تستضيف مدينة الرياض في 13 سبتمبر الجاري أبرز صانعي السياسات وروّاد تقنية الذكاء الاصطناعي في العالم، على مدى ثلاثة أيام.
يأتي ذلك في خُطوة تُعد الأولى من نوعها بالمنطقة، حيث تنظم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، ذلك التجمّع العالمي في نسخته الثانية من «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن تشهد القمة مشاركةً واسعةً من الوزراء وممثلي القطاعين العام والخاص في المملكة في جلسات متنوعة، يلتقون فيها مع خبراء التقنية في العالم؛ ليقدموا خبراتهم ورؤاهم بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته.
يتصدر الحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريّف، ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، ورئيس التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في منظمة اليونسكو الدكتور فينغتشن مياو، والرئيس التنفيذي لصندوق ديجيتال سيتزين رؤيا محبوب، وزميلة شركة آي بي إم الرائدة عالميًّا في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي رئيس مؤسسة «AAAI» لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي فرانشيسكا روسّي.
ويركّز المجتمعون في مناقشاتهم خلال القمة على موضوعات عدة، منها الأخلاقيات التي يتوجب أن تحكم الذكاء الاصطناعي، ومدى أهمية وضع سياسات تمنع المخاطر التي قد تنجم عن استغلال هذه التقنيات أو استخدامها بشكل خاطئ.
ومن المقرر أن تتم مناقشة توحيد وجهات النظر العالمية المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامها العادل؛ لتطوير آلية عملٍ فاعلة لتسخيره؛ لمواجهة تحديات العالم المستقبلية سواء ما يتعلق بمتطلبات الطاقة العالمية أو الحاجة لخفض الانبعاثات الكربونية أو توفير الرعاية الصحية للجميع، إضافةً إلى دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض.
وتتناول القمة جملةَ موضوعات تتعلق بالذكاء الاصطناعي المنبثقة عن 3 محاور رئيسة هي: تقنيات الذكاء الاصطناعي وحالات استخداماتها الحالية في شتى مناحي الحياة، ومستقبل القطاع وكيفية تطويره والاستفادة منه في حل أبرز تحديات العالم، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والاستخدام المسؤول لتقنياته.
وتُعيد القمة صياغة الحوار بين التقنية والسياسات والنظم لإيجاد تطبيق موحد للذكاء الاصطناعي وفق ركائز إنسانية تتمحور حول: «المدن الذكية، وتنمية القدرات، والرعاية الصحية، والمواصلات، والطاقة، والثقافة، البيئة، والاقتصاد الرقمي».
وتميّزت المملكة بتنوّع بيئي ثريٍّ وفق مقاييس عالمية، واستثمرت كل السُّبل للمحافظة عليها وتطويرها، ومن ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي لبناء مدن إدراكية تخدم البشرية في إطار حياة عصرية، وتعد «نيوم» مثالًا لذلك باعتبارها نموذجًا حضاريًّا فريدًا في المدن الإدراكية التي يجد فيها الإنسان حلمه في قضاء حياة عصرية بمجتمع متكامل بتقنيات ذكية؛ ليحقق أعلى معايير جودة الحياة التي تلبي احتياجات الأجيال الحالية والقادمة.
وتُعد «نيوم» واحدة من أهم المشروعات الرئيسة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي؛ لتسخيره في خدمة الإنسان، وتوظيفه في بناء مدن ذكية إدراكية، وتسعى إلى تقديم نموذج عالمي فريد يحقق الاستدامة ومثالية العيش في تناغم مع الطبيعة، بالاعتماد على التقنيات الرقمية المتقدمة.
وتتطلع «سدايا» إلى تسليط الضوء خلال أعمال القمة على مستجدات وإنجازات الذكاء الاصطناعي في المملكة، إضافةً إلى استعراض رؤيتها الأوسع لمستقبل الذكاء الاصطناعي وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والارتقاء بالمملكة إلى ريادة الاقتصادات القائمة على البيانات، وتشهد القمة مبادرات وشراكات عدة ستسهم في النهوض باستخدامات وتأثيرات الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية خلال السنوات المقبلة.