أكدت دراسة طبية حديثة، أجريت في كلية الطب جامعة “سان باولو” في البرازيل، على أن عدم الحصول على قسط وافي من النوم سواء بسبب مشكلات انقطاع التنفس أثناء النوم أو الأرق يسهم في تسريع خطى الشيخوخة، خاصة شيخوخة الخلايا، إذ تحتوي خلايا الجسم على ما يشبه “الساعة البيولوجية”، والمعروفة باسم “التيلوميرات” (التسلسل النووي في الخلية) وتصبح هذه التيلوميرات أقصر مع تقدمنا في السن، وعندما تصبح قصيرة جدا، لا تستطيع الخلية الانقسام وتجديد نفسها بعد ذلك.
ودرس الباحثون البرازيليون حالة 46 رجلا تراوحت أعمارهم ما بين 50 و60 عاما يعانون من انقطاع النفس النومي المعتدل إلى الشديد.. استخدم نصف المجموعة آلة تسمى ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر لمساعدتهم على التنفس بشكل أفضل في الليل لمدة ستة أشهر، فيما استخدم النصف الآخر آلة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر المزيفة كعنصر تحكم.
أخذ الفريق عينات دم لقياس طول التيلوميرات قبل وبعد الدراسة، ووجدوا أن المجموعة التي تستخدم ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر الحقيقي لديها تقصير تيلومير أبطأ مقارنة بالمجموعة الضابطة هذا يشير إلى أن علاج توقف التنفس أثناء النوم قد يبطئ عملية الشيخوخة على المستوى الخلوي.
وتضيف هذه الدراسة إلى الأدلة المتزايدة على أن جودة النوم ضرورية للشيخوخة الصحية، حيث يدرس البروفيسور سيرجيو توفيق ، الذي قاد البحث ، مشاكل النوم لسنوات عديدة وفقا للإحصاءات ، يعاني حوالي 30 % من الأشخاص من توقف التنفس أثناء النوم ، لكن قلة قليلة منهم يحصلون على العلاج المناسب وتعد هذه مشكلة كبيرة لأن توقف التنفس أثناء النوم غالبا ما يسير جنبا إلى جنب مع السمنة ، وهي أيضا مشكلة متنامية في البرازيل وحدها ، يعاني ما يصل إلى 80 % من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أيضا من مشاكل في النوم.