أكد تقرير رسمي أن المالية العامة لبريطانيا في مسار غير مستدام وتتدهور بسرعة، مشيرا إلى حاجة الحكومة إلى مليارات الجنيهات الاسترلينية للإنفاق على الدفاع ومواجهة التغير المناخي والصحة.
وذكر مكتب مسؤولية الميزانية المعني بمراقبة المالية العامة في بريطانيا، في تقرير المخاطر المالية إن معدل الدين العام سيرتفع إلى أكثر من 300% من إجمالي الناتج المحلي بحلول العام المالي 2072-2073، وهو سيناريو يبدو “متفائلا” في ضوء خطر الصدمات المستقبلية بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
وبحسب التقرير، يتعين زيادة الضرائب وخفض الإنفاق بنسبة 4ر4% من إجمالي الناتج المحلي خلال العام المالي 2028-2029 لمنع زيادة معدل الدين العام عن 100% من إجمالي اللنتج المحلي بعد وصل إلى أعلى مستوى له منذ الستينيات.
وقال رئيس مكتب مسؤولية الميزانية ريتشارد هيوز، في إيجاز صحفي اليوم إن “الضغوط على المالية العامة تتزايد بدرجة كبيرة منذ أخر مرة قدمنا فيها هذه التقديرات… إنها تضع المزيد من الضغوط على ماليتنا العمة بأسرع مما يحدث في الدول الأخرى، لذلك فأسعار الفائدة المرتفعة تقيدنا بصورة أكبر مما يحدث في الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا”.
وتبرز هذه النتائج التوترات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حيث يطالب الناخبون بتحسين مستويات الخدمة العامة مثل الرعاية الصحية في الوقت الذي تعاني فيه المالية العامة من الضغوط. كما يواجه سوناك ضغوطا من أعضاء حزب المحافظين الحاكم ومنظمات الأعمال التي تطالب بتخفيضات في الضرائب.
وأظهرت بيانات رسمية اليوم الخميس انكماش الاقتصاد البريطاني خلال شهر أيار/مايو الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية ” بي آيه ميديا” عن مكتب الإحصاء القول إن إجمالي الناتج المحلي تراجع بنسبة 1ر0% خلال أيار/مايو الماضي، بعدما ارتفع بنسبة 2ر0% في نيسان/أبريل الماضي.
ويرجع الانكماش إلى طول فترة إجازة قطاع البنوك بسبب مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، مما يعني أن قطاعات مثل البناء والتمويل خسرت أيام عمل خلال هذا الشهر.
وكان الاقتصاد قد نما خلال نيسان/أبريل الماضي بسبب إنفاق البريطانيين بصورة أكبر في الحانات والمتاجر.