حقق الفريق الطبي في مركز زراعة الأعضاء المتميز بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام أحد مكونات تجمع الشرقية الصحي، انجاز هو الأول عالميا وذلك بإجراء 3 عمليات زراعة كبد لطفلين صغيرين ورجل بالغ باستخدام 6 غرف عمليات بطريقة نوعية.

وأوضح المدير التنفيذي لمركز زراعة الأعضاء المتميز في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. محمد القحطاني، أنه تم إجراء العمليات الثلاثة من خلال أحدث الطرق التي جمعت العديد من الأساليب المتقدمة والمعقدة لإجراء زراعة الكبد، حيث قام الفريق الطبي بسلسلة من العمليات جمع فيها زراعة الكبد بواسطة الخاصية التتابعية مع خاصية التبادل الثنائي وخاصية زراعة كبد من متبرعين.

وأشار القحطاني، بأن أحد المتبرعين غير الأقارب تبرع لوجه الله تعالى بجزء من كبده لطفلة صغيرة لعدم تطابقها مع والدها، وفي اليوم التالي تم إجراء زراعتين للكبد لطفلة صغيرة ثانية تبلغ من العمر سنتين ونصف، ولمريض بالغ تمت جميعها في وقت واحد باستخدام أربع غرف للعمليات، حيث تبرعت أم الطفلة الثانية لابنتها التي كانت تعاني من مرض أيضي يصيب الكبد ولا تستطيع الطفلة الحياة بصورة طبيعية، ولكن هذا الكبد يمكنه العمل بشكل طبيعي عند نقله لشخص اخر وهذا ما دفع الفريق الطبي لإجراء الزراعة الثانية من الأم إلى الطفلة الصغيرة، حيث كانت عملية دقيقة ومعقدة نظراً لصغر عمر الطفلة وصغر حجم الأوعية والشرايين التي يتم توصيلها بين جزء الكبد المتبرع به وبين أوعية وشرايين الطفلة.

وأضاف د. القحطاني، انه تم إجراء الزراعة الثالثة عن طريق نقل كبد الطفلة الصغيرة الثانية إلى مريض آخر بالغ ليس لديه متبرعاً، ونظراً لصغر حجم كبد الطفل احتاج المريض البالغ إلى جزء من كبد آخر والذي تبرع به والد الطفلة الأولى وقد قام الفريق الطبي بزراعة الكبدين، الكبد من الطفلة الصغيرة الثانية البالغة من العمر سنتين ونصف والجزء من الكبد من المتبرع الآخر (والد الطفلة الأولى) كلاهما في نفس المريض البالغ ، وكانت عملية معقدة أيضاً بسبب إجراء العديد من التوصيلات بين أوعية وشرايين الكبدين وأوعية وشرايين المريض نفسه.

الجدير بالذكر، أن جميع العمليات قد تكللت بالنجاح وتعتبر هذه التقنية هي الأولى من نوعها في العالم واللتي تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة وتجعلها صاحبة الريادة في زراعة الكبد من متبرعين أحياء، وقد أطلق على هذه العملية الفريدة من نوعها: (زراعة كبد مختلط من متبرعين أحياء أحدهما بطريقة الدومينو والآخر من متبرع حي).