أظهرت دراسة جديدة أن توزيع الدهون في الجسم يمكن أن يكون له تأثير كبير على خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي. إذ وجدت الدراسة أن الدهون العضلية، أو الدهون الموجودة داخل أنسجة العضلات، تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة، بغض النظر عن العوامل الأخرى مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI).
تعتبر أمراض القلب السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة، حيث تساهم في وفاة واحدة من كل خمس حالات. وتعد العديد من الحالات الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول في الدم، السكري، السمنة، وزيادة الوزن، عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الدهون العضلية، حتى لدى الأفراد الذين لا يعانون من السمنة، قد تكون عاملاً مهماً في تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب.
الدهون العضلية وزيادة المخاطر
قام الباحثون بتجنيد 669 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا، وقد تم تقييمهم من حيث آلام الصدر وضيق التنفس الناتج عن نقص تروية القلب، ولكنهم لم يعانوا من مرض الشريان التاجي. تم استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT) لقياس كميات الدهون العضلية في أجسام المشاركين، وتحديد “نسبة العضلات الدهنية” – وهي النسبة بين الدهون العضلية والعضلات.
توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لديهم المزيد من الدهون العضلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بحالة تُعرف بـ”خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية” (CMD)، التي تؤدي إلى تدفق دم غير طبيعي عبر الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي القلب. كما كانوا معرضين لخطر متزايد للوفاة بسبب أمراض القلب أو الدخول إلى المستشفى بسببها.
الدهون العضلية تتفوق على الدهون تحت الجلد
أظهرت الدراسة أيضًا أن زيادة نسبة الدهون العضلية بنسبة 1% كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بـCMD بنسبة 2%، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 7%. ولم تؤثر هذه الزيادة في المخاطر بعوامل أخرى معروفة لأمراض القلب، مثل الدهون تحت الجلد أو مؤشر كتلة الجسم.
وفي تعليق على الدراسة، قال الدكتور تشنغ هان تشن، طبيب معتمد في أمراض القلب ومدير برنامج القلب البنيوي في مركز ميموريال كير سادلباك الطبي في كاليفورنيا: “إن تحديد توزيع الدهون داخل الجسم قد يوفر معلومات أكثر دقة من قياسات مؤشر كتلة الجسم الحالية، التي قد لا تعكس المخاطر بدقة”.
الوقاية وأهمية العناية بتوزيع الدهون
للحفاظ على صحة القلب، تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) باتباع نمط حياة صحي يشمل الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، تناول غذاء متوازن منخفض الدهون المشبعة والمتحولة، والتقليل من التدخين والكحول.
تعزز هذه الدراسة أهمية مراقبة توزيع الدهون في الجسم، وليس مجرد التركيز على الوزن أو الدهون تحت الجلد، مما يعكس أهمية إجراء تقييمات دقيقة وشاملة للحالة الصحية العامة من أجل الوقاية من أمراض القلب.