مررنا بكثير من المواقف الصعبة ربما فقدنا أحبتنا وربما خسرنا أحلامنا أو خابت آمالنا
لم يتركنا الله للأحزان والأوجاع والخيبات إنه معنا ما دمنا نستعين به ونتوكل عليه وندعوه ونصلي له فبحلمه ورحمته علّمنا كيف نتعامل مع الأفراح والأحزان ويجازينا على تعاملنا الصحيح معها خير الجزاء.
ولنتفكر ونتساءل كم مرة نجونا بلطف الله دون أن ندرك؟
كم مرة كنا على شفا حفرة من الهلاك فنجانا الله ؟
كم مرة ظننا أننا لا نستطيع واستطعنا بعون الله ؟
كم مرة كنا لا نقوى على شيء فقوّانا الله ؟
كم من أمر مُنِعَ عنّا نعلم خيره ونجهل شره بحكمة الله؟
كم من خير سيق إلينا لم نتوقعه يومًا بكرم الله ؟
الله الذي قدّر لنا كل هذا أرشدنا إلى سلاح نواجه به كلما تعسر علينا وما أنهكنا ألا وهو الصبر، فإن صبرنا استقمنا وأحبنا الله قال سبحانه وتعالى ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أحب الله سبحانه وتعالى العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض )
وماذا نريد بعد أن أحبنا الله !
وأخص الفقد بالذكر لأنه أكثرها وجعًا وإيلامًا ويُصعب التعامل والتعايش معه، لكننا لابد أن نتذكر أنهم ذهبوا إلى بارئِهم إلى الرحمن الرحيم بهم، وأننا جميعًا عائدون إليه يومًا ما فلا يُجدي البكاء ولا في الاعتراض خير، والخير كله في الصبر والدعاء والإيمان بالقدر خيره وشره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)
واعرف حق المعرفة أنهم لا يحتاجون منا إلا الدعاء والصدقة وهذا ما علينا أن نعمله لنعبر عن حبنا لهم واشتياقنا إليهم.
وعلينا أن نتعلم أن نتجه لله في كل حين، حين نسعد وحين نحزن حين نستبشر وحين نُبتلى بالحمد والدعاء والصلاة لتطمئن قلوبنا، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ)
ومن كمال الطمأنينة أن نعرف الله بكل أسمائه وصفاته وندرك معانيها، حين نستشعر كل اسم له وكل صفة اختص بها سبحانه وتعالى ندرك مدى عظمته وقدرته ولطفه وحكمته، نرى رحمته في كل أمر قُدّر لنا أو مُنع عنا، ونتعلم كيف نسلم أمرنا لله وكلنا يقين بأن التوكل عليه وتفويض الأمر له لا يأتي إلا بخير، فالحمد لله على ما نعلم منها وما نجهل منها، الحمد لله حمد الشاكرين وحمد الذاكرين وحمد الصابرين، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه مُباركًا عليه كما يحب ربنا ويرضى.
بقلم : سميرة سعيد الزهراني