• 05:49:18pm

أحدث الموضوعات

ساعتان من الجمال

تعليقات : 0

أصداء الخليج

مع اتصالٍ جميل قبيل ظهيرة يوم الاثنين أمس من الأخ الكبير والوجيه الفاضل عبد العزيز سليمان العفالق حفظه الله ورعاه كانت البداية

فقد سرَّني في اتصاله بي ابتداءً وزادني سروراً حين قال :كنت أقرأ في كتابك الجبل السَّاحر وشاهدت صوره الجميلة والحقيقة أن الفضل يعود له في إصداري هذا الكتاب وطباعته ليسألني في سياق حديثه الكريم هل ذهبت إلى جبل الشعبة في وقت الغروب ؟! فأجبته ذهبت إليه في أوقات عدة أما الغروب فلم أذهب إليه في هذا الوقت بالذات فاقترح أن نذهب سوياً إليه عند غروب هذا اليوم الاثنين ٢٥/١٢/١٤٤٥ واتفقنا على ذلك الأمر والانطلاق في السادسة مساءً وذكرني في نهاية اتصاله لاتنس إحضار الكاميرا لتصوير المشهد ..وكان ما أراد حيث توجهنا إلى جبل الشعبة لنرى في طريقنا قرص الشمس يأخذ في الاصفرار تدريجياًوينطفي توهجه رويداً رويداً وبعض الغيوم تحتضنه و شمس الأصيل تكاد وأوشكت أن تحتجب بالغيوم المجتمعة في الأفق البعيد من جهة الغروب لتعود الشمس كحسناء ناعسة تريد أن تعود لخدرها لنصل إلى جبل الشعبة قبيل الغروب بقليل والشمس قد احتضنتها السحب وضمتها إليها لتخفي ملامحها دون أن تخفي أثرها الذي انعكس جمالاً وبهاءً ولألاءً وألقاً على السحب لتنعكس الألوانٍ عليها ذهبيةٍ وفضية وحمراء وقرمزية وزرقاء وبنفسجية متدرجة في اللون والشدة لتخفت وينطفي شعاعها شيئاًفشيئاً لنسبح بتأملاتنا في مناظر بديعة ورسوماتٍ مبهرة ومشاهد غاية في الهيبة والجلال مع الغروب ونستذكر عظيم صنع الله في خلقه جلَّ في علاه وماأجمل التَّفكُّر ساعة في عظيم خلق الله وتبارك الله أحسن الخالقين
وقد قطعنا بعد الوصول للجبل طريقاً طويلاً ودرباً بعيداً للوصول لمبتغانا المرتفع المطل على الواحة مشاهدين معالم كثيرة فيها قاطعين
مايزيد عن الساعة مشياً على الأقدام في طريقي الذهاب والإياب داخل جبل الشعبة دون جلوسنا وصلاة المغرب ومسامرتنا وماأجملها وأبهاها من رحلة مسامرة بخير جليس وأكرم صاحب ابتدأها الموقر الفاضل أبو سليمان بالأبيات المشهورة لأبي القاسم الشابي ونحن نصعد الجبل والتلة :
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ..رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ..وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ..يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
“أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطموح ..وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
ليحلو السمر وينسكب الشعر لأتذكر لامية العجم للطغرائي وماأروعها من قصيدة مجلبة لمعانٍ عظيمة
أصالة الرأي صانتني لدى الخطل..وحلية الفضل زانتني لدى العطَلِ

حبُّ السَّلامة يُثني همَّ صاحبِهِ ..عن المعالي ويُغري المرء بالكسل

فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ..في الأرض أو سلماً في الجو واعتزل

ودع غمار العلا للراكبين على ..متونها واقتنع منهن بالبلل

إن العلا حثتني وهي صادقةٌ..فيما تحدث أن العزَّ في النُقل

إلى أن يقول

وإنما رجل الدنيا وواحدها ..من لايعول في الدنيا على رجل

قد رشحوك لأمرُ لو فطنت له..فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهَمَاِ
ثم لأستذكر قصيدة أمير الصعاليك الشنفرى في لامية العرب وروائع المعاني المبثوثة فيها :
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم..فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!

فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ..وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛

وفي الأرض مَنْأيً للكريم عن الأذى..وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ

لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على امرئٍ..سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولفت نظرنا في هذا المنتزه الجميل التشجير الجميل والإضاءة عند كل شجرة والتسوير للمنتزه والطريق الموصل إليه وشجر النخيل الذي يجاور السور والذي طال واستطال وحسن ومال وإنارته وكذلك الطرقات والمظلات والخدمات والري الحديث حيث. تبللنا برداذ مائه لتنعش أجسامنا وأرواحنا بالماء فالماء حياة والخضرة سعادة لأتذكر أثناء وجودنا على مرتفعٍ مطلٍ بهيٍ فيها يُشرف على الواحة والنخيل ويطلُّ على هجر فيها بعد غروب الشمس أبياتاً لي قلتها عنها :

ولما أنهيت إلقاء أبياتي قلت لأخي الكبير العزيز أبي سليمان والله لولا رائد الصحافة في الشرقية الأديب الكبير عبد الله الشباط وماأثارني بمقاله عني في جريدة اليوم ماكانت هذه القصيدة ولاهذه الأبيات فترحمنا عليه سوياً وذكرناه بخيرليقول لي ويفاجئني بقوله أنه كان معه حينما أسس أول مجلة في الخليج المسماة الخليج العربي عام ١٩٥٧م حيث كان أستاذنا الفاضل عبد العزيز سليمان العفالق حفظه الله سكرتير تحرير المجلة لأضيف معلومةْ جديدةّ عن هذا الرجل الفاضل الذي تشرفت بمعرفته مذ قدمت للمملكة العربية السعودية وواحة الجمال فيها الأحساء ونعما هو وصحبته ورفقته مجسداً للخير والبر والعطاء والجمال طيلة معرفتي به لأقول في الختام كانت رحلةً ممتعة وصحبةً رائعة حلقنا فيها في عوالم وعوالم من الجمال والمتعة والأنس وخضنا فيها مع بحور الشعر وروائع الأدب على منتزه جبل الشبعان الذي سعدنا بزيارته واتفقنا أن نعيد الكرة لاحقاً إن شاء الله والحمد لله رب العالمين
د. محمد إياد العكاري
٢٦/١٢/١٤٤٥
٢/٧/٢٠٠٤م

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بقلم / دخيل الله احمد الحارثي

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    التغريدات