• 04:02:03am

أحدث الموضوعات

رحلةٌ استثنائيةٌ إلى الجبلِ السَّاحر

تعليقات : 0

أصداء الخليج
د. محمد إياد العكاري

ترددت كثيراً في الذَّهاب إلى الجبل السَّاحر كعادتي كل يوم بعد صلاة الفجر فالأجواء عاصفة !!

والبرق لم يهدأ وميضه طوال الليل !!

وفرقعةُ الرعدِ قصفٌ ودويٌ !!!

تكاد الدُّنيا بمن فيها ومافيها كلها ترتعش خوفاً وجلالاً وعظمةً وإجلالا !!!

ولكني كنت عازماً فمضيت.. متناسياً الأجواء العاصفة !والأنواء المكفهرَّة!!

مجانباً حديث العقل …!!

لأمضي مستقلاً سيارتي والمطر مستمرٌ بالانهمار …وبرك المطر منتشرةٌ على طول الطريق حتى تظن في بعض المسارات أنك تسير في قارب بخاري …وبحيرات المطر المتشكلة أوقفت العديد من السيارات أثناء تنقلي في عدة مناطق ..ومازال الحوار ينشط من جديد!؟

والنقاش يتجدَّدُ بيني وبين نفسي أأكمل أم لا!؟
والمطر يسَّاقطُ ويشتد ثم يهدأ قليلاً كأنَّهُ يُؤمِّلني ويمنِّيني أن سيهدأ!!

فقلت مخاطباً إياها لتكفَّ عن ثنيي للوصول إليه : عساه يكون هناك هادئاً مستقرَّاً،رذاذاً متطايراً ،مداعباً لمشاعري ،منعشاً لأحاسيسي لأتجاهل المحاورة من جديد ومجانباً لغة العقل ، لأمضي سعيداً حالماً كأنِّي في مركبٍ بخاري في بعض الأماكن الغارقة بالمطر ، وعزيمتي ولله الحمد كما أعهد أن تكون تغلب ترددي.. وعزمي يمضي مصمِّماً لبلوغ غايتي عازماً على بلوغ المرام متناسياً الأجواء الرعدية!!!

والحالة المطرية الاستثنائية!؟

التي عطلت حضًور الطلبة للمدارس لتكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن بعد وخلال رحلتي الاستثنائية هذه لم يهدأ البرق الساطع المبهر من جميع الجهات !!!

ولم ينقطع قصفه وفرقعته ودويه الشديد!!! …الذي يأخذ بالقلوب من الرهبة والهول!!

وياللعظمة والجلال !!

وجلَّ المولى في عُلاه !!!

وهكذا هكذا …وطالت الرحلة أكثر من المعتاد لأصل أخيراً للجبل وياحسنه وجماله لما وصلت إليه كأنَّهُ كان في انتظاري!!!! …لا بل لكأنه تفاجأ من قدومي إليه في هذا الجو العاصف الشديد !!؟

والرعد القاصف المدوِّي !!والبرق اللامع الذي يخطف الأبصار !!والمطر يسَّاقطُ بانهمار ؟؟!!
فلم ألتفت إلى تعجبه!!! …ولم أعره جواباً أجل وتجاهلت سؤاله واستفهامه!!!

ومضيت إليه …وصعدت عليه …وصرت فوقه …وامتطيت صهوته… لأبلغ ذروته.. متأمِّلاً.. متفكِّراً ..مسبحاً خالقي وخالقه.. فاطر السماوات والأرض ،،والمطر ينثال من بوابات السحاب التي لاأراها جل في علاه ولساني يلهج بذكر جبار السماوات والأرض رب الملكوت ذي العزَّة والجبروت الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته لتقشعرَّ أحاسيسي ومشاعري وأشعر بالرهبة والجلال والعظمة والإجلال من هول الموقف ورهبته والبرق لايهدأ من جميع الاتجاهات !!!

والرعد يدوي في أرجاء المكان حاملاً قلبي معه وكأنه يقفز ويخرج من جسدي من الهول والرهبة والعظمة والجلال !!!

سبحان ربي العظيم لأتحول بأذكاري تسبيحاً وتهليلاً ،رهبةً وإكباراً ،وتعظيماً وإجلالاً متحصِّناً بذي العزة والجبروت ،معتصماً برب الملكوت ،متوكِّلاً على الحي الذي لايموت ،لأتمتم بثنائه وألهج بذكره وذكر ماذكره المولى سبحانه في سورة الرعد
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ  )الآية 13
أجل فصار لساني يلهج بهذا التسبيح مردداً إياه فوق الجبل وطيلة رحلتي حتى وصولي خوفاً ورهبةً مما ذُكر في آخر الآية الآنفة الذكر جل في علاه وتعالى في ملكوته وجل جلاله سبحانه
واشتد الحال المطير العاصف … وازداد أوار البرق من جميع الجهات ليتبعه القصف والفرقعة المدويّة والدَّويُّ القويُّ المهول اشتد كل ذلك من حولي واشتدَّ انهمار المطر وكنت خلالها قد التقطت بعضاً من الصور ولله الحمد وفقني الله في إحداها أن صورت مشهد البرق في لحظة حدوثه وقبله وبعده ولله الحمد والمنة ،والمهم أني لم أعد أقوى على الاستمرار من شدة الموقف وهول الحدث ورهبة المقام والمطر ينهمر وتزدادشدَّته لينسكب كالسيل لأحمل تفسي مسرعاً متسارعاً نازلاً مهرولاً من الجبل وكأن السماء فتحت مزاريبها علي ،والسحاب شرع بواباته منهالاً بالمطر سبحانه وتعالى وهكذا لأنزل ويا للأسف دون أن ألتفت إليه مودِّعاً إيَّاه كما هي العادة والحال!!!

حتى وصلت إلى السيارة لأراني كأنَّي في بحيرة أو حولي نهرٌ !!؟

وكأني في مركب بخاري من شدة المطر ؟!

والحمد لله أن وصلت للسيارة بسلام ،وإذ باتصال يأتيني من أم البنين لتطمئن عليَّ !!متعجبةً كيف خرجت في ظلِّ تلك الأجواء العاصفة القاصفة !!؟فطمأنتها أني في الطريق إليك دون تفاصيل !!وماانقطع البرق ووميضه..والرعد وقصفه…والمطر مع شدة انهماره حتى بعد وصولي للبيت. ولله الحمد والمنة على هذه المغامرة الجميلة وأني وصلت بسلام والسلام والحمد لله رب العالمين
د. محمد إياد العكاري
الأربعاء ٢٢/١/١٤٤٥هجري
١/٥/٢٢٤م

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    التغريدات