هناك تلازم وثيق بين السياحة والإعلام، فلن تتحقق سياحة جاذبة وناجحة مالم يروج لها الإعلام ويعرف بها ، وحتى يحلق الإعلام والسياحة كحمامة بيضاء في فضاء النجاح، فلابد من وضع استراتيجية مشتركة بينهما، تراعي جوانب عدة كتحديد الرؤية والرسالة والأهداف مع وضع إطار تنظيمي ومهني وبناء كفاءات مؤهلة ومدربة مع استمرارية القياس والمتابعة لنقاط القوة والضعف مع تعزيز الوعي بأهمية السياحة وغرس القناعات الايجابية تجاهها لدى جميع شرائح المجتمع، وحتى يرتفع مستوى الوعي لابد من استنهاض جميع وسائل الإعلام المتاحة، فضلا عن ضرورة تخصيص قناة تُعنى بالسياحة لتقوم بدورها في عرض البرامج والأنشطة التي تلبي رغبات الجمهور، ولا يتوقف عند هذا الحد بل ضرورة نشر ثقافة السياحة من خلال المناهج الدراسية للتعريف بدورها الاقتصادي والثقافي والانساني، فضلا عن التعريف بالمقاصد السياحة ، وقبل البدء في اطلاق قناة متخصصة في المجال السياحي، هناك ثمة خطوات مهمة تتمثل في تأهيل وتدريب وبناء كوادر في الاعلام السياحي، لتلافي ضعف مضمون الرسالة الإعلامية، والتي تنعكس على ضعف تأثيرها على المتلقين من كافة أطياف المجتمع، إن المساحة المتاحة للإعلام السياحي في وسائلنا الإعلامية غير كافية لمنجز نتوق إليه، وليس هناك دراسات لقياس الأثر في هذا الجانب، وهذا يزيد من غياب الرؤية وتدني المستوى المهني وبروزالعشوائية في الكثير من البرامج، مما يوسع الفجوة بين جمهور متعطش لمعلومات يحتاجها وبين وسيلة إعلامية لا تمتلك رؤية واضحة، إن من مهام الإعلام السياحي إبراز الوجه الحضاري للوطن ومقومات السياحية والتعريف بفرص الاستثمار المتاحة، والتأثير الايجابي لصناعة سياحة فاعلة، واستغلال أمثل لكل الامكانات الطبيعية والتراثية والثقافية والمكانية، وزيادة على ذلك الرفع من جاذبية المنتج السياحي لتكون مؤهلة ورافدة وقادرة على توفير فرص عمل تساعد على تحسين مستوى الدخل الأسري، والتفاعل أيضا من المجتمع في تقديم صناعاتهم الحرفية وعروضهم الفلكلورية ومنتوجاتهم الغذائية والزراعية، وإذا جئنا لمنطقة الباحة لوجدناها ذات مقومات سياحية فريدة ومتميزة في كونها قريبة من مكة المكرمة، وبإنهاء طريق الرياض الباحة سوف تختصر مسافة الطريق إلى 650 كيلو فقط، فضلا عن مزايا الباحة الطبيعية والمناخية، وتأتي الجبال بما كساها الله من غطاء نباتي وشجري كأجمل المزايا في الجذب السياحي، ولكل منطقة من مناطق المملكة مزاياها لتشكل في مجملها اكتمالا يحقق ثراء لسياحتنا الداخلية والتي بدورها تفتح مجالا واسعا من زيادة الأعمال والأنشطة المرتبطة بها، مما تشكل دخلا هاما ورئيسا، وذراعا اقتصاديا مع النفط..