أبوحُ لليلِ عن أسرارِ أوجاعي
فيضحكُ البدرُ من إسهابِ ملتاعِ
ونجمة في زوايا الليلِ ترمقني
كأنها تمتمت سراً بأسماعي
أسائلُ الليلَ والأشواقُ ثائرةٌ
أيوهبُ الحبُ من وافٍ لخداعِ
وهل يُبدّلُ من بالقلبِ منزله
بآخرٍ قد دنا من لمسِ أضلاعي
تمايلَ الليلُ وازورت جوانبه
والبدرُ نامَ على أنغامِ إيقاعي
مازلتُ يا ليلُ أرجو منك أجوبةً
قل لي بربك ما قلبي بمطواعِ
ما بين قلبي وعقلي حرتُ وا أسفي
كلاهما قد أتى يسعى لإقناعي
تفرقا في سما روحي برأيهما
ولم يكن لهما رأياً بإجماعِ
إذا الهمومُ أبت ألا تفارقني
وصرتُ والهم مثل الدئبِ والراعي
هنا على المرءِ أن يدنو لخالقِه
لخالقِ الكونِ في سرٍ وإبداعِ
ارفع كفوفكَ ناج اللهَ مرتجياً
واسجد لربك وارمِ الهمَ في القاع ِ
ماعادَ عبدٌ دعا مولاهُ في أملٍ
صفرَ اليدينِ فما المولى بقطّاعِ
ياربُ جئتكَ جنحَ الليلِ منتظراً
لعل في الصبحِ تُشفى بعض أوجاعي
شعر مكي علي حداد