متابعات – الدمام :
أكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، أن التنمية الاقتصادية المستدامة في الدول النامية وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، ترتكز على خلق فرص العمل والتعليم والتخفيف من وطأة الفقر والادارة البيئية الرشيدة، ما يحتم أن تشترك الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية في هذا الجهد، مشيراً إلى انه في الوقت الذي يقع على كاهل منظمات الأعمال دور بالغ الأهمية في مجال التنمية الاقتصادية فعليها في الوقت ذاته المشاركة والمساهمة في الارتقاء بمستوى المجتمعات التي تعمل في ظلها، حيث إنه بمقدورها أن تفعل ذلك من خلال مبادرات المسؤولية الاجتماعية بمنظمات الأعمال والتي تتماشى مع أهداف التنمية الوطنية.
جاء ذلك خلال رعايته أمس المنتدى الأول للمسئولية الاجتماعية في المنظمات السعودية الذي تنظمه كلية الدراسات التطبيقية لخدمة المجتمع بجامعة الدمام، بحضور مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش وعدد من مسئولي الجامعة والمسئولين بالمنطقة وذلك في فندق الشيرتون بالدمام، والذي يستمر لمدة يومين ويشمل العديد من الجلسات.وأضاف الأمير سعود بن نايف بقوله: لقد منّ الله علينا في هذه البلاد الطاهرة بنعم عديدة ويسر لنا الخالق عز وجل من أسباب الرخاء والنماء الكثير، فها نحن دائما مع موعد متجدد لأعمال وأفكار بناءة نحو ما يحقق للوطن والمواطن الخير والنماء وذلك في سياق ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- من عطاء مستمر ودائم وفي تواصل جاد مع مسيرة التنمية التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات.
وقال سموه: «لقد تزايد الاهتمام في السنوات الأخيرة بتأثير برامج وأنشطة منظمات الأعمال على المجتمع، وذلك عندما اتخذ المهتمون بهذا الشأن عدداً من المبادرات؛ لابراز أهمية تقييم تأثير المسئولية الاجتماعية بمنظمات الأعمال على الاداء المؤسسي لها، وذلك بعد أن أخذت الأمم المتحدة على عاتقها مهمة اشراك مجتمع الأعمال بكافة منظماته الوطنية والدولية في الجهود التي يجب أن تبذل للمساعدة في التنمية الاجتماعية بكل دولة من دول العالم، وذلك طبقا لمبادئ عالمية لتقييم الأثر الاجتماعي لاداء منظمات الأعمال التي يجب عليها التعهد بتضمين هذه المبادئ ضمن أجندتها المؤسسية، واعتبارها جزءا من برامجها وأنشطتها المؤسسية ومع زيادة اهتمام الهيئات الدولية المختصة بالمسئولية الاجتماعية، الأمر الذي يمثل انطلاقة لظهور العديد من التجارب الدولية في مجال المسئولية الاجتماعية بمنظمات الأعمال».
وشكر سموه في ختام كلمته مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش واللجنة المنظمة، مثمنا دور الشركات الراعية وحسها المسئول لرعاية مثل هذه المنتديات النافعة، متمنيا لهذا المؤتمر كل النجاح وأن يحقق ما نصبو إليه جميعا نحو تفعيل دور منظمات الأعمال السعودية في تطبيق المسئولية الاجتماعية بها، راجيا من الله عز وجل ان يوفقنا لما فيه خير وطننا الغالي والمواطنين الأعزاء.
من جانبه، قال مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش إن المسؤولية الاجتماعية كقيمة إنسانية وممارسة حضارية لم تأخذ حظها الوافر من التأصيل والدراسة، لذا جاء اختيار موضوع هذا المنتدى عن المسؤولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال وحشد له هذا العدد المبارك من الخبراء والممارسين وأصحاب المعرفة؛ ليمثل إضافة نوعية لمبدأ المسؤولية الاجتماعية، وتطبيقا لآلياتها ومعاييرها في كافة القطاعات، ودعوة جادة للاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب الدولية والإقليمية الناجحة لصناعة بيئة تحفز على تبني المسؤولية الاجتماعية ثقافةً وسلوكاً.
وأكد مدير جامعة الدمام أن المسؤولية الاجتماعية تواجه تحديات عدة أبرزها القناعة، مشيراً إلى أنها اليوم أصبحت ضرورة اقتصادية إلى جانب كونها ذات قيمة إنسانية، وباتت واجباً على منظمات الأعمال في المجتمع السعودي ودافعاً لقيامها بالمسؤولية الاجتماعية، مؤكداً على أن المشاركة فيها لم تعد خياراً وإنما واجب وضرورة ملحة ودين للمجتمع يجب الوفاء به. وشدد على ضرورة مشاركة القطاع الخاص في المسؤولية الاجتماعية، وبخاصة القطاع المصرفي، نظراً للميزات التي يحصل عليها، ويجب عليه المشاركة بفعالية، فيما طالب بضرورة نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في الجامعات والمدارس في الأنشطة «اللاصفية»، إضافة إلى ضرورة تدريسه كمقررات منهجية، لتعزيز هذا المفهوم وليس تخصيص مقر فقط.
وأضاف ان التجارب والدراسات أثبتت أن المؤسسات تزداد أرباحها وتتحسن صورتها العامة، إذا تبنت المؤسسات دوراً اجتماعيا داعماً للعمل التنموي، حيث تُعد المسؤولية الاجتماعية ضمن أفضل الأدوات التي تصلح لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، فهي حجر الزاوية ونقطة الالتقاء بين قطاع الأعمال والعمل التنموي.
وألقى الراعي الرسمي رئيس مجلس ادارة شركة سمو عايض القحطاني كلمة أعلن فيها عن تدشين كرسي للمسئولية الاجتماعية بمنظمات الأعمال السعودية بجامعة الدمام، حيث إنه يعد أحدث كرسي في المملكة يهتم بالمسئولية الاجتماعية بمنظمات الاعمال، مشيراً الى أنه سيتم تمويله من قبل شركة سمو؛ لتحقيق المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع السعودي لنشر ثقافة المسئولية الاجتماعية بين منظمات الأعمال السعودية.
وفي ختام الحفل كرم سموه الرعاة والداعمين للمنتدى، ثم تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة، بعدها شهد سموه توقيع اتفاقية عقد تمويل كرسي شركة سمو للمسئولية الاجتماعية.