منذ بزوغ تاريخ الأوطان تواجدت أوطان هامشية لا قيمة لها على خريطة العالم مما انكعس سلبا على شعوبها لأسباب أمنية واقتصادية نتيجة صراعاتها الداخلية وضعف إيراداتها، التكاسل عن تنويعها، وعدم محاربة الفساد المتجذر بها وأنانية شعوبها في المطالبة بحقوقهم من أوطانهم بالرغم من تقاعسهم عن عمل الواجبات الملقاة على عاتقهم تجاه أوطانهم.
على الصعيد الآخر يوجد أوطان ذات مكانة مقدسة، وقيمة عالية ترى أن الشعب هو محور تنمية وتقدم الأوطان حيث توفر لشعوبها جميع الخدمات، وتلتزم العدل والعدالة في تطبيق القانون والأنظمة عليهم وتعتبرهم جميعا سواسية وتعاملهم على حد سواء ولا تمييز بينهم بسبب جنس أو أصل أو مكانة اجتماعية، وتعمل على إعدادهم وتأهيلهم ليساهموا في الحفاظ على أوطانهم مما ترك أثراً واضحاً على سلوكهم، حيث أرتقوا بوطنهم وأصبحوا على أتم الاستعداد للتضحية من أجله وبفضل الله سبحانه وكرمه جعل الله المملكة العربية السعودية من ضمن الدول المتقدمة بل ومن أبرزها وجعلنا ننتمي رسمياً ومادياً لوطن إسلامي عظيم له رمزية ومكانة عالمية منذ توحيده في 23 سبتمبر عام 1932م على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله حيث أعلن قيام المملكة العربية السعودية ويُعد هذا اليوم هو اليوم الوطني الذي سيخلد في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وسنستحضر ذكراه كل عام (بإذن الله) مع إدراكنا يقيناً قاطعاً واستشعارنا أننا جميعا كلنا للوطن والوطن، هذا الوطن تحديدا لنا جميعا وهو ما يعني ان كافة أبناء الوطن حكومة وشعباٌ في تلاحمهم الوطني يشكلون ركيزتين أساسيتين:
الركيزة الأولى
الحكومة الرشيدة الفاعلة وما تقوم به من دور واضح في اهتمامها بمصالح الوطن والمواطن وتلبي وتتابع وتهتم باحتياجات الشعب منذ أن رفع راية التوحيد الملك عبد العزيز رحمه الله ووحد وجمع شمل شعبها العظيم وهكذا صار الوطن اليوم في مصاف الدول المتقدمة صناعياً وتقنياً و تكنولوجياً مرتقيا في مكانته على سلالم تصنيفات دول العالم ومحققا للمراتب المتقدمة في المؤشرات المرتبطة بالاسواق المالية المحلية والعالمية والأمن السيبراني وريادة الأعمال وأصبح من الدول الأقوى والأكثر تأثيراً اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ايده الله وقيادة ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
الركيزة الثانية
الشعب المخلص والمسؤول والملتزم بكل القوانين والأنظمة وعلى دراية بواجباته، ومساهم وقائم بدوره في بناء الوطن من خلال كونه منتجاً في القطاع الحكومي والقطاع الخاص بشقيه التجاري والصناعي ولم يكتفي بذلك بل وضع حلولا للعقبات التي يواجهها وقام ببعض الاختراعات وبرز أسمه عالميا في مجال البحث ومجال الاكتشافات العلمية الحديثة ورفع اسم الوطن عاليا بإنجازاته في محافل ومناسبات عالمية بشكل يصعب أن يغفل عنه أن شخص وهذا من شأنه أن يظهر مستواه العملي والعلمي ورقيه الفكري.
وفي ختام القول أجزم أن قوة وقيمة الوطن ومكانته العالمية من قيمة وقوة أبنائه الذين عملوا في خدمته وساهموا في علوه ورفعته بين الأوطان ودفعوا المخاطر عنه وحافظوا على استقراره وأمنه بكل سبيل ممكن.