تخيل أن يكون أكثر مكان آمن في العالم هو جحيمك الذي تتمنى ألا تعود إليه. ليس لأنك مشرد لا تملك مأوى أو في مكان يقصف بشكل يومي قد تخرج في الصبح وتعود لتجد منزلك قد تساوى مع الأرض. كل هذا لأنك لا تجيد التوازن بين نجاحك المهني وبين احتواء اسرتك الصغيرة التي تعتبر أعظم دافع لكل تقدم في حياتك. على سبيل المثال, كثير من الناس يعتبر أن قدوم مولوده الاول وبدء تكوين أسرته الصغيرة هو الحدث المفصلي في حياته الذي من الممكن أن يضحي بكل نجاح وهمي لأجل هذا النجاح الحقيقي.
إن تكوين أسرة صالحة هو أول لبنة من لبنات تكوين جيل متطور وواعي وهو الضامن لاستمرار تقدم المجتمع واستمرار سلسلة النجاحات للأجيال القادمة. فإهمال هذا الجانب الهام يعد قصورا في إدراك تأثيره على المدى البعيد. فلا تهدم مِصر من أجل أن تبني قصرًا هلاميا يسمى “تجاوز العقبات”.
وكما قال الشاعر:
بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ
وأهلي وإن ضَنّوا عليّ كرامُ
تأكد أن قمة النجاح المهني لا تعني شيء أمام النجاح في احتواء أسرتك الصغيرة فهم وطنك في زمن كثر فيه المشردين
عبدالعزيز بن محمد بوهميل
نائب رئيس صحيفة أصداء الخليج