أُقيمت اليوم في الرياض النسخةَ السادسة من قمة إنوكسيرا العالمية (InnoXera)، أكبر قمة عالمية لتكنولوجيا التعليم والتدريب في منطقة الشرق الأوسط، والتي تناولت تطوير منظومة التعليم والتدريب والابتكار؛ بمشاركة قادة الصناعة وشركات تكنولوجيا التعليم والتدريب والتطوير من مختلف أنحاء العالم، بحضور عدد كبير من المتحدثين من داخل المملكة وخارجها، وذلك بالتعاون مع كلاسيرا للتعليم الذكي (Classera) المنصة التعليمية العالمية في تقنيات التعلّم الإلكتروني.
وأوضح مساعد وزير التعليم للتطوير والتحوّل المهندس مرهف بن محمد المدني في كلمته بافتتاح القمة، أن نظم التعليم تواجه اليوم العديد من القضايا المُلحّة التي تحتاج إلى تحسين في مجالات التدريس والتعلّم وغيرها؛ مبيناً أهمية استثمار الإمكانات التقنية والذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بأمان وفاعلية واستدامة، وإنجاز أولويات التعليم بطرق أفضل وأوسع وبتكلفة أقل، وفي الوقت ذاته مواجهة المخاطر السيبرانية المحتملة على مستوى النظام التعليمي في ظل الأتمتة الواسعة.
وقال: “مع تسارع التغيّر التقني، تأتي الحاجة إلى تطوير قدرات النظام التعليمي لمواكبة ذلك، وإدارة الفرص والمخاطر، والاستفادة من الإمكانات التي تتيحها التقنية لدعم النظم التعليمية إلى آفاق جديدة، تركُز على إعداد الطلبة للمستقبل، وتنمية مهارات القرن الـحادي والعشرين، مثل: التفكير الناقد، حل المشكلات، المرونة والتكيف والإبداع، وتعزيز القيم والاتجاهات المطلوبة في سوق العمل المستقبلي”.
وأضاف مساعد وزير التعليم أن التربويين يرون توفر العديد من الفرص التي تعتمد على إمكانات الذكاء الاصطناعي مثل: التعرّف على الكلام للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم ممن يمكن أن يستفيدوا من فرص التعلّم من خلال الأدوات الرقمية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في إنشاء دروس متخصصة تتوافق مع احتياجات المتعلمين، وكذلك البحث عن المصادر وتكييفها لأهدافهم.
وأشار المدني إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور بارز في معالجة تحديات نظم التعليم، بما يشمل الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور وقادة المدارس وإدارات التعليم؛ موضحاً أن تعزيز استخداماته في مجال التعليم والاستفادة من إمكاناته لتحسين جودته وزيادة فاعليته وكفاءته تتطلب تخطيطًا إستراتيجيًا لعدة ركائز، على رأسها: الاستثمار في البنية التحتية التقنية، وإنشاء مراكز لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات والكفاءات، إضافة إلى تطوير السياسات والتشريعات الداعمة، التعاون بين القطاعات، والعدالة والشمول.
وفي ختام كلمته، أكد مساعد وزير التعليم للتطوير والتحوّل أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم من خلال خطط إستراتيجية مصحوبة بإدارة تغيير فعّالة؛ يسهم في تحوّل النظم التعليمية لتصبح أكثر مرونة واستجابة للتغيرات السريعة، ومواكبة الاحتياجات المستقبلية للطلبة وسوق العمل، منوهاً بأهمية التحوّل من مصطلح “التعليم الرقمي” إلى مصطلح “التعليم للعالم الجديد”، حيث تصبح الرقمنة أحد العناصر في منظومة يكون الإنسان مركزها وليس التقنية، وكذلك أهمية انطلاق دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم من مواءمة نماذجه مع رؤية الوزارة لطبيعة الجوانب الإنسانية في عمليات التعليم والتعلّم.