رمضان شهر الخير الذي أنزل فيه القرآن وفيه أعظم الأيام ليلة القدر، هل سنجعله يمضي كأي شهر أخر؟ جميعنا نسهو وننغمس في أمور حياتنا ومع تسارع الوقت لم نعد ندرك كم قد ضاع منه في البعد عن النفس، و التيه بعيدًا عن درب الرحمن، فأقبل رمضان بأجمل ٣٠ يوم في السنة ففيها تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصدف الشياطين فلا يبقى إلا هواك.
الهندسة الرمضانية هي لفتة صغيرة تذكيرية بتحسين جودة أيام رمضان بإصلاح علاقتك مع الله والسعي في كنف الطاعات و ليكون رمضان هذه السنة بمثابة تجديد عهدك مع الله وبداية جديدة أن كانت عباداتك يشوبها تقصير أو نقص. فاغتنم رمضانك واجعله بمثابه تجديد لروحك، صفاء لذهنك، زده قربًا لله بالطاعات والنوافل، زده عملًا خاشعًا، صدقةً سخية، لعلها تكون سببًا لما يقربك من الجنة بإذن الله، ويترك أثرًا إيجابيًا في حياتك.
فرمضان يأتي في وقت انهكتنا الحياة، وضاقت به الدُنيا علينا، وارهقتنا أحلامنا، واحبطنا فيه من كثرة السعي، ولتعلم أن رمضان هو رحلة يقين في أن الله لن يضيع أهله، فأستغلها جيدًا لتستعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ليخشع قلبك خشية وأملًا وحبًا، ولتتوقف عن الركض في الدنيا لوهله حتى تملأ وقود العيش صبرًا وأيمانًا لما تبقى من الأيام، فتمسك بها ٣٠ يوم قد تغير عمرًا كاملًا، استغل جميع لحظاته بصيامك وقيامك وقراءة قرآنك، وصدقاتك وصالح أعمالك.
أثمر رمضانك بالخير ليثمر فيك وفي عمرك لتحصد جنة الدنيا والآخرة بإذن الله، فمن لم يربح في رمضان ففي أي موسم سيربح؟