راشد محمد الفوزان
ساتحدث عن عقود وأموال لا رياضة ولا تحليل فقد نتركها لأهلها وهم الأعرف بها، من يلاحظ الوسط الرياضي “المحتقن تعصباً ثم ظهر معها الآن العنصرية وهذا مؤشر خطير” يجد العقود يتخللها كثير من الأخطاء والاشتراطات التي تلزم الأندية بمبالغ مالية ضخمة خاصة للمدربين والأجهزة المرافقة معها، ويتكرر السيناريو كل مرة فمدربين بعضهم لا يكملون شهرين أو ثلاثة ويضع شرط جزائي حين يلغى العقد سيحصل على بقية عقده إلى نهايته سواءً سنة أو سنتين وقد يزيد عليها، ومن متابعتي للوسط الرياضي من النادر جداً لدينا أن يكمل مدرب عقداً للنهاية وبالتالي تسلم الأندية من الشروط الجزائية المكلفة فأصبحت القاعدة هي الإلغاء للعقود أكثر من الاستمرار لنهاية للعقد، والغريب أن من يوقع معه هو من ينهي العقد، وبما أن الفكر العربي “حتى كرة القدم” تبحث عن نتائج سريعة وآنية فهي تضع المدرب أول ضحية لأي إخفاق وهذا خلل كبير. الأساس أن تختار “المدرب” الصحيح بطريقة متخصصة إما إستعانة بخبراء أو لاعبين متمكنين وغيره؛ فرؤساء الأندية لدينا غالباً يبحث عن نتيجة سريعة والرئيس نفسه قد لايكون مدركا للوضع الفني.
أتمنى أن أجد إحصاء عن خمس أو عشر سنوات ماضية، كم مدرباً لم يكمل عقده؟ وكم كلف ذلك النادي؟ وتنشر بعض العقود رقمياً لكي يمكن البناء عليها؛ وأيضاً اللاعبين فبعضهم لديهم مشاكل صحية أو كبر سن أو سلوكيات غير جيدة أو غيره من الإشكالات، وتجد النادي يوقع معه بدون أي حماية له من أن هذا اللاعب لن يقدم ما لديه ماذا إذا تراجع مستواه؟ ماذا إذا لم يلعب أساسياً؟ عشرات المواقف والأوضاع فهل الأندية تحمي نفسها بعقودها؟ من مشاهدتي ومتابعني أنها لا تقوم بذلك بل الأندية بأزمات لسبب أنها تدفع وتدفع مالياً، لا يوجد احتراف غالباً في الأندية في “إدارة العقود” والاقتراحات كثيرة ومتعددة مالياً حين نفصل كيف تدار الأندية ستجد “العنوان” يبين لك ماهي هذه الأندية مالياً؛ ولعل السؤال الملح جدا “هل توجد أندية استثمار حقيقي” الحقيقة تقول نادي أو ناديين فقط، البقية لا شيء من ذلك.
نحتاج صياغة العقود “للاعبين والمدربين والبقية” أولاً بالخيار الصحيح والدقيق الالتزام الانضباط، وعوامل كثيرة تبرر الخيار الصحيح ولا يعني أنه نجاح ولكن ما لم يتم ذلك فتكاليف ذلك عالية جداً؛ والأندية تدفع ملايين وملايين وهي تعاني من شح وديون من باب أولى حل مشكلة تغيير المدربين بكثرة والتوقيع مع لاعبين يكتشف لاحقاً أنهم غير ملتزمين ولا منضبطين، وهذا كله يكلف ملايين وملايين بلا توقف لهذا الهدر الغير مبرر.