، وحتى تصل السخرية للون بشرة أحدٍ ما،لكنّنا نميل بشكلٍ ما بأنها دعابة، بعذر أنها علاقة صداقة وفتح الحواجز بيننا، هذا الأمر لا يجب أن يكون موجوداً في مجتمع مسلم سواءً أكانت العلاقة مقرّبة أو سطحية.
إنّ النفس البشرية تميلُ بفطرتها حبُ المزح والضحك وما يبهج الروح، لاكن، لا أن تكون بهذا المستوى الغير مبالي بتوجيهاتٍ ربانية قد يتبادر للبعض بأنّي أرمي إلى التشدد، وبأخذ الموضوع يشكل عميق جداً، بل إنّ تحديدنا لما نرتاح ويضحك دواخلنا يجعلنا نتناسى بأن هذه السخرية سبب للمشاحنات في علاقاتنا المقرّبة، لاكن لو كُنا في المكان ذاته لمن يتم السخريه عليه سنعلم التأثير النفسي والمجتمعي .
فمن اعتاد على أن لا يتقبل السخرية الزائدة عن اللازم سنجد فرض هذا الأمر على المحيط المجتمعي ، ومن اعتاد تقبل السخرية وجعلها تأثر في نفسه، سنجدها ملازمه له ومؤرقه له وحبيسه أفكاره
من واجب المجتمع أن يعي بأن السخرية نهى ديننا عنها، والنهي والأمر الرباني لحكمة لا يعلمها الناس، واجبٌ علينا نحنُ مجتمع عربيٌ مسلم، أن نحدَّ من أنتشار السخرية، بين أروقة مجتمعنا ونجعل الدعابة والمزح بطريقة أخرى بعيدة كل البعد عن السخرية.
ختامًا، فلنتذكر حديث الرسول_ صلى الله عليه وسلم _ : وأخرجه البخاري عن المعرور قال: لقيت أبا ذر بالرَّبَذَة وعليه حُلَّةٌ، وعلى غلامه حلَّة، فسألته عن ذلك، فقال: إني ساببتُ رجلاً فعَيَّرْتُهُ بأُمِّه، فقال ليَ النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر، أَعَيَّرْته بأُمِّه؟ إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم خَوَلُكُم، جعلهم الله تحتَ أيديكم، فمَن كان أخوه تحتَ يده فليطعِمْه ممَّا يأكل، وليُلْبسه ممَّا يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفْتموهم فأعينوهم))
. فعليكم أحبّتي تحديد الصفات أصحابكم العليا المشابهة لقيمكم ودينكم وأخلاقكم؛ ممّا لذلك أهميّة بالغة في نشر تعاليم ديننا والأبتعاد عن العادات الجاهلية التي تؤدي إلى خروجنا عن تعاليم ديننا الإسلامي.
بدر الحوسني