• 04:56:01pm

أحدث الموضوعات

النوايا مطايا

تعليقات : 0

أصداء الخليج
د. محمد إياد العكاري

جملةٌ ولا أنصع!!وعبارةٌ ولاأروع!!ومعنىً ولاأبدع!!وسلوكٌ ولا أمتع !! وغايةٌ ولا أرفع!!!.

أجل النوايا مطايا …الله… الله … ويالسكبها الرقيق… ويالمعناها الوريق …بله ويالمغزاهاالعميق …

النوايا مطايا أي والله فمن كانت نيته حسنةً… وغايته جميلةً …ومقصده سامياً …فإنَّ نيَّته تحمله على مطاياها وقتائبها لتبلغ الآفاق وتمتطي الجوزاء

النوايا مطايا وماأجملها من عبارة بمغزاها ومعناها بل وماأجلَّهُ من معنىً يرتقي صاحبه بها إلى المعالي
بله ماأرقاهُ من سبيلٍ يرتجى و يُدرك به مالايُنالُ بالعمل لأنََ النوايا روح العمل وتُرجمانه الصادق ومفتاحٌ للقبول

بلى النوايا الطيبة هي مطايا الخير والبر ومراكب النجاح والفلاح وللنوايا السليمة مراقٍ وهدايا

النوايا مطايا أجل هذه العبارة أول ماسمعتها هنا في الأحساء في هذه البلدة الطيبة فاستقبلتها أذناي ببالغ الترحاب ،وتلقَّفتها مشاعري بعظيم الإعجاب سمعتها هنا ولم أكن سمعتها قبل!!
لأتدبَّر معناها وأُكبِرُه رغم ضآلة مبناها!وأتأمل مغزاها التي تبلغك إياها هاتان الكلمتان فأُجِلُّه.

النوايا مطايا …باالله ويانعمَّ المطايا صلاح النوايا ويانعمَّ المطايا الصدور العامرة بالإيمان التي تحمل الخير والبِر للنَّاس ويانعمَّ المطايا القلوب الطيبة التي تنبض بالخير وتخفق بالبر لأتذكر دعاء سيدنا إبراهيم عليه السَّلام الذي ورد في كتابه العظيم مبيناً ذاك الذي يُنجي من العذاب يوم القيامة
{ولاتخزني يوم يبعثون يوم لاينفع مالٌ ولابنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم}الشعراء٨٧-٨٨-٨٩

(النوايا مطايا)كما قلت قبل عبارةٌ ماسمعتها إلا هنا في الأحساء ومثلها (طينة جنَّة )الله الله الله الله
النوايا مطايا وطينةُ جنَّة… ليكتمل العقد والسوار ، ويتكامل المعنى والمبنى،وتكتحل العين بما يكون بسلامة النية وجميل العمل ونبل المقصد

النوايا مطايا وطينة جنة العبارتان اللتان لم أسمعهما إلا هنا في هَجَر في الأحساء لتشفَّ عن أصالة أهلها ،وطيب معدنهم ،وجمال جوهرهم ، وكأنَّ هاتان الجملتان ترسمان صورتهم ،وتحكيان قصتهم ،وتقصُّان سيرتهم، وتشفُّان سريرتهم ،
أجل والله فالنوايا الطيبة هي مطايا الخير
وعلى قدر النوايا وسلامتها تكون العطايا والهدايا

لأتذكر الحديث الذي رواه أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ:” إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوُله ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا أَو امْرأَةٍ يَنْكِحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ ” رواه الشيخان وهذا الحديث يعتبر أحد أعمدة الدين

النوايا مطايا أجل والنوايا الحسنة مفتاحٌ لكل خير في هذه الحياة، وهي بوابة التوفيق ،وروح العبادات، فكلما كانت سريرة المرء نقيةً ابتسمت له الدروب، ولانت له الخطوب، ومالت إليه القلوب.
وصفاء النية ونقاء السريرة وحسن الظن مفتاح لكنوز الدنيا والآخرة.
والنية سر العبودية وروحهاوهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد وعليها ملاك العمل كلُّه ،وعليها يكون القبول والرد،والثواب والعقاب.

و للعلم فإنَّ المرء يبلغ بنيته مالا يبلغ بعمله،
وفي صلاح النيَّات التوفيق لأعظم الإنجازات
لأتذكر مع هذه المعاني النبيلة والمقاصد السامية أخاً عزيزاً، وزميلاً كريماً، ورجلاً فاضلاً سليل أسرة كريمةٍ،عريقة المحتد،نفحها الأصالة،أياديها بيضاء وراحاتها نديةٌ ، إنه الدكتور حسن عبد العزيز الجبر رحمه الله والذي كان على موعدٍ مع القدر حيث توفي بحادث سيارة قبل أكثر من أربعين سنة وبالتحديد الجمعة التاسع عشر 19 November 1982م وكنت قد تعرفت عليه مع بداية عملي بالحرس الوطني حيث كنت أول طبيب أسنان للحرس الوطني في الأحساء مع بداية١٤٠٢ وبالتحديد٢١/٣/١٤٠٢ هجري و عُيِّن هو مديراً لمستوصف الحرس الوطني الذي كنت أعمل به في حي الخرس بالمبرز وكذلك كان مديراً لمستوصف إسكان الحرس الوطني مع بداية انتقالنا إليه وكلاهما كان يقدم خدماتٍ جُلَّى للمواطنين مع منسوبي الحرس الوطني وكان الدكتور حسن عبد العزيز الجبر رحمه الله نعمَّا هو رجلاً شهماً، مفضالاً ،كريماً ، خلوقاً،قليل الكلام’دائم التَّبسُّم،الطيبة تملأ محيَّاه ،واللطفُ طبعُهُ ولُقياه ،
وكان بيني وبينه صداقةٌ وود ،وتقديرٌ واحترام
كان يحبُّ مجالستي، وكثير التَّردُّد على عيادتي وكنت آنسُ به وكان يأنس بي
وكان في عيادتي مرآةٌ كبيرة كان يضبط شماخه وغطرته فيها ويُطيل ضبط شماخه ليكون في كامل أناقته ليقول لي بعدها أنت (مظبَّط ) فأبتسم وأسرّ .
ومما علمته حديثاً من أخيه الموقر الفاضل عبد المحسن عبد العزيز الجبر حفظه الله أنه بعد قدومه للعمل مديراً للمستوصف ولكثرة المراجعين من الأهالي ومنسوبي الحرس شعر الدكتور حسن الجبر رحمه الله بحاجة الأحساء وأهاليها لبناء مستشفى فيها فالاحتياج كبير والمراجعون كُثر فقام هو بنفسه بالمبادرة وقص على أخيه الموقر الفاضل عبد المحسن عبد العزيز الجبر حفظه الله الذي يعمل نائباً لرئيس مجلس إدارة جمعية البر الخيرية لأكثر من 30 عاماً، ورئيس أمناء جائزة الغرفة التجارية بالأحساء، حيث قص عليه الأمر والحاجة الماسَّة لبناء مشفى ورغبته في السَّعي لذلك برفع خطاب لسمو رئيس الحرس الوطني حينذاك صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله يطلب فيها إنشاء مشفى للحرس في الأحساء ووافقه أخوه على ذلك ليطلب الدكتور من أخيه الموقر عبد المحسن مرافقته في هذا الأمر ،وكان ذلك وذهبا إلى الرياض إلإ وقدما الطلب لمدير مكتب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني حينذاك .. وتم الشَّرحُ عليه بالإيجاب .. ووِعدا خيراً وكانت هذه قصة البداية مع مشفى الحرس الوطني بالأحساء
تلك القصة التي ابتدأت مع الأخوين الكريمين من هذه الأسرة المباركة ذات الأيادي البيضاء والأعمال الجليلة في البر فكانت مبادرتهما البداية ليورق الطلب الذي قدَّماه ويزهر مع الأيام والسنين ويثمر ببناء مشفى الملك عبدالعزيز للحرس بالأحساء وجامعة للتمريض فيها .
أي والله النوايا مطايا … النوايا مطايا وهذا ما كان وباكورة العمل فيه ابتدأها وقدحها الدكتور حسن عبد العزيز الجبر فكرةً أورقت وأزهرت وأثمرت وهذه قصة البداية لمشفى الحرس الوطني بالأحساء
ورحلة الألف ميل تبتدأ بخطوة جعلها الله في ميزان أعمالهما وثمر لهما سعيهماوجزاهما الله عن الأحساء كل خير وأرجو المولى سبحانه أن يكون الدكتور حسن طينة جنة إن شاء الله وهو كذلك ولانزكي على الله أحداولكن مابصرتُه به ،وخبرتُه عنه وعلمته منه يشي بذلك ،
رحمه الله وغفر له وجزاه الله عنا كل خير وأن يكون كل ماكان من ثمرات في صحائف أعماله وأخيه البار المفضال من كان معه يداً بيد وساداً بساعد وخطوةً بخطوة اللهم آمين وآخر دعوانا والحمد لله رب العالمين
د. محمد إياد العكاري
الأربعاء ٢٤/٧/٢٠٢٤م
١٨/١/١٤٤٦هجري

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    التغريدات