متابعات – الرياض :
نقل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لجميع المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وقال سموه خلال استقباله نيابة عن خادم الحرمين الشريفين ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة المشاركين في فعاليات الجنادرية 29 بفندق الريتز كارلتون بالرياض ظهر أمس ان الملك -حفظه الله- كلفني بنقل رسالته إليكم التي قال فيها “انقل تحياتي لإخواني وأخواتي المشاركين وبلغهم أنني والله أود أن أكون معهم كعادتي ولكن هم خير من يعذر”.
كما نقل سمو وزير الحرس الوطني تحيات سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز والشعب السعودي.
وقال سموه “لا أخفيكم سراً أنني عندما بدأت أحاول أن أجمع أفكاري لأكتب كلمة ألقيها أمامكم وجدت أنني في ساحة سأكون فيها مهزوماً بين أقلامكم وأفكاركم وخبراتكم فلهذا وودت أن أدعوكم إلى ساحة أعلم بأنني سأهزمكم فيها وهي ساحة المشاعر والأحاسيس والمحبة فوالله أنني فرحُ بكم والله يعلم أنني سعيد بوجودكم وأن هذه اللحظات أنتظرها من عام إلى عام”.
وزاد سموه مخاطباً ضيوف المهرجان “أدعوكم إلى قلبي المملكة العربية السعودية وأدعوكم إلى مشاعري الحرس الوطني وأدعوكم إلى فكري الجنادرية “.
وكان الحفل الخطابي قد بدأ يآيات من الذكر الحكيم ثم كلمة ضيوف الجنادرية ألقاها معالي الدكتور مهدي مبروك وزير الثقافة التونسي الأسبق رفع خلالها خالص الشكر لخادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية الكريمة .
وقال “إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تجمعنا الجنادرية وردة متفتحة دائما في أرض المملكة العربية السعودية نحن المثقفين العرب والمسلمين لتدارس جملة من القضايا الفكرية والثقافية كدليل حي على أن النخب الثقافية تظل دوماً مرتبطة بقضايا أوطاننا ومشاغل مجتمعاتنا” .
وأشار مبروك إلى أن مهرجان الجنادرية يظل شاهداً متميزاً على أنه جسر حي يصل النخب العربية بعضها ببعض ويصلها ايضاً بشعوبها من أجل رسم الافق المأمولة.
وأكد في كلمته أن الثقافة ليست ترفاً أو لهواً بل هي صناعة للقيم والرموز تستجيب لحاجة المجتمعات وتطلعات الشعوب وفتح أفق رحب من الجمال والخير والآمال لتجنب شعوبنا مخاطر التشدد والغلو خصوصاً في هذا الوقت مما يقتضي استنهاض همم الجميع.
وبين أن مهرجان الجنادرية دليل قاطع على ان الحوار وتبادل وجهات النظر على اختلافها وتعددها يظل أفضل الوسائل في تدبر أحوال مجتمعاتنا بما يعزز قيم الوسطية.
ثم ألقى الدكتور مصطفى بكري من جمهورية مصر العربية كلمة توجه فيها بالشكر لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة لهذا المهرجان الذي أصبح ساحة للمثقفين والادباء يدلون فيه بآرائهم ومواقفهم في القضايا الوطنية والقومية والثقافية في عالمنا العربي.
وبين أن السنوات الماضية أكدت بما لايدع مجالاً للشك ان هذا الزخم الثقافي والطرح الفكري ساهم إلى حد كبير في القاء الضوء على كثير من القضايا التي أصبحت محل جدل وحوار على الساحة العربية.
وقال إن هذا العنوان الذي تصدر مهرجان الجنادرية لهذا العام “التيارات الاسلامية والمواطنة” لهو امر مهم فنحن الآن نواجه محاولات وأطروحات هدفها وضع العقيدة في مواجهة الوطن والسعي دوماً إلى التغريب الفكري ومحاولة محو الثقافة الوطنية والسعي دائماً الى إلحاق بلداننا العربية بعجلة التبعية فكرية أو ثقافية أو سياسية أو اقتصادية.
وأكد انهم في هذا المهرجان يشعرون دوماً أن هذا الحوار الثقافي الذي يجمع بين رؤى ومواقف مختلفة يضيف للساحة العربية والساحة الثقافية أطروحات جديدة نحن في حاجة إليها في هذا الزمن حيث تتبدل المفاهيم ومواجهة المحاولات الجادة لطرد الثوابت الوطنية والفكرية لأمتنا العربية والاسلامية.
وتقدم بالشكر والتقدير الى المملكة العربية السعودية على المواقف النبيلة المتعددة التي عبر عنها خادم الحرمين الشريفين منذ اللحظة الأولى لانتصار الشعب المصري في ثورة 30 من يونيو مبيناً ان موقف خادم الحرمين الشريفين وهو موقف لا يقبل التردد وموقف واضح منذ اللحظات الأولى كان له أعظم الأثر في نفوس المصريين لأنه أحترم إرادتهم.
واثنى بكري على دور الدبلوماسية السعودية في الخارج حيال الأوضاع المصرية مؤكداً أن دورها في الخارج وخاصة في فرنسا ودول الاتحاد الاوروبي في اللحظة المناسبة ودور مهم في فرملة محاولات إدانة الموقف المصري في هذا الوقت.
وقال إن جميع المصريين يعرفون قدر ودور المملكة في الماضي والحاضر ويدرك تماما أن وصية جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله عندما أوصى ابناءه بمصر فان هذه الوصية لاتزال تلقى على أرض الواقع صدى .
وقال إن الامة جميعاً ستتوحد لمواجهة التحديات الراهنة وامام محاولة اجتياح الثوابت الوطنية والدينية لأمتنا العربية وأمام من رأوا أن الفوضى هي العنوان ليحققوا أهدافهم في الشرق الاوسط.
بعدها قدم الشيخ حمد العثمان من دولة الكويت كلمة تحدث فيها عن دور الدولة السعودية في تطبيق الشريعة الإسلامية، موكداً ان قوتها تستمد من تمسكها بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
واضاف بقوله “كل مخلص وصادق إنما يخشى على هذه الدولة وكل محبٍ وكل متمسك بالكتاب والسنة ينظر بعين العدل لا ينظر بالعين التي يرى بها التكفيريون والحزبيون فيرون ان اقوم دولة لتطبيق الكتاب والسنة هي الدولة السعودية التي ما زال شعارها تطبيق الشريعة ومحاكمها شرعية وما زالت سياسة ملوكها على نهج الملك عبدالعزيز في لزوم الكتاب والسنة.
عقب ذلك القيت قصيدة شعرية ألقاها الدكتور أرشد توفيق من دولة العراق ثم قصيدة أخرى من الشاعر السعودي علي بن محمد.