زيادة الفواجع التي يتعرض لها أطفال الأحساء في مختلف الأماكن والطرق وأقرب الحوادث في مستنقعات الأحساء وهي تجمعات مياه الأمطار وعددها يقارب 53 تجمعاً توجد في 14 حي سكني، اجمالي المساحة لهذه التجمعات يبلغ حوالي 10,080 متر مكعب. ونركز في تحقيقنا على واحدة من هذه التجمعات التي تقع في حي إسكان الملك عبدالله جنوب الهفوف على طريق الملك عبدالله الدائري ويجب ايضاً ذكر مدى ضعف الرقابة الأسرية لدى بعض العوائل في الأحساء مما يؤدي إلى زيادة الحوادث.
خطر تجمع المياه الملوثة على الإنسان
صورة من “العربية”
تجمع المياه شديدة الخطورة على الإنسان، وقد يصاب الإنسان بالأمراض المزمنة وأمراض الدم والجلد وغيرها من الأوبئة. يجب على الأفراد أن يحرصوا على الابتعاد عن البرك وتجمعات المياه الملوثة. وتعد تجمعات المياه بؤرة للأمراض والأوبئة، وتنقل هذه الأمراض عن طريق النواقل. والنواقل توجد حيثما توجد المياه الراكدة، ومن النواقل الشائعة البعوض والذباب والقراد والبق وغيرها من الحشرات. وتنقل النواقل الأمراض بكل سهولة من شخص إلى آخر أو من حيوان إلى إنسان. ولقد ذكرت وزارة الصحة السعودية في تقرير سابق أن الأمراض المنتقلة عن طريق النواقل هي الأكثر خطورة وأنه لا يمكن التنبؤ بها. ونشرت صحيفة العربية في تاريخ 23 نوفمبر 2013 مقالاً بعنوان تجمعات مياه الأمطار في المنطقة الشرقية تثير المخاوف من “الضنك” ومن سبل الوقاية من الأمراض والنواقل تشمل ردم التجمعات والبرك الراكدة ونقلها خارج المدن وأماكن التجمعات السكانية.
كلاب ضالة وسكان الأحياء واطفالهم
صورة من “صحافة “24
ما علاقة الكلاب والمستنقعات؟ الكلاب تتواجد حيثما تتوفر الماء والطعام، وتأخذ المناطق المجاورة كمأوى لها لتوفر المياه. وتوجد مشكلة في وجود الكلاب الضالة في المناطق السكنية، حيث تشكل تهديدًا على سكان الحي وخاصة الأطفال. تم تسجيل حادث مروع في 1 يونيو 2021 حيث قُتل طفل يبلغ من العمر 13عامًا بسبب هجوم 15 كلبًا. لماذا نسحب للكلاب الضالة بالتسلل إلى مناطق السكانية وتعريض السكان إلى الخطر وتهديد صحتهم وحياتهم؟ يجب نعتبر المستنقعات الموجودة كوجود بيئة ملائمة لهذه الكلاب الضالة. أشرت ايضًا فالعنوان السابق إلى ان النواقل تمكن ان تنقل الامراض من الحيوانات إلى البشر. والكلاب تعد واحدة من الحيوانات التي تجذب النواقل. لا يمكن ان حمل الكلاب المسؤولية فحسب’ بل يجب ايضًا ان نحمل المسؤولية لأولئك الذين يوفرون لهذه الكلاب البيئة المناسبة للبقاء في تلك المناطق السكانية لن تنتهي هذه الحوادث المروعة يتعرض لها سكان احياء الأحساء واطفالهم الا عندما يتم إزالة المستنقعات وتوفير الحلول الملائمة لتقليل عدد الكلاب.
حب الفضول والاستطلاع لدى الأطفال
الفضول والاستطلاع تتواجد بشكل فطري في الأنسان وتلعب دوراً كبراً في حياة الطفل، ما يثير اهتمامه في استكشاف كل ما حوله دون أن يدرك مدى العواقب التي يمكن أن تحدث. وغالباً ما يُنظَر إلى الفضول كنعمة بشرية، لكنه أيضاً قد يكون لعنة بشرية. قد يؤدي الفضول في بعض الأحيان إلى نتائج جيدة للأطفال وفي أحيان أخرى قد تكون النتائج مؤلمة.
ضعف الرقابة الأسرية لدى بعض الأسر
يعتبر ضعف الرقابة الأسرية في بعض الأسر ظاهرة متنامية في مجتمعنا الحالي، ويمكن أن يكون نتيجة لانشغال الآباء والأمهات في هموم الحياة وإهمال تربية الأبناء. هناك أنواع مختلفة من ضعف الرقابة، مثل ترك الأطفال يلعبون في الشوارع بدون مراقبة تحت ذريعة اللعب والتسلية، دون أن يدركوا العواقب الخطيرة التي يمكن أن تحدث. الرقابة هو أمر مهم يمكن أن يؤدي إلى انجراف الأطفال والمراهقين نحو طرق مظلمة وغير معروفة. وفي كتاب “رياض الصالحين”, باب وجوب أمره أهله وأولاده المميزين وسائر من رعيته بطاعة الله تعالى ونهيهم عن المخالفة. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
اهتمام الجهات المختصة
صورة من صحيفة سهم
قامت أمانة الأحساء بمشروع ردم المستنقعات، ومع ذلك لاحظنا وجود العديد من المستنقعات لا تزال موجودة في المناطق السكنية، وخاصةً خلال فصل الأمطار، حيث تتحول بعض الأحياء إلى بحيرات وتستمر هذه المياه الراكدة داخل الأحياء لعدة أيام متواصلة. بعض المواطنين أيضاً يقومون بحفر بعض الأراضي لغرض البناء وتركها لسنوات عديدة، وتتجمع فيها مياه الأمطار. وهذا يشكل كابوساً على سكان الحي، حيث يجلب لهم الحشرات والقوارض والكلاب الضالة وتسبب لهم العديد من الأمراض. بناءً على ذلك يجب على المواطنين الاتصال ب 940, وهي خدمة الاتصال بأمانة الأحساء، عند رؤية مستنقعات، للإبلاغ عنها وطلب التدخل لحل المشكلة والتعامل معها بشكل مناسب