بما أننا نعيش هذا الوقت فصل الصيف ، وهذا الفصل عادة معظم الناس يخصصونه للسفر والانتقال فرارا من الأجواء الحارة والبحث عن الطبيعة و الأجواء المعتدلة ، لاسيما بعد موسم دراسي حافل للأبناء وعمل مجهد لرب الأسرة ..
لذلك سوف يكون مقالي عن التقنية وعلاقتها بالسفر وما قدمته من خدمات وتسهيلات ..
جميل أن نستعرض ما كانت عليه حياتنا قديما حين نسافر ، فالسفر كان قطعة من العذاب بما فيه من مخاطر ومشقة وعناء ، يمتطي فيه الإنسان راحلته ثم يذهب لوجهته مودعا أبناءه وأهله الوداع الأخير الذي ربما يكون لا عودة منه ،وحين يخرج لا بد أن معه خريتا يعرف الطريق والمسالك ويدل الأماكن ، فإذا لم يكن معه ذلك الخريت فربما يعرض نفسه للهلاك والخطر والضياع .
ثم حين يخرج من أهله تنقطع أخباره وأخبار أهله ، لا يدري ما ذا يحدث لهم وهم أيضا لا يدرون ماذا حدث له في سفره ..
تطورت بعد ذلك وسائل النقل من سيارات طائرات وسفن ، وبالرغم أنها سهلت السفر والانتقال من حيث السرعة والراحة إلا أن السفر بقي قطعة من العذاب لما فيه من مخاطر وانقطاع عن التواصل بين المسافر وأهله ..
ثم كان من نعم الله سبحانه وتعالى هذا التقدم التكنلوجي في وسائل التواصل والبرامج التقنيه والذي أحدث انقلاباً في حياة الناس في جميع مجالات الحياه ومن ذلك السفر ، حيث سهلت التقنية السفر في حياة الناس وحولته من عذاب إلى نعيم ..
فالمسافر الآن وبسبب وسائل التقنية الحديثة يستطيع أن يسافر إلى المكان الذي يقصده وهو يتناول قهوته على أريكه .. فيعرف تلك المدينة وشوارعها وفنادقها وأسواقها وطقسها ومعالمها السياحية .. بل يشاهد ذلك صوتا وصورة .. ثم يقوم برسم خطة سفره ولا يستغرق ذلك منه عدة دقائق .
وفي السفر ليس بالضرورة يكون معك رفيق يؤنسك ويدخل السرور عليك فالبرامج والتطبيقات الخاصة بالسفر تقدم لك كل ما لذ وطاب من سماع ومشاهدة ،وأما الخريت الذي يرشدك الطريق فقد حل محله قوقل ماب الذي يذهب بك إلى أماكن لا تخطر لك على بال ..
كما أن التقنية حفظت لك أموالك
من الضياع والسرقه وبالتالي ليس بالضرورة أن تكون معك محفظة تضع فيها نقودك ، فقد أصبح من السهل أن تحمل نقودك في جوالك وتجري عمليات الشراء والتسوق بكل يسر وسهولة ..
لقد أصبحت التقنية تساعدنا على إدارة وتخطيط الحياة بشكل أفضل وجودة أعلى..!!

سعد الشهراني- متخصص في التقنيه