• 02:36:00am

أحدث الموضوعات

المرأة السعودية: رحلة نحو التمكين والمشاركة الفاعلة في المجتمع

تعليقات : 0

أصداء الخليج
بقلم سلمان بن أحمد العيد

تسير المرأة السعودية في رحلة تاريخية نحو التمكين والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وهي رحلة لم تكن لتتحقق إلا بفضل رؤية قيادة حكيمة ورؤية واضحة للمستقبل. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، شهدت المرأة السعودية تحولات كبيرة، تعززت بشكل أكبر تحت رؤية 2030 التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -. هذه التحولات أكدت على أن المرأة هي ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، وأن مشاركتها في مختلف المجالات هي من الأولويات الوطنية التي لا غنى عنها.

الرؤية الملكية: تمكين المرأة من خلال التشريعات والفرص
منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – زمام الحكم في المملكة، أظهر التزامًا قويًا في تعزيز حقوق المرأة وتمكينها في كافة المجالات. فقد شهدت المملكة تغييرات كبيرة في القوانين والأنظمة التي كانت تعيق تقدم المرأة وتقلل من فرص مشاركتها. ومن أبرز هذه القرارات، السماح للمرأة بقيادة السيارة في عام 2018، وهو قرار غير مسبوق في تاريخ المملكة، يعكس رؤية القيادة الحكيمة نحو إلغاء القيود التي كانت تفرض على المرأة، ويتيح لها المشاركة الكاملة في الحياة العامة.
كما تم تمكين المرأة في مجالات العمل، من خلال تشريعات تضمن حقوقها في بيئة العمل وتوفر لها الفرص المتساوية مع الرجل. فقد تم تعزيز حقوق المرأة في سوق العمل السعودي، بما في ذلك زيادة عدد النساء العاملات في القطاع الخاص، وإصدار قوانين ضد التمييز في العمل، مما دفع بالمرأة إلى دخول مجالات كانت تقتصر على الرجال فقط.

تمكين المرأة في السياسة والقيادة
في ظل رؤية المملكة 2030، بدأ تمكين المرأة يتجاوز الحدود التقليدية ليشمل المشاركة الفاعلة في الشأن السياسي والقيادي. فقد تم تعيين النساء في مناصب رفيعة في الحكومة، وأصبحت المرأة السعودية تشغل وظائف في قطاعات مختلفة من أهمها القطاع الدبلوماسي، حيث تم تعيين المرأة السعودية في العديد من السفارات والقنصليات، وكان أبرزها تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة للمملكة في واشنطن، مما يُعد خطوة هامة نحو تعزيز دور المرأة في العمل الدبلوماسي والسياسي.
كما شهدت المملكة منح المرأة السعودية الحق في الترشح للانتخابات البلدية، حيث كانت أول تجربة لها في عام 2015، حيث سجلت النساء مشاركتهن في التصويت والترشح في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، وذلك تجسيدًا لرؤية القيادة السعودية في تمكين المرأة ومشاركتها في صنع القرار.

المرأة في القطاع التعليمي
المرأة السعودية تمثل جزءًا أساسيًا من قطاع التعليم في المملكة. فقد ساهمت في تطور هذا القطاع بشكل كبير، ليس فقط كطالبة، بل كأكاديمية ومعلمة وإدارية. وتُعد نسبة النساء في الجامعات السعودية من أعلى النسب على مستوى العالم، حيث تشارك المرأة في كافة التخصصات الأكاديمية والعلمية، بما في ذلك العلوم الهندسية والتكنولوجيا والطب، مما يعكس تحولًا جوهريًا في الفكر المجتمعي حول مكانة المرأة في العلوم.
وتعتبر الجامعات السعودية من أهم المحطات التي شهدت تواجدًا نسائيًا فاعلًا، حيث أظهرت المرأة السعودية تفوقًا في مختلف التخصصات العلمية والأدبية. كما ساعدت البرامج التعليمية الحديثة والمنح الدراسية التي توفرها المملكة في تمكين المرأة من مواصلة تعليمها في الخارج، مما أدى إلى زيادة عدد النساء السعوديات الحاصلات على درجات علمية عالية من جامعات مرموقة في العالم.

المرأة السعودية في ريادة الأعمال والاقتصاد
أحد المجالات التي شهدت فيها المرأة السعودية تحولات كبيرة هي مجال ريادة الأعمال. فقد أصبحت المرأة السعودية من رائدات الأعمال في المملكة، وبدأت تشارك في تأسيس الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني. ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هو دعم الحكومة السعودية لرواد الأعمال من خلال تخصيص برامج تدريبية ودورات متخصصة، وتوفير التمويل من خلال جهات مثل “صندوق التنمية الصناعية” و”البنك السعودي للتسليف والادخار”.
كما أن المرأة السعودية اليوم تمثل قوة مؤثرة في السوق المالي، حيث دخلت العديد من النساء مجالات الاستثمار والبورصة، ونجحت العديد منهن في إطلاق مشاريع ناجحة في مختلف القطاعات.

المرأة السعودية والمشاركة الرياضية
من أبرز العلامات الفارقة في رحلة تمكين المرأة السعودية هي مشاركتها الفاعلة في المجال الرياضي. فمنذ صدور القرار التاريخي في عام 2017 بالسماح للمرأة بممارسة الرياضة في الأندية الرياضية، بدأت المرأة السعودية تشارك في المسابقات الرياضية على الصعيدين المحلي والدولي. اليوم، نجد أن هناك العديد من الرياضيات السعوديات اللاتي أثبتن أنفسهن في مجالات مثل كرة القدم، والتنس، والعدو، والرياضات البدنية، وهو ما يعكس تحولًا كبيرًا في التعامل مع المرأة السعودية ودورها في المجتمع.

التحديات والطموحات المستقبلية
على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة السعودية في مختلف المجالات، فإن الطريق لا يزال طويلًا. تواجه المرأة السعودية بعض التحديات المتعلقة بتغيير الأنماط الاجتماعية السائدة، وتعزيز دورها في المجتمع بشكل أكبر. ولكن القيادة السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن سلمان، تستمر في دعم المرأة وتوفير الفرص لها، إذ تشهد المملكة تطورًا مستمرًا نحو تعزيز مشاركتها في جميع المجالات.
إن رحلة المرأة السعودية نحو التمكين والمشاركة الفاعلة في المجتمع هي رحلة مبدعة وطموحة، وأن الدعم المستمر من القيادة الحكيمة سيظل هو المحفز الأساسي لتحقيق مزيد من النجاحات. إن رؤية 2030 لم تكن مجرد رؤية اقتصادية، بل كانت رؤية شاملة، تؤمن بأن تمكين المرأة هو أساس تقدم المجتمع السعودي في كافة مجالات الحياة.

بقلم سلمان بن أحمد العيد
رئيس التحرير
salman201001@hotmail.com

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف الذكرالله

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | فهد الطائفي

    بقلم : يحيى بن سعيد آل داوود

    م. زكي الجوهر

    بقلم / مبارك بن عوض الدوسري

    التغريدات