أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن جوائز مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة في دورتها الثانية، حيث حصدت كلًّا من مسرحيتي “يوتوبيا” و”جسوم والقلادة الذهبية” على جائزة المركز الأول، كما تنوّعت الجوائز بين جائزة أفضل نص، جائزة أفضل ممثل وممثلة، جائزة أفضل سينوغرافيا، جائزة أفضل مخرج إلى جانب جائزة أفضل عرض، إذ تقاسمها الفائزون وسط تحكيم من قبل لجنة تضم خبراء محليين ودوليين في الفنّ المسرحي، معتمدين على معايير مسرحية عالية الدقة تضمنت عنصر التمثيل، المكان، المؤثرات الحسية والصوتية والعمق التمثيلي إلى جانب كيفية الأداء العام.
وأبان مدير الفنون المسرحية والأدائية في “إثراء” ماجد زهير سمّان، “أن الفنون المسرحية في حالة نمو متسارع في المملكة، ومن منطلق دور إثراء في دعم المواهب والإنتاج المسرحي، فإنّنا نعمل على الارتقاء بمستوى المواهب المحلية عبر تمكينهم بأدوات إبداعية وبيئة محفّزة”، مشيرًا إلى ما توصلت إليه مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة التي تشهد تناميًا مستمرًا عبر تنوّع المشاركات وقدرات المشاركين، سعيًا من المركز لإظهار المواهب والحفاظ على المخزون التاريخي المسرحي والاستفادة من تجارب خبراء فنّ المسرح، سواء من الكتّاب أو الفنّانين والمخرجين.
واستكمالًا لنتائج المسابقة، كشفت لجنة التحكيم عن حصول مسرحية “ليلة حافلة” للكاتب ثامر الحربي على جائزة أفضل نص مسرحي، فيما تلاها جائزة أفضل ممثل مناصفة لكلًّا من كميل العلي عن مسرحية “الغريب والنقيب” وعبد الرحمن المزيعل عن مسرحية “البريد المفقود”، وجائزة أفضل ممثلة تمكنت من نيلها إلهام علوي عن مسرحية “خذوا وجوهكم”.
كما تضمنت المسابقة التي يقيمها المركز سنويًا جائزة أفضل سينوغرافيا -المتعلقة بالديكور المسرحي- وذلك لما للمكان المسرحي من تأثير على المشاهدين، إذ استحوذت مسرحية “خذوا وجوهكم” على تلك الجائزة، وأما الجائزة السادسة والتي حملت عنوان جائزة أفضل مخرج ظفر بها المخرج محمد الحمد عن مسرحية “البريد المفقود” كما نالت المسرحية ذاتها الجائزة السابعة كأفضل عمل مسرحي.
الدكتور سامي الجمعان كاتب وممثل ومخرج مسرحي، وهو أحد أعضاء لجنة التحكيم، وصف المسابقة بأنها ذات أبعاد تعمل على خدمة المسرح السعودي حاليًا ومستقبلًا، مما يضمن الديمومة وعدم النضوب للأجيال التاريخية التي لها باع طويل في الفنّ المسرحي، مشيرًا إلى أن “الفئات العمرية شمولية في كافة العروض ويبدو أن الطاقات التمثيلية لديها قدرات هائلة وتقف على أعتاب بوابة الاحتراف، لاسيما أن المسابقات المسرحية لها القدرة على الخدمة الفنّية بمعدل أكبر من ورش العمل والتدريب باعتبارها أحد أوجه الفنون المسرحية، إضافة إلى سينوغرافيا المكان التي اتسمت بالتكامل وخلوّها من المجاملات، وهذا يمكننا تسميته بأناقة المنظر المسرحي”.
فيما يشاطره الرأي جمال الصقر ممثل ومخرج مسرحي وأحد أعضاء لجنة التحكيم، والذي اعتبر بأن المسابقة جاءت ضمن معايير فنّية متكاملة “فالمواهب الصاعدة تصل لنسبة 50% وممن لهم تاريخ مسرحي 50% مما يعزز من استمرارية المسابقة التي تشهد تحولات متسارعة بطريقة مدروسة”، في الوقت الذي أشار سلطان المقبالي فنّان وأحد أعضاء لجنة التحكيم، إلى أن المسرح يعيش حالة انتعاش مع رؤية فنّية توظّف الموهوبين وتُسبغ طابع الديمومة.
تجدر الإشارة إلى أن مسابقة المسرحيات القصيرة حدث ثقافي ينظمه مركز “إثراء” سنويًا؛ ليتيح الفرصة للكتّاب والمخرجين والفنّانين المشاركة بمواهبهم وإبداعهم مع الجمهور، وذلك بعد مرور مشاركين هذا العام البالغ عددهم 90 مشاركًا ومشاركة بفترة تدريب متواصلة استغرقت 3 أشهر داخل “إثراء”؛ مما منحهم مساحة فنّية فريدة قادرة على توظيف مواهبهم وقدراتهم لتحلق محليًا ودوليًا.