دعت “إنترناشيونال أس أو أس- الرشيد”، وهي مشروع مشترك بين شركة “إنترناشيونال أس أو أس” العالمية المتخصصة في مجال توفير الخدمات الطبية والمساعدة الصحية والأمنية، ومجموعة “الرشيد” المتخصصة في مجال التصنيع والبناء والهندسة وغيرها من القطاعات الحيوية في المملكة العربية السعودية، ، عملاءها في المملكة العربية السعودية إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر واتخاذ اجراءات استباقية لضمان سلامة القوى العاملة، في ظلّ الارتفاع الذي يشهده العالم في موجات الحرّ الشديدة. وتعدّ هذه الظاهرة إحدى أكثر الكوارث الطبيعية خطورة، حيث تفرض بدورها تحديات ومخاطر كبيرة على صحة وسلامة العمال حول العالم. وتم تسجيل درجات حرارة مرتفعة ورصد موجات حرّ قاسية في يونيو 2024، كما وفي أبريل من هذا العام، الذي يعتبر الشهر الرابع الأكثر سخونة على الإطلاق، لتفرض بذلك تحديات ومخاطر جمّة على السكان حول العالم، بما في ذلك أكثر من مليار عامل.
وتعدّ ضربات الشمس والجفاف والإرهاق الحراري بعضاً من المخاطر التي يواجهها العمال وسط موجات الحرّ، حيث يمكنها أن تؤدي إلى انخفاض إنتاجية اليد العاملة وزيادة الحوادث كما والوفيات. فتظهر الإحصاءات أن 22.85 مليون إصابة مهنية و18,970 حالة وفاة مرتبطة بالعمل تعزى إلى الحرارة الشديدة. وفي هذا الإطار، تحرص وزارة العمل في المملكة العربية السعودية على تقديم مجموعة من الارشادات لمساعدة الشركات على مواجهة المخاطر الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة والتي قد تؤثّر على العمال وصحتهم، حيث أعلنت المملكة عن قرار حظر تأدية العمل من الساعة الـ 12 ظهراً وحتى الثالثة من بعد الظهر، ليطال كافة العمال باستثناء أولئك العاملين في قطاعات البترول والغاز الطبيعي والصيانة الطارئة، على أن تلتزم الشركات ذات الصلة بتدابير السلامة التي حددتها السلطات المعنية لحماية الموظفين من الحرارة الشديدة. وعلماً أن معظم العمال في مختلف القطاعات يتأثرون بحالات الطقس الشديدة، إلا أن بعض المهن معرضة للخطر بشكل خاص لأنها تنطوي على مزيد من الجهد البدني تحت أشعة الشمس. ففي القطاع الصناعي، يواجه العاملون في بيئات العمل الداخلية مخاطر كبيرة إذا لم يتم تنظيم درجات الحرارة داخل المصانع وورش العمل بشكل صحيح. كما يصبح أداء المهام المكتبية اليومية خلال موجات الحرّ القاسية أمرًا بالغ الصعوبة، لما يمكن أن تسببه هذه الظروف من إجهاد ذهني وتراجع كبير على مستوى القدرات البدنية والمعرفية. لذلك، تعدّ التدابير الاستباقية التي يمكن للمؤسسات اتخاذها ضرورية للتخفيف من هذه المخاطر والحفاظ على صحة العمال وإنتاجيتهم.
وقال د. عبدالرحمن أمان، مدير الشؤون الطبية في “إنترناشيونال أس أو أس – الرشيد”: “تشكل موجات الحرّ الشديدة والمتزايدة تحديًا كبيرًا يؤثّر على صحة وسلامة العاملين في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس أولاً، كما وأولئك العاملين في أماكن العمل الداخلية التي تفتقر لأنظمة التهوية والتكييف الملائمة. وفي ظلّ هذه الظروف المناخية القاسية، يتطلب من المنظمات اتخاذ خطوات تتجاوز تدابير الوقاية الأساسية من الإجهاد الحراري والعمل على دمج تقييمات مخاطر الإجهاد الحراري في سياساتها المرتبطة بالصحة والسلامة. كما يوصى بتنظيم برامج تدريب أساسية للموظفين، لتزويدهم بالمعارف اللازمة حول اكتشاف العلامات المبكرة للأمراض المرتبطة بظروف الحرّ الشديد، ما قد يحدّ من حالات الطوارئ الطبية ويجنّبنا عواقب صحية طويلة الأجل. ويمكن للمؤسسات حماية القوى العاملة لديها والحفاظ على صحة وسلامة عمالها وموظفيها، من خلال تعزيز ثقافة الوعي بمخاطر الحرّ الشديد وتشجيع الموظفين من شرب الماء المتكرر وفترات الراحة أثناء درجات الحرارة المرتفعة.
“كما يتطلب من المؤسسات امتلاك المعارف والخبرات اللازمة لتمييز المراحل المختلفة للأمراض المرتبطة بالحرارة. فضربة الشمس، على سبيل المثال، والتي تعدّ أشد الأمراض الناجمة عن الحرارة، هي حالة طبية طارئة قد تحدث تأثيرًا طويل المدى وتؤدي للوفاة إذا لم يتم معالجتها بصورة عاجلة، وتشمل أعراضها درجة حرارة جسم تتجاوز 40 درجة مئوية والغثيان و/أو القيء والارتباك والنوبات. يمكننا، من خلال التعرف على العلامات المبكرة للإجهاد الحراري، مثل التعرق والدوار والصداع والتشنجات، التدخل سريعاً لتجنب حالات الإجهار الحراري أو ضربات الشمس”.
وفي هذا الإطار، تقدم “إنترناشيونال أس أو أس – الرشيد” إرشادات للمؤسسات بهدف التخفيف من المخاطر الصحية التي قد تتعرض لها القوى العاملة جراء الحرارة الشديدة:
إجراء تقييمات دورية لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة: تقييم العمليات المؤسسية بانتظام لرصد مخاطر الإجهاد الحراري المحتملة وتحديد المواقع والأنشطة عالية الخطورة والنظر في ملفات تعريف الموظفين الأكثر عرضة للأمراض، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من حالات صحية معينة أو الذين يؤدون أعمالًا شاقة تحت أشعت الشمس.
دمج إجراءات الحماية من موجات الحرّ الشديدة في سياسات الصحة والسلامة: إيلاء الأهمية لإجراءات الوقاية من الإجهاد الحراري ودمجها في سياسات الصحة والسلامة المؤسسية، وإتاحة وصول العمال إلى المناطق المظللة المخصصة للاستراحة ومحطات المرطبات والسماح لهم بارتداء ملابس مناسبة لدرجات الحرارة المرتفعة.
توفير برامج تدريبية للتوعية بالإجهاد الحراري والوقاية منه: تنظيم برامج تدريبية تركز على إجراءات العمل الآمنة والسليمة وسط درجات الحرارة الشديدة وتعريف الموظفين بالممارسات اليومية المناسبة للترطيب وتدابير الحماية من أشعة الشمس وتوفير ساعات عمل أكثر مرونة لهم أثناء درجات الحرارة المرتفعة، كما وتزويدهم بالمعارف اللازمة لتحديد أعراض الإجهاد الحراري وتوفير بروتوكولات واضحة للترطيب والاستراحة.
تطوير بروتوكولات استجابة فعالة للتعامل مع موجات الحرّ الشديدة: وضع إجراءات محددة للاستجابة للأمراض الناجمة عن الحرارة، بما في ذلك الإسعافات الأولية والإجلاء في حالات الطوارئ. إبلاغ الموظفين بهذه البروتوكولات وتعريفهم بمعلومات الاتصال اللازمة في حالة الطوارئ المرتبطة بالحرارة.
مراجعة خطط الاستجابة وتحديثها باستمرار: إجراء مراجعات منتظمة لخطط الاستجابة المرتبطة بدرجات الحرارة المرتفعة للتأكد من أنها تتماشى مع أحدث الرؤى والمستجدات وأفضل ممارسات السلامة خلال موجات الحرّ الشديدة.