حاولت أن أصل إلى الجامع بين المتميزين، فوجدت أنه كلما استطاع فرد أو مؤسسة أو وزارة أن يعزز فرص النجاح، ويقلل من فرص الفشل.
تأملتُ في سير العظماء، وحياة المصلحين، ونماذج من صنعوا التغيير، فلم يظهر لي أنهم يشتركون في حدة الذكاء، ولا في حجم الإصرار، ولا في قوة العزم، وإن كانوا يتوافرون على هذه أو تلك.
لم أجدهم يشتركون في خصلة مثل خصلة إتقان الصبر!
لا يمكن للمرء أن يحقق نجاحا وهو لا يتقن الصبر!
قد يحقق شيئا من نجاح، وبعضا من تميز! لكن عجلته ستفقده النتيجة الأفضل!
أيها السيدات والسادة، تأملوا: فأنا لم أقل ممارسة الصبر، بل قلت: لم إتقان الصبر!
إن إتقان الصبر فن أيها الكرام!
فالإتقان، ليس ممارسة الصبر فحسب، بل هو الممارسة مع غاية التجويد.
دونكم المستعجلون، فهم، مهما كانوا محترفين، إلا أن عجلتهم تحرمهم من تحقيق الأهداف كما يجب.
لذلك كان توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، رجلا صبورا، وإلا لما أدركنا الكهرباء إلا بعده بعقود، ومن يدري إذ كنا سندركها أم لا!
صبر أديسون على فشله، من أجل أن يحقق نجاحه!
حاول مئات، قبل أن يخترع المصباح الكهربائي!
يقول أديسون عن نفسه: لا أعتبر أنني فشلت مئات المرات، بل أعتبر أنني اكتشفت مئات الطرق الفاشلة!
وهكذا حول فشله لوصفة للنجاح، يبتعد بها عن الفشل، فمن لا يستثمر خطأه في عدم تكراره، موغل في الخطيئة!
الفشل كابوس حقيقي يحيط بنا يوميا، والمميز من يعرفه جيدا، كي لا يعاقره ثانية. ولا يظن أحد منا أن المبدعين والناجحين، وصلوا إلى ما هم فيه دون فشل، لكنهم استطاعوا أن يحققوا نجاحاتهم يوم أن أحاطوا دوائر الفشل بعنايتهم، وحاولوا عدم تكررارها، وقانا الله وإياكم الفشل!.